سلطعون حدوة الحصان "Horseshoe Crab"
حيوان بحري يشبه شكله حافر الحصان ومن هنا جاءت تسميته بحدوة الحصان أما الاسم العلمي فهو( ليميولس )
وقد ظهر هذا الحيوان منذ ملايين السنين ولم ينقرض حتى الآن رغم أن وجوده بات مهددا بالانقراض
خاصة وان تلوث البيئة يسير في تسارع شديد مهددا أشكال الحياة على الارض.
يعتبر من مفصليات الأرجل التي تعيش في المياه الضحلة تحت عمق10 – 40 متراً ،
وينتشر على الشواطئ للتزاوج ووضع البيض وهو شبيه بالقشريات إلا أنه ينتمي إلى شعبة منفصلة تعرف باسم (Chelicerata).
يمتاز بصدفته التي تشبه الخوذة العسكرية ما يجعله مميزاً ولا يمكن نسيان شكله بسهولة ،
يصل طول هذا الحيوان الى 60 سنتيمتر , يمتلك هذا السلطعون خمسة ازواج من الارجل للحركة.
ويعتبر سلطعون حدوة الحصان من الحفريات الحية وهي الكائنات التي يوجد لها حفريات لكنها لا زالت على قيد الحياة،
وقد عثر على حفريات له ترجع إلى 450 مليون سنة مضت ولم يحدث لهذا السلطعون أي تغيير ملحوظ خلال الـ250 مليون سنة الماضية ،
وفي هذة صورة لحفريةلسلطعون حدوة الحصان تعود إلى العصر الجوراسي أي قبل حوالي 150 مليون سنة مضت.
انوعه:
يوجد حوالي أربعة أنواع من سلطعون حدوة الحصان وهي :
(Mangrove Horseshoe Crab) ويعيش هذا النوع في جنوب شرق آسيا عند سواحل اليابان وتايلاند.
(Atlantic horseshoe crab) يتواجد هذا النوع على طول سواحل المحيط الأطلنطي خصوصاً الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية وسواحل خليج المكسيك.
(Tachypleus gigas ) ويتواجد هذا النوع في جنوب شرق آسيا.
(Tachypleus tridentatus) وأخيراً هذا النوع الذي يتواجد على سواحل شرق آسيا.
التغذية:
يتغذى سلطعون حدوة الحصان على الديدان والرخويات والأسماك الصغيرة والقشريات والتي يقوم بالبحث عنها في قاع المحيط.
يعيش السنوات الاولى من عمره على الشواطئ قبل ان يصل الى سن التزاوج ولا يصل إلى سن النضح سوى واحدة أو اثنتين
من كل عشرة آلاف بيضة .و يعيش هذا الحيوان لمدة عشرين عاما .
حجم إناث هذا السلطعون أكبر من الذكور وقد يصل حجمها إلى 60 سم وخلال موسم التزاوج
موسم الربيع هو موسم التزاوج لدى هذا الحيوان تقوم الإناث بوضع البيض المخصب في حفر رملية على الشواطئ ،
وقد تضع ما بين 60 ألف إلى 120 ألف بيضة في المرة الواحدة ثم يقوم الذكر بعد ذلك بتلقيح هذه البيوض , ويفقس البيض خلال إسبوعين ، ولكن في هذه الفترة يكون هذا البيض وجبة شهية للطيور الجائعة.
ورغم هذا الكم الكبير من أجيال هذا الكائن إلا أن كثير من البيض يؤكل بفعل الطيور ، والبعض الآخر يستخدمه الإنسان كطعم في أمريكا لاصطياد الثعابيين،
وجزء كبير من أجيال هذا السلطعون يصطاده الصيادون لبيعه وهذا لأن هناك بعض الناس يقومون بأكل هذا الكائن.
وقد تم منع إصطياد هذا السرطان في بعض الدول بينما قام البعض الآخر بمنع إصطياد إناثه.
وجزء آخر يأخذه العلماء لدراسته في مختبرات علمية للحصول على مادة مقاومة للبكتيريا يفرزها جسمه لأن هذا الكائن قد وهبه الله تعالى إمكانية عدم تأثره بالجروح وعدم حدوث أي إلتهابات له عند حدوث أي جرح له، وهذا بفعل مادة رغوية تفرزها أنسجته وهي تقوم بالإحاطة بالبكتيريا عند أماكن الجروح لتقوم بمنعها من الإقتراب من الجرح أو دخول الجسم (فسبحان الله العظيم).
ميزات الدم الازرق :
خلافا لباقي الاحياء ذوات الدم الأحمر الذي يحتوي على الحديد فإن دماء سلطعون حدوة الحصان او " ملك السرطانات " تحتوي على النحاس وذلك ما يجعلها ذو لون أزرق.
وطبعا لا يعد اللون هو الأمر الوحيد الذي يميز هذه الدماء التي اكتشفت ميزاتها منذ فترة ليست بالبعيدة .
هذه الدماء تحمل خواص ذات أهمية كبرى يستفاد منها في علوم الأدوية والعلاجات الطبية فهي المادة الطبيعية الوحيدة المأمونة للكشف عن الشوائب ,
حيث أن هذا الدم يتخثر بسرعة لمجرد ملامسته لأدق الشوائب ويعد هو المادة الأكثر فعالية في الكشف عنها بشكل مثير مما يترك الوسط الذي تحيط به عقيما وخاليا من الشوائب والمواد السمية.
إن العالم(فريدريك بانج)هو أول من كشف عن خاصية التخثر السريع التي يعمل عليها هذا الدم عند ملامسته لمنطقة النزف بدون استعمال اية كيماويات اضافية وكان ذلك في في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي .
ويستعمل الآن الدم الأزرق لهذا الحيوان لاختبار جميع العقاقير الطبية التي تستخدم عن طريق الحقن الوريدي كاللقاحات ويطلق عليه بعد السحب والاعداد مصطلح( LAL ) ( LIMILUS AMOE BOCYTE LYSTATE ) ) .
طريقة استخراج الدم :
منذ فترة لا تزيد كثيرا عن نصف قرن بدأ العلماء باستخراج الدم الأزرق والذي يعد من أثمن المواد التي يعتمد عليها في الصناعات الدوائية اليوم والتي تلعب دورا اساسيا في الحفاظ على حياة البشر والتي تدخل في مركبات طبية كثيرة .
إن عملية استخراج الدم الأزرق لهذا الحيوان عملية مكلفة جدا حيث أن مقدار ربع ليتر منه تصل قيمتها لـ 15000 دولار.لاستخراج الدماء الزرقاء من هذا الحيوان
قواعد يجب اتباعها في كل مرة فهي ليست بعملية سهلة حيث يتم جمعها باليد من المياه الضحلة وتنقل بشاحنات مبردة ومظلمة إلى المختبرات
وبعد أن تجري عملية تنظيف وتعقيم لسطوحها الخارجية من الترسبات العالقة يتم ربط هذه الحيوانات في أماكن معدة لذلك ثم يثنى زيلها للخارج لتظهر فتحة في جسم الحيوان
حيث يتم إدخال إبر خاصة في تلك المنطقة ليسحب الدم من خلالها ويجمع في قوارير مربوطة بالابر
وعندما يتم سحب ما يقارب ثلث كمية الدم لدى الحيوان يعاد إلى الماء للحفاظ على حياته وتكرر عملية سحب الدماء الباهظة الثمن طبيا لاحقا لعدة مرات في السنة الواحدة .
قبل أن يقوم الدكتور(بانج) باكتشاف خاصية التخثر السريع التي يحملها الدم الأزرق لملك السرطانات كان الأسلوب المتبع
للكشف عن الشوائب والمواد السمية سالبة الغرام في المستحضرات بدائيا جدا حيث يحقن العقار بالأرانب
فإن مرض الأرنب أو مات يتم تجاهل العقار, وكان من الصعب إجراء إختبارات لفعالية الأدوية أو فسادها وغالبا ما يصعب الاستدلال على طبيعة الضرر لدى المرضى الذين يتلقون مثل تلك العقاقير التي تحتوي على شيئ من الشوائب أو السموم التي لم تتم ملاحظتها
مما يؤدي إلى إصابتهم بالأمراض.
أما اليوم فقد استعيض عن ذلك باستخدام خواص التخثر السريع لهذا الدم في الكشف عن الشوائب في الأدوية قبل طرحها للعامة
وأصبحت عملية إضافته لأغلب المستحضرات الطبية التي تعطى عن طريق الحقن أسلوب ناجع ومأمون .
وتكمن ميزة الدم الأزرق وخاصية ( LAL )باستحالة تركيبه صناعيا فعلى الرغم من المحاولات المكثفة لتركيبه يبقى الدم الازرق لهذا الحيوان هو المصدر الوحيد للمادة الحيوية التي يعتمد عليها في العلوم الطبية والصناعات الدوائية حتى الآن