،
غلبني النعاسُ ليلةً و غفى جفني و نام
،
و سلكَ خاطري دروباً لا تعرفُ قهراً و آلام
،
أخذني الإشتياقُ و هَروَلَتْ بسيرها الأقدام
،
لاحت لي من بعيدٍ قصوراً زينتها ترابطٌ و وئام
،
كلما دنوتُ يهلُ عبيرٌ ما صادفتُ مثلهُ بالأيام
،
بت على مشارفِ وطنٍ حراسهُ بلابلُ و يمام
،
دخلتُ على أهلهِ في حياءٍ و ألقيتُ السلام
قالوا أهلا بكَ في بلدِ الخيرِ و الجودِ و الإكرام
،
وجدتُ أخاً يحبُ أخيهِ و جاراً يبادلُ جارهُ كلَّ احترام
،
يفعلونَ ما أحلَّ اللهُ و لا يقربونَ المعاصي و الحرام
،
يربونَ أطفالهم بالعقائدِ كانت إنجيلاً أو إسلام
العدلُ أساسُ الملكِ تلكَ هي سمةُ و شعارُ الحكام
،
الإخلاصُ و الوفاءُ و الصدقُ نهجٌ للأطفالِ بالأرحام
،
وجدتُ بساتيناً و أعناباً و زهوراً كمثلِ جنةِ الأنعام
،
بلدٌ أنارها لفظُ الجلالةِ لا تعتم و لا يسكنها الظلام
،
رأيتُ كلَّ من يحيا بها شعارهُ حبٌ صادقٌ و غرام
،
و كلما اقتربها إبليسُ اللعينُ بمكرهِ يقابَلُ بالإرجام
،
و فجأهً تيقظتُ و تيقنتُ أنها كانت أضغاثَ أحلام
لأن كلَّ هذا يا بني البشر بيننا و بينه ملايينُ الأعوام
صبري شومان