أبوظبي - منّي بونعامة:
احتضنت قاعة الثريا في فندق شاطئ روتانا، مساء أمس الأول، وقائع الأمسية الشعرية الثانية التي ينظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ضمن الفعاليات المصاحبة لاجتماعات المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، شارك في الأمسية الشعراء: ظبية خميس وطلال سالم "الإمارات"، التجاني الحاج موسى "السودان، جمال الدين بن خليفة ويوسف شقرة "الجزائر"، فوزي أكرم "العراق"، وفاء العمراني "المغرب"، وعبدالحميد القائد "البحرين"، قدّم الأمسية الزميل إبراهيم اليوسف . طرق الشعراء في قصائدهم مواضيع متعددة مزجت بين هموم الوطن العربي، وأمل الحياة، في أودية الحب والوجد .
قرأت ظبية خميس "شجرة التين"، "نحو الأبد"، تقول في قصيدة "مفصلة التاريخ":
العنف مفصلة التاريخ
الدماء غذاء الكراسي
الجماجم عرش الزمان
من ينحني في وجه من
الوجه المقبوض في وجه الريح
الدم المستباح على أعتاب بوابة المنتصر
امنحني ذرة حرية كي أقول
إن الغابة بقديسيها تطبق على رقبتي
لا شهوة لي في البوح
فالخوف من الآخر صار رفيقي
لا شهوة لي في النضال
ولا التحدّث باسم الشعب
ولا الارتماء في أحضان الرفاق
فالشبهة صارت تطول الجميع
وتقول في قصيدتها: "نحو الأبد"
للأمسيات البعيدة تلك
بين الضباب والدخان
ووجوه دارت بها أوبرا الحياة
إلى الشباب النزق
يبدد حواشيه بين الطرق
معزوفتي نحو الأبد
الشاعر التجاني الحاج موسى قرأ قصيدتين هما "القمر صاحي"، "يا طير" يقول في الأولى:
وسهرت مع القمر
كان سهره صباحي
اشكيلو حالي البيّ
كان القمر صاحي
اصلو القمر يا ناس
في ظلمة الدنيا
ببقالي مصباحي
ويمر شعاع من ضي
في داخلي جوه شوي
ويفضح غرامي البي
لي زول قريب مني
واستعصي وصلو علي
جمال الدين بن خليفة قرأ قصيدة "أسرارها" يقول فيها:
روحي اشتهت
أوراقها
أسرارها
إصرارها
نبضي هوى
اوراقها
إزهارها
هو ما درى من سحرها
راقت له
أو راقها
بل إنه مثل الندى
إبراقُه
كم يشتهي إشراقها
كل الفَرَاش من المشاعر داخلي
أسرابُه
صارت تحب من الغرام ظهورها
إحراقها
قد ساقها ما ساقها
لو أعتقت من عينها عشاقها
مشتاقها
وتظل عطشى للجمال جوانحي
وفوزي أكرم قرأ قصائد منها "باب عشتار" يقول فيها:
أيها الأمريكي المتأنق
كلانا شبيهان في كل شيء
سوى أن جدي دخل التاريخ من باب عشتار
بينما جدك دخله على جثة هنديّ أحمر
وفي قصيدة "غيمة" يقول:
أنا غيمة عراقية عاشقة مهما تلف بها الرياح وتدور، ومهما تتوسل بها الجبال والحبور، لن تمطر إلا في بلادي لأن شهوة الشوق في دمي تعشق كل ما في بلادي
.
يوسف شقرة قرأ نصه "ماء الكلام . . روح الختام" يقول فيه:
قالت سيدة البحر:
كانت ترتشف قهوتها المسائية
تلوح للذي أدمى سعف النخيل البري
يا أيها القادم من وهج الرمل
إلى غسق الدجى والأنين
وبالأصابع الندية تخط على الزند
زهرة الروح . .الأخيرة
خطوط الرّحلة طولاً وعرضاً
حكايات الياسمين/ ما بك أيها المتمرد
ما بين الموج وخطوب الرمل المدجج والدخان
تبحث عن راحلة لا تحمل أسفار الرعشة الأولى
وألقى الشاعر طلال سالم قصيدة "مسافة حزن" يقول فيها:
وجهي إليك وهذي الأرض تتبعني
والأمنيات صدىً . . ما عاد يلمحني
وجهي مسافات صبحٍ كنتُ أجهله
قد تاه في العمر حيناً كنتُ أعرفني
مكابرٌ في شروق الأرض لي لغتي
ولي قليلٌ من النايات يكسرني
ولي حنين إلى المعنى أخايله
وحين أرسم حرفاً تاه يجهلني
تبعثرت في ضلال الحب أشرعةٌ
مذ كنت والبحر أدنو حين يبعدني
وكنتُ أكبرُ عصفاً في سكون دمي
حيناً وأهمي على روحٍ تشتتني
يا رحلة العمر والأوطان مزقها
حقدٌ قديمٌ متى آتي لأنصفني
أنا سؤال حزينٌ . . دهشةٌ عبرت
أنا الذهول الذي يأتي فيسكنني
أنا مسافة حزنٍ تاه مشربها
ظمأى تموت وتسقي غيمة الزمن
وقرأت الشاعرة وفاء العمراني قصيدتها "غربة الأوطان" تقول فيها:
أعشق وطناً
لا أملك به موطناً
أو بوصلة للقرار
ترتب خلايا الانتماء
في ذاكرتي
لبلاد توجتني بالمطر الخريفي
والصدى
لخلان خلاني عنهم
جناح واسم وحكاية
لنذر تلبسته
ذات فجر قصيدة
أرعى هذا العواء اليتيم
وقرأ عبد الحميد القائد نصه "سقوط إلى القمة":
سقطت من السفح إلى القمة
لا تستغربوا
كان العالم مقلوبا
والجاذبية قطعت حبالها المرة