يجب أن ندرك جميعا إن الهدف الأساسي من فترة الخطبة يمكننا تقسيمه إلى شقين أساسين :
الأول : القبول والراحة النفسية وتقبل كل طرف للآخر بصوره عامه سواء شكلاً أو مضموناً
ثانياً : وهذا هو الشق الأعمق وهو بناء أساس سليم لحياه زوجيه سعيدة مبنى على التفاهم والود والمصارحة ، فيجب أن يصارح كل طرف الآخر بعيوبه ومميزاته حتى يرى الآخر إن كان يستطيع تقبل هذه العيوب ومحاولة التعايش معها ومحاولة تغيرها إذا أمكن ، فيجب أن يخرج كل طرف من هذه الفترة الهامة وهو على قدر من التفاهم مع الطرف الآخر ومعرفة أسلوب تفكيره ونظرته العامة للحياة ولمختلف الأمور حتى لا يحدث تصادم في المستقبل ، ويكونوا متفاهمين متكاملين لديهم المقدرة على احتواء بعضهم فلو وصل الطرفين إلى هذه المرحلة العقلية استطاعوا أن يرسو إلى بر الأمان وان يتغلبوا على المشاكل التي لا تخلو منها الحياة أبداً ، فالتفاهم والود ومعرفة طريقة تفكير كل طرف سوف يساعد على الوصول إلى حل يتقابل عنده الطرفين دون صدام حتى لو اختلفت وجهت النظر .
فالقدرة على الحوار الصحي هو المفتاح الذي يفتح جميع الأبواب المغلقة فحل أي مشكله مهما كان حجمها بسيط جدا يكمن في كلمه من عدة حروف ، وللحوار اثر مهم جدا بين الطرفين و بالرغم من سهولة هذا الحل فإننا نتغافله في كثير من الأحيان ونجرى وراء المشاكل جرى الوحوش عن طريق العصبية والقرارات المتعجلة وإفساح مجال لدخول الشيطان ، فلو تعلمنا أن ندير مع الآخر حوار صحي سوف نكون قد تعلمنا كيفية وضع نهاية لمشاكلنا .
ومن أهم التساؤلات أيضا التي يجب أن نسألها لأنفسنا :
ما هي الأسس والمواضيع التي يجب الاتفاق عليها من البداية ؟
بما أن فترة الخطوبة هي الفترة التي نبنى فيها لحياتنا ومستقبلنا معاً ( والمستقبل بيد الله طبعاً ) فعلينا أن نتحدث سوياً في جميع الجوانب الأساسية والاتفاق عليها منذ البداية بشرط الاقتناع التام من الطرفين حتى تكون كل الأساسيات معروفه للطرفين وعن رضا تام لكي لا تتسبب في جلب مشاكل في المستقبل ، لانه للأسف كثير من الفتيات يفضلون تأجيل النقاش والاتفاق في كثير من الأمور إلى بعد الزواج خوفاً من أن تتسبب في مشاكل تؤدى إلى فسخ الخطبة ، وهنا أحب أن أقول إن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضيه فيجب أن نتعلم لغة الحوار السليمة وتقبل الرأي الآخر بصوره سليمة للوصول للحلول المناسبة للطرفين ومعرفة مدى التفاهم بينهم في هذه الأمور منذ البداية لكي لا يفاجئوا بمشاكل متراكمة بعد ذلك .
ومن هذه الأسس عمل الزوجة مثلا فيجب أن يتفق الطرفين على هذه النقطة ومعرفة وجهت نظر الشريك فيها والاتفاق عليها منذ البداية ، مسألة التعليم إذا كانت الزوجة لم تتم تعليمها بعد أو تود أن تكمل في دراسات عليا
طريقة التفاهم وحل المشاكل ومواجهة المواقف وأسلوب التحاور :
ومن أهم الأشياء التي يجب الاتفاق عليها من وجهت نظري هي عدم تدخل احد في حياتكم والمحافظة على الخصوصية بينكم فأي مشكله بسيطة يكبر حجمها بتدخل الآخرين كما إن خيار الخصوصية يساعد على أن يسود الحب والود بين الأسرتين وعدم تعكير الصفو بينهم لانه من الطبيعي جداً مرور مشاكل على الزوجين ومن الطبيعي أيضاً إنهم يغفرون وينسون لبعضهم هذه الأشياء وما يساعدهم على ذلك هو الحب والتفاهم والعشرة بينهم .
ولكن إذا تدخلت إحدى العائلتين هنا لن تنسى الإساءة لولده أو بنته وسيظل محتفظ بها في قلبه ويحملها طويلاً مما يعكر صفو الزوجين ولا يمنع أيضا أن يظهر طرف لا يمت للخير بصله يقوم بدور هدام بين الزوجين عند حدوث أي مشكله وان كانت صغيره .
لذالك فان أفضل الحلول هي المحافظة على الخصوصية والاستقلال ليسود الحب والتفاهم والتسامح بين الزوجين
من الممكن أيضاً التحدث عن طريقة تربية الأطفال وأسمائهم وعددهم ، وأجمل شيء بين الطرفين هو بناء الأحلام المشتركة معا والتحدث عن الطموح المشترك ، أما عن الماديات وكيفية التصرف في الراتب وما إلى ذالك فانا لا أحبذ التحدث في مثل هذه الأمور أثناء فترة الخطبة ولكن أحبذ الاتفاق عليها بين الطرفين بعد الزواج على حسب احتياجاتهم وظروفهم طبعاً هذا لا يمنع أن تعرف الفتاه راتب زوجها وموقفه المادي منذ البداية فهذا حقها مع ملاحظة انه لا يعيب الرجل قلة المال فالأهم تدينه وأخلاقه ومستقبله فلو كان الشاب طموح ويسعى لمستقبل أفضل فلما لا تقف بجانبه زوجته ويبنون مستقبلهم سوياً .