سامراء بمئذنتها الملوية تعتبر واحدة من الاثار العراقية العريقة التي تشرفت صفحات التاريخ بذكرها بكل اجلال وتقدير ،وعند ذكر سامراء يتبادر الى الذهن فورا ملويتها والتي تمثل ارقى فنون العمارة انذاك ،ولاهمية التعرف على جزء بسيط من تاريخ سامراء واثارها وقد ولكن ليطلع عليها من لم يتمكن من قراءة المواد السابقة وفي الوقت ذاته لاضير من قراءة التاريخ لاكثر من مرة لان فيها فوائد جمة .











المئذنة الملوية تعتبر واحدة من الآثار العراقية القديمة وقد كانت في الأصل مئذنة المسجد الجامع الذي أسسه المتوكل عام 237 هـ في الجهة الغربية لمدينة سامراء، واعتبرت في حينها من أكبر المساجد في العالم الإسلامي. قام بتشييدها المهندس الكلداني دليل يعقوب المئذنة الملوية تقع على بعد 27.25 متر من الحائط الشمالي، و هي مقامة على قاعدة مربعة ضلعها ( 33 م ) و ارتفاعها ( 3م ) يعلوها جزء اسطواني يحيط به من الخارج درج حلزوني يلتف حول بدن المئذنة من الخارج وهو من خمس طبقات تتناقص سعتها بالارتفاع، الدرج سعته 2 متر وهو بعكس عقارب الساعة وعدد درجاته تبلغ 399 درجة والارتفاع الكلي للمئذنة يبلغ 52 مترا. في أعلى القمة طبقة يسميها أهل سامراء “بالجاون” وهذه كان يرتقيها المؤذن ويرفع بها الأذان.

وتقع المئذنة الملوية في مدينة سامراء العراقية التي تحتوي عدة آثار تعود لعصر حكم الدولة العباسية. تظهر المئذنة الملوية على الدينار العراقي. وبسبب هذا الصرح سميت سامراء (سر من رأى)، وكانت الصومعة الملوية كمئذنة وليست كما يظن البعض للزينة.



تصميمها وابعادها



تقسم الملوية إلى ثلاثة اقسام هي : القاعدة من مربعين الواحد فوق الآخر وارتفاعهما معا 4.20، وطول ضلع المربع الأسفل (31.5)م وهناك افريز بارز ارتفاعه (15) سم يمتد حول الجوانب الاربعة للقاعدة. اما المربع الثاني فهو المربع السابق مباشرة واصغر منه قليلا وابعاده(3.60×3.40)م، وجوانب القاعدة مزخرفة بعدد من الحــنايا المستطيلة المجوفة فهناك ست حنايا على الجانب الجنوبي المقابل للضلع الشمالي للجامع، وتسع حنايا على كــل جانب من الجوانب الثـــلاثة الاخـرى.ة يتحدث اجدلدنا انهم راوا بقايا اعمده من الخشب على قمة الملويه المسماة بالجاون ويقال انها سقيفه يستظل بها الماذن وان هناك أيضا درابزين من الخشب يمسك به الصاعد ومن الجدير بالذكر ان الناس كانوا يعتمدون حين ذاك على رؤية الماذن على قمة اللويه لتحديد اوقات الصلاة بالطبع يتعذر وصول الصوت من مسافات بعيده



نبذة تاريخية عن سامراء



صافيتا كلوب

منتصف القرن الثامن الميلادي ( 850م) أنتهى الصراع بين الأمويين والعباسيين بانتصار العباسيين و القضاء على الدولة الأموية و قتل آخر الخلفاء الأمويين ( مروان بن محمد ) ، و تم قتله في مصر أثناء محاولة هربه ، و لم ينجو من الأمويين سوى عبد الرحمن الذي فرٌ إلى الأندلس ليقيم هناك دولة أموية جديدة .بعد انتصار العباسيين قرر أبو العباس أول الخلفاء العباسيين نقل العاصمة إلى الكوفة ، فلم يكن من الممكن أن تكون دمشق معقل الأمويين مقرا لحكم العباسيين .و بعد وفاة أبو العباس و تولي الخليفة المنصور الحكم ، قرر المنصور بناء عاصمة جديدة و هي ( بغداد ) ، و جمع لها العمال من جميع أنحاء البلاد ، و حسب وصف المؤرخين .. أن مدينة بغداد التي بناها المنصور كانت مدينة دائرية ، أي مسقطها الأفقي دائري ، يتوسطها قصر الخلافة و يحيط بها خندق و سور مزدوج و لها أربعة أبواب أطلق على كلا منها اسم المكان الذي يؤدي إليه، (باب الكوفة - باب البصرة - باب الشام - باب خرسان ) . و يقال أن محيط أسوار المدينة كان حوالي ( 16 ألف ) ذراع و الطرق كلها إشعاعية تتجه إلى مركز المدينة ( القصر ) و كانت المداخل للمدينة منكسرة ( Bentranses ) .كان لانتقال العاصمة من دمشق إلى بغداد تأثير قوي على تطور العمارة والفنون في هذه الفترة ، يقارنه البعض بتأثير انتقال عاصمة الإمبراطورية الرومانية من روما إلى بيزنطا، الأمر الذي يعني مزيد من التأثيرات الشرقية خاصة أن الدولة العباسية قامت على أكتاف الفرس فهم أصحاب الإسهام الأكبر في قيام الدولة العباسية .

ومن أهم الآثار التي وصلت إلينا من عصر الدولة العباسية مدينة ( سامراء ) حيث أصل الاسم ( سُرٌ من رأى ) و التي بناها الخليفة المعتصم بالقرب من بغداد حوالي سنة ( 836م).سامراء لم تدم أكثر من ( 150 عاما ) و حكم بها ثمانية خلفاء من العباسيين وهم ( المعتصم بالله - المنتصر بالله - الواثق بالله - المتوكل على الله - المستعين بالله - و المعتز بالله و المهتدي بالله و المعتمد . و هجرها المعتمد على الله حوالي سنة ( 889 م ) ، فهي مدينة نمت بسرعة هائلة و انتهت بسرعة هائلة أيضا .و من أهم ما وصلنا من سامراء ( جامع سامراء الكبير ) و قد بناه الخليفة المتوكل حوالي سنة (849م) ، جامع سامراء من أكبر المساجد مساحًة حيث تبلغ مساحته حوالي ( 156 × 200 م ) و هذا بدون الزيادة المحيطة ، المسجد مبني من الطوب ، والسقف خشبي مستوي يرتكز على أكتاف من الطوب في أركانها أعمدة ملتصقة ، و الزخارف جصية ( من الجبس ) و له مسقط أفقي تقليدي ، و للمسجد فناء مكشوف تحيط به ثلاث أروقة أعمقها رواق القبلة .أشهر ما في هذا المسجد هي المئذنة الملوية ، و هي مئذنة مقامة على قاعدة مربعة ضلعها ( 33 م ) و ارتفاعها ( 3 م ) يعلوها جزء اسطواني يحيط به من الخارج درج حلزوني يلتف حول بدن المئذنة من الخارج و ارتفاع الجزء الدائري حوالي ( 50 متر ) .

أيضا في سامراء مسجد آخر مشابه لجامع سامرا الكبير و هو معروف باسم (مسجد أبي دلف ) أبعاده حوالي ( 135 × 215 م ) أيضا الفناء الداخلي مكشوف تحيط به الأروقة و أعمقها رواق القبلة، و أيضا المئذنة في الجهة الشمالية خارج بناء المسجد و هي أيضا مشابهة لمئذنة جامع سامرا الكبير ، و إن كانت أصغر منها ، فطول ضلع القاعدة المقامة عليها حوالي ( 11 م ) وارتفاعها حوالي ( 2.5 م ) بينما ارتفاع الجزء الدائري حوالي ( 16 م ) .مدينة سامرا نمت بسرعة هائلة كما انتهت بعد ذلك بسرعة أيضا ، و من أجل الإسراع في عمليات البناء استخدم أسلوب جديد لعمل الزخارف التي تكسو حوائط المباني و هي زخارف جصية يتم عملها بواسطة قوالب خشبية يتم الضغط بها على البياض قبل أن يجف للحصول على الزخارف المطلوبة .

و يقسم مؤرخو الفنون زخارف سامراء إلى ثلاثة طرز :-

(1) الطراز الأول : زخارف ذات أشكال قريبة من الطبيعة .

(2) الطراز الثاني : زخارف محورة .

(3) الطراز الثالث : زخارف محورة ذات طابع تجريدي .

أيضا من آثار هذه الفترة بقايا قبة من المرجح أنها بنيت ليدفن فيها الخليفة المنتصر بالله ، و بنيت سنة ( 862 م ) و يقال أن مدفون بها ثلاثة من الخلفاء العباسيين ( المنتصر - المعتز - المهتدي ) . المبنى مكون من مثمن خارجي منتظم بداخله مثمن آخر داخله مربع يحمل القبة و مناطق الانتقال عبارة عن ما يسمى ( بالطاقات الركنية ) ، القبة قطرها حوالي ( 18 قدم ) ، و مادة البناء خليط من الطين و كسر ( الكوارتز ) مصنوعة على شكل قوالب أبعادها حوالي(33 × 33 × 10 سم )



اقسام ملوية سامراء



تعد مدينة سامراء عاصمة الدولة الاسلامية في عهد العباسيين .معاصرا لها .بدأ بناء سامراء واول مابني فيها هو قصر الخليفة المعتصم بالله الذي عرف ب(دار العامة) وان الملوية هي مئذنة مخروطية الشكل تستند الى قاعدة مربعة ويصعد الى قمتها من درج مائل عريض يدور حولها من خارجها دورات حلزونيه وهي تقع خارج الجامع على بعد (25)مترا من ضلعه الشمالي على محوره الاوسط وترتبط بممر عريض (12)مترا.



وتقسم الملوية الى ثلاثة اقسام هي:



القاعدة من مربعين الواحد فوق الاخر وارتفاعها معا 4.20،

وطول ضلع المربع الاسفل (31.5)م

وهناك افريز بارز ارتافعه (15) سم يمتد حول الجوانب الاربعة للقاعدة .

اما المربع الثاني فهو المربع السابق مباشرة واصغر منه قليلا وابعاده (3.60×3.40)م

وجوانب القاعدة مزخرفة بعدد من الحنايا المستطيلة المجوفة فهناك ست حنايا على الجانب الجنوبي المقابل للضلع الشمالي للجامع وتسع حنايا على كل جانب من الجوانب الثلاثة الاخرى وامتازت منارة مسجد الجامع الكبير بانها طراز مدهش في نوعه سواء ان كان شكلها ومظهرها ام طريقة ارتفاعها الى اعلاها فقد كانت المنارة مرتفعة تبدو للعيان جميلة رائعة لذلك فان ملوية سامراء بضخامتها وشكلها المخروطي اللولبي ليست جميلة وبديعة حسب بل انها مهيبة للغاية تملأ النفس رهبة وخشوعا فضلا عن سلمها الخارجي الحلزوني مما اكسبها ميزة واضحة عن غيرها من المنائرومن هذا كان اهتمام الاثاريين لاسيما المعماريين منهم لمعرفة هذا الطراز من المنائر ،



ملوية سامراء وثيقة تاريخية كبرى




ملوية سامراء تبشر بزمن وبفكر لا يقيم للتاريخ وزناً،ولا يعتبر بطوارق الدهور، فمن عجب قيل عن الأهرامات بمصر: «يفنى الدهر ولا يفنيان». ومن عجب سميت عوالم من التاريخ بعجائب الدنيا السبع،ومن العراق: كانت جنائن بابل المعلقة، رغم أنها مجرد خبر في التاريخ.تدور ملوية سامراء، من الأسفل إلى الأعلى، عكس اتجاه عقارب الساعة.وهي بهذه الخاصة تبدو في عناد مع الزمن، وتفصح عن سر حفظها من الفناء.

فمَنْ يرتقي طريقها الشاهق، ويدقق في أحجارها وهيئتها يجدها خارج الزمن بالفعل،وكأنها شيدت بالأمس القريب.لقد شهد بناء الملوية، وتعايش معها، أئمة وفقهاء، منهم الإمام أحمد بن حنبل، والإمامان علي الهادي والحسن العسكري،طالما سمعوا من على قمتها أذان الصلاة. وقضوا وأفتوا بين الناس، وهم يجلسون تحت ظلها،ولم يفتوا بزوالها، أو بإيذائها. وها هي قرونا تمر عليها، وما زالت شاهقة في فضاء سامراء،كان ظلها في الزمن العباسي يعبر إلى الصين وما بعد النهر. يبقى الأثر الحضاري، بحجم ملوية سامراء، وثيقة تاريخية كبرى،لا تضاهي صدقها مراكب، أو قوافل محملة بكتب التاريخ السياسي ورواياته.قال معروف عبد الغني الرصافي في قيمة الأثر:

فإن ذكروا النعمان يوماً فلا تثق بأكثر مما قال عنه الخورنق

إن التجاسر على هيبة التاريخ بتفجيررأس ملوية أصبحت الملوية،على مر العصور، معلماً من معالم حضارة عالمية سادت على ضفاف دجلة،وما زالت شاهداً على ذلك الرقي المعماري.ولربما خفف هذا الأثر من انتكاسة العصر العباسي التي بدأت بخلافة جعفر المتوكل، حتى اعتبرت خلافته نهاية لما عُرف بالعصر العباسي الأول، ليبدأ عصر تربع على مقدراته قادة الجيش والغلمان والجواري. فكان المتوكل أول خليفة يُقتل بيد الغلمان الأتراك بالتواطؤ مع ولده المنتصر. ولربما أنستنا عمارة الملوية الزاخرة القمع الفكري والمذهبي الذي افتتح في تلك الأيام، لما أُغلق باب الحوار والجدل، وطُورد أصحاب الكلام والفلسفة،ومَنْ له خلاف فقهي أو فكري.

ومن غرائب مؤسس ملوية سامراء،الخليفة المتوكل على الله، أنه منع العامة من استخدام الورود والرياحين، ذلك لأنه أحبها وأرادها لا تظهر إلا في قصوره ومجالسه.وينسب إليه القول:

«أنا ملك السلاطين، والورد ملك الرياحين فكل يختص بصاحبه». ولربما هناك صلة بين المعول الذي استفز التاريخ وملايين البوذيين بهدم تمثالي بوذا المحفورين في جبال باميان،وبين المعول الذي هدم رأس ملوية سامراء. فكلاهما منقطعان عن التاريخ، بقدر انقطاعهما عن الحاضر.



مدينة الملوية والأئمة والعاشق والمعشوق.. سر من رأى!






لم تدم سامراء التي بناها المعتصم عام 836 ميلادية كحاضرة عباسية أكثر من (150 عاما) حكم بها ثمانية خلفاء من العباسيين وهم (المعتصم بالله - المنتصر بالله - الواثق بالله - المتوكل على الله - المستعين بالله - و المعتز بالله و المهتدي بالله و المعتمد). الذي هجرها، فهي مدينة - عاصمة، بنيت ونَمَت بسرعة.. وانتهت سريعا أيضا. من أهم ما وصلنا من سامراء اليوم بقايا (جامع سامراء الكبير) الذي بناه الخليفة المتوكل حوالي سنة (849 م)، ويعد من أكبر المساجد مساحًةً حيث تبلغ مساحته حوالي 31000 متر مربع وهو مبني من الطوب، والسقف خشبي مستوي يرتكز على أكتاف من الطوب في أركانها أعمدة ملتصقة، وكانت جدران المسجد وسقوفه تزخر بالزخارف الجصية (من الجبس) المميزة. وتمثل “المنارة الملوية”التي بناها الخليفة المتوكل ابرز شواهد سامراء المعمارية بل إحدى اهم إبداعات العمارة العراقية التاريخية صممت ملوية سامراء وكانها تدور من الأسفل إلى الأعلى، عكس اتجاه عقارب الساعة. وهي بهذه الخاصة تبدو في عناد مع الزمن، وتفصح عن سر حفظها من الفناء. فمَنْ يرتقي طريقها الشاهق، ويدقق في أحجارها وهيئتها يجدها خارج الزمن بالفعل، وكأنها شيدت بالأمس القريب.عرفت “سامراء” التي تقع شرق نهر دجلة ضمن أعمال محافظة صلاح الدين بجوها المعتدل فلا عجب ان تكون واحدة من الأهداف السياحية للبغداديين وغيرهم من ابناء المدن العراقية فضلا عن انها تضم ضريحَي الإمامين ِعلي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام، و السرداب الذي يعتقدُ الشيعة الاثنا عشرية أن آخر أئمتهم “المهدي المنتظر” ظهرَ عنده للمرة الأخيرة، وقد تتابعت على سدنة هذه المراقد عوائل سامرائية رعت الحضرة وأحسنت استقبال الزائرين في مواسم الزيارات السنوية والأسبوعية من المحافظات المختلفة. وشكّل استهداف الحضرة العسكرية وتفجير قبتها ومنارتيها عام 2007 حدثا نادرا ومؤلما في تاريخ هذه المدينة الذي يمتد الى عصور ما قبل الميلاد.



نماذج على غرار ملوية سامراء



مدينة سامراء

كثيرة هي النماذج التي بنيت على غرار ملوية سامراء في مدن العالم ،واخرها كان في منتجع (manzamo ocean park) في اليابان ، المطل على المحيط الهادي وهو منتجع جميل جدا، حيث بنيت هذه الملوية الصغيرة مستوحاة من ملوية سامراء كلف المتوكل المهندس الكلداني دليل يعقوب بتصميم وبناء المئذنة الملوية ، وهي عبارة عن زقورة حلزونية، تلتف خمس لفات عظيمة، تنحف تدريجياً حتى تصل إلى قمتها.ويبلغ ارتفاعها الكلي اثنين وخمسين متراً، . وعلى غرار ملوية سامراء، أمر حاكم مصر أحمد بن طولون تشييد مئذنة جامعه المعروف.وفي دولة قطر افتتح مركز قطر الثقافي الإسلامي ويشتهر بمنارته الحلزونية التي تشبه منارة جامع سامراء . والمركز عبارة عن وقف خيري تديره وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من أجل تقديم خدمات تعليمية وثقافية مجانية لغير المسلمين، ظلت ملوية سامراء عصية على عوادي الزمن، ولم تتعرض أحجارها للنبش والسطو، مثلما تعرضت أحجار بابل والمدائن، التي شيد بها الحجاج بن يوسف الثقفي قصره وملحقات مدينته واسط، وشيد بأحجارها أيضاً أبو جعفر المنصور مدينته المدورة ببغداد. فكانت السفن تنقل من تلك الحفائر الأحجار والبوابات عبر دجلة. ورغم هدم مسجد أبي دلف، فلم يبق منه غير الجدران، إلا أن ملوية سامراء احتفظت بقوامها، وأداء مهمتها في الأذان والمراقبة لفترة طويلة من الزمن



المأذنه الملوية في سامراء



جامع سامراء الكبير



تشاهد اثاره الى اليوم مع مئذنته الملوية شمالي غربي مدينة سامراء الحالية، وتعتبر اضخم وابرز الاثار الباقية من مباني سامراء القديمة وهو يعد اكبر جامع في العالم الاسلامي، وكان البدء ببنايته في سنة (234هـ) والانتهاء منه في سنة (237هـ) . وهو مستطيل الشكل تواجه اضلاعه الأربعة الجهات الاربع تقريباً ويبلغ طول ضلعه من الشمال الى الجنوب (248.70 متر) من الخارج بدون الزيادة ومن الشرق الى الغرب (165.80 متر) من الخارج ايضاً اما من الداخل فطوله (238.60 مترا) وعرضه (155.60 متر)، ويتألف هذا الجامع من بيت للصلاة ومجنبتين ومؤخرة تحيط بصحن مستطيل وكان في الصحن نافورة (حوض للماء) ذات شكل دائري تتكون من قطعة واحدة من حجر الجرانيت . يتكون بيت الصلاة في هذا الجامع من تسعة اساكيب وخمسة وعشرين بلاطة متساوية في سعتها عدا بلاطة المحراب فهي اوسعا من غيرها ويبلغ عرضها (4.20 مترا) ويطل المصلى على الصحن بتسع عشرة بائكة، اما عمق المصلى فيبلغ (62 م) وتتألف كل من المجنبتين الشرقية والغربية من اربعة اروقة تشتمل كل منها على (23) بلاطة ً . شيد الجامع بطابوق وجص وفرشت ارضيته كلها بطابوق مربع صف بدقة واتقان وجدران الجامع ضخمة جداً متميزة بارتفاعها الذي يبلغ احد عشر متراً وسمكها الذي يبلغ (2.70 م) بدون الابراج والجدران هذه مدعمة بابراج نصف اسطوانية تجلس على قواعد مستطيلة عدا ابراج الاركان فهي شبه مستديرة يبلغ قطرها (5 م) ومجموع ابراج الجامع (44) برجاً ومثلها للجدار الغربي اما الشمالي فتدعمه ثمانية ابراج ومثلها الجنوبي، ويمكن الدخول الى الجامع عن طريق (15) مدخلاً ثلاثة منها في الجدار الشمالي، واثنان في جدار القبلة، وخمسة في كل من الجدارين الشرقي والغربي وترفع عقود هذه المداخل ستة امتار على مستوى ارض الجامع وتتوجها نوافذ ذات عقود مدببة .

يتميز الجامع بمئذنتة الملوية وهي اقدم واهم مآذن العراق الاثرية القائمة، وهي فريدة بين مآذن العالم الاسلامي وتقع خارج الجامع بمسافة (27.20 م) عن الجدار الشمالي للجامع .بدن المأذنة حلزوني يجلس على مصطبة مربعة الشكل ذات طبقتين طول السفلى منها (31.80) متراً والعليا (30.5 م) وترتفع هذه المصطبة (4.20 م) من مستوى وجه الأرض وتزينها حنايا ذات عقود مدببة عددها تسع في كل ضلع عدا الوجه الجنوبي فتشغله سبع فقط، اذ تغطي جزء منه نهاية السلم المنحدر الذي يؤدي الى القاعدة، وبدن المأذنة اسطواني الشكل يدور حوله سلم حلزوني، ويدور باتجاه معاكس لاتجاه عقارب الساعة وتخترق في قسمها العلوي الاسطوانة الاخيرة في البدن وينتهي بقمة المأذنة التي بلغ قطرها ثلاثة امتار واروع ما في القسم العلوي من هذه المأذنة هو فص من المشاكي المحرابية، وعددها ثمان، تتوج البدن وترتكز عقودها على أعمدة آجرية شبه اسطوانية مندمجة. ويبلغ ارتفاع هذه المأذنة نحو خمسين مترا عدا القاعدة،المأذنة الملوية والتي بنيت في العصر العباسي وهي عبارة عن ماذنة ملتوية الشكل امتاز بالارتفاع الشاهق ليستطيع المؤذن من ايصال صوته الى ابعد نقطة محيطة بالمدينة .

لقد كان المؤذن يصعد الى تلك المئذنة وهو على صهوة جواده وتقع هذه الماذنة في مدينة سامراء.

سامراء في التاريخ واللغة


يعود أصل اسم (سامراء) في أصله إلى سائر الأسماء الآرامية بالعراق التي كانت تنتهي بحرف الألف المقصور مثل (كربلا) (بعقوبا) وفي مراحل تاريخية لاحقة من تاريخ اللغة العربية التي ورثت تلك التسميات لبعض مدنها في أرض الرافدين أضيفت علامة الهمزة إلى مفردتي (سامرا) و(كربلا) فأصبحتا (سامراء وكربلاء) في حين استبدل حرف الألف بحرف التاء من اسم مدينة بعقوبا فأضحى يكتب (بعقوبة) ومعلوم أن مدينة سامراء في معظم تاريخ الدولة العباسية كانت باهرة في مشاهدها وعامرة في بناءها حتى كان قد أُطلق عليها زمنذاك بـ(سّره مَنْ رأى) قبل أن تُدمج حروف تلك التسمية بصيغة (سامراء).
ويعود اكتشاف مدينة سامراء إلى عصور قديمة فقد ذكرها المؤرخ الروماني أميانس مرقلينس (320 – 390م) بصيغة (سومرا sumera) ونوه عنها المؤرخ اليوناني زوسيمس بصورة سوما saoma وفي التدوينات الآشورية جاء ذكر اسمها بصيغة (سرمارتا suurmrta ) في حين ورد اسم سامراء في مصنفات الإخوة السريان على كونه (شومرا) وتم كل ذلك قبل يبنيها مجدداً الحاكم العباسي المعتصم.

الموقع الجغرافي
تقع المدينة على الضفة الشرقية لنهر دجلة وتبعد نحو 118 كم إلى الشمال من العاصمة بغداد، وتقع على خط طول 43 درجة و45 دقيقة، وعلى خط عرض 34 درجة و35 دقيقة، وقد كانت مدينة سامراء قضاءً تابعاً إلى لواء (محافظة) بغداد عند تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1920م إثر ثورة العشرين العراقية الكبرى، وكانت تتبع لها نواحي (تكريت، بلد، الدجيل اللتان تعرضتا الى هجمة شرسة من قبل اللانظام البائد)، وقد قام اللانظام السابق باستحداث محافظة صلاح الدين أوائل السبعينيات، لتضم كل المدن التابعة لقضاء سامراء ومدن أخرى وقرى من محافظتي كركوك ونينوى، وبدلاً من جعل سامراء مركزاً للمحافظة الجديدة، وسّع ناحية تكريت وجعلها قضاءً ثم مركزاً للمحافظة الجديدة والتي تبعت لها مدينة سامراء، وأصبحت المحافظة الجديدة تضم سامراء كقضاء تابعٍ لتكريت مركز المحافظة الجديدة التي أصبحت مجاورة للمحافظات التالية:

  1. محافظات السليمانية وكركوك وأربيل ونينوى صلاح الدين من الشمال والشمال الغربي.
  2. محافظة بغداد من الجنوب.
  3. محافظة ديالى من الشرق.
  4. محافظة الأنبار من الغرب.
  5. سامراء في غابر الأزمان