Saturday the 10th March 2012
المسرح الوطني العراقي... شاهد على الفن الجميل
أنشئ وسط بغداد قبل نحو نصف قرن وأضحى حاضنة لكبار الفنانين
العربية نت
تعود بداية تاريخ المسرح العراقي إلى كنائس الموصل، حيث العروض البسيطة نهاية القرن التاسع عشر، ثم انتقل بعدها إلى بغداد ليشخص وسطها شاهداً على الفن الجميل.
وأنشئ المسرح الوطني العراقي وسط بغداد، قبل نحو نصف قرن، بديلاً عن المسرح القديم، ومنذ ذلك الوقت أصبح الحاضنة الرئيسية للمسرح والفنانين الكبار في العراق.
يستعيد الفنان المسرحي سامي عبدالحميد، أحد رواد هذا الصرح، العديد من الذكريات عند سؤاله عن المسرح القومي الذي أصبح اليوم المسرح الوطني.
لكن تغير نوعية العروض، أبعده ودفعه إلى نوع من المقارنة بين أيام الماضي والحاضر، وما وصلت إليه المسارح العراقية التي يتغير عطاؤها ونوع ما تقدمه حسب الحقب التاريخية والتغيرات الاجتماعية.
وفي هذا السياق، يستذكر عبدالحميد كيف كان الناس يتقاطرون على المسرح، من كل حدب وصوب. ويقول إن الجماهير كانت تأتي بالباصات من محافظات عدة قريبة من بغداد، لمشاهدة العروض ومن ثم تعود إلى المنازل.
ويصف تلك الأيام بالجميلة، حيث كانت العروض على هذا المسرح تستقطب جمهوراً غفيراً، لم تكن تستوعبه الصالة في العديد من الأحيان.
بيع المسرح جريمة لا تغتفر
وفي موازاة ذلك، شددت الفنانة المسرحية ناهدة الرماح على قدسية هذا المكان. وقالت في حديث لـ"صباح العربية" إن المسرح يشكل قيمة ثقافية كبيرة، ويمثل الرقي والابداع.
واستنكرت بشدة أي محاولة لبيع أو تخصيص هذا المكان، الذي شهد انطلاقة باقة كبيرة من رواد المسرح، كحق الشبلي ويوسف العاني وخليل شوقي وزينب، إبراهيم جلال وبدر حسون وغيرهم.
إلى ذلك، رفضت بشكل قاطع أن تعرض عليه مسرحيات هزيلة وأغان فاحشة، بل شددت على وجوب أن يضم باقة من الأعمال والمسرحيات الملتزمة.
كما أكدت أن بيع هذا المسرح يعتبر جريمة كبرى لا تغتفر، إذا إن هذا الأمر سيحوله من صرح ثقافي راق إلى مجرد "كاباريه".