أثار مفتي مصر السابق علي جمعة ردود فعل واسعة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في العالمين العربي والإسلامي، على خلفية ما ذكره في لقاء تلفزيوني مساء السبت الماضي، من أن الملكة البريطانية اليزابيث تنحدر من أصول عربية، وتحديدا من آل هاشم أسرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وتباينت آراء المعلقين والمتداخلين بين مشكك في صحة المعلومات، ونافيا لها جملة وتفصيلا، وبين مقلل من أهميتها. وجاء موقف جمعة، في معرض حديثه عن أسباب ظهور الآراء الفقهية المتشددة خلال فترات احتلال كثير من البلاد الإسلامية، مشيرا إلى صعوبة المرحلة في ذلك الوقت لدرجة أن المسلمين اضطروا إما للرحيل أو التنصر، مستشهدا بجد الملكة اليزابيث الذي أرغم على التنصر.
وقال جمعة: “جد الملكة كان من آل هاشم، من آل النبي يعني، فكيف لم تصبح الملكة (إليزابيث) مسلمة؟ لأن جدها ترك الإسلام بسبب الضغط والقهر، كما جرى مع المسلمين المورسكين في إسبانيا، كنا نتعرض للضرب من الشرق والغرب والفقه الذي قيل في ذلك الوقت كان سببه هذا الضرب.” الملاحظ أن وسائل الإعلام ومواقع التواصل التي تناقلت الخبر وعلقت عليه لم تشر إلى حقيقة البحث، وتعاطت مع تصريحات علي جمعة على اعتبارها مبحثا جديدا، فيما تؤكد أن احتمال وجود علاقة نسب بين الأسرة المالكة في بريطانيا وبين الأسرة الهاشمية القرشية أثير قبل سنوات عدة وفقا لموقع عكاظ. وفي هذا السياق، سبق أن رأى عالم الأنساب جون بورك، ذلك في كتابه “طبقة النبلاء”، وهو الكتاب العمدة في نسب العائلة المالكة البريطانية بشكل خاص ونسب العائلات المالكة الأوروبية بشكل عام.
وقال بورك: “إن العائلة المالكة البريطانية تنحدر من آل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، من جهة ملوك أشبيلية العرب، الذين كانوا يحكمون الأندلس وعبر الزواج منهم، إذ امتزجت دماؤهم بدماء ملوك البرتغال وقشتالة وحتى ملك إنجلترا إدوارد الرابع في القرن الخامس”. ومن جهته، ذهب الاختصاصي الشهير في النسب جان لوي بوكارنو، أن سلسلة النسب التي تربط طفل كايت ووليام بملكة فرنسا ماري دو مديسيس، تنحدر من سلالة ألفونس السادس ملك قشتالة وزوجته الرابعة زيدة، وهذه الأخيرة كانت أميرة مسلمة، وتنتسب إلى أسرة أحد ملوك إشبيلية الذي يتحدر مباشرة من سلالة النبي محمد” صلى الله عليه وسلم.