Saturday the 10th March 2012
اتبـــاع ظاهرة الايمو
بعد أن تجاوز عدد قتلى مقلدي الايمو المئة شاب عراقي
اتهام إعلاميين وناشطين باستغلال الظاهرة سياسيًا وثقافيًا وحقوقيًا
قال مسؤول في وزارة الداخلية العراقية، تعقيباً على تقارير لنواب وناشطين أشارت الى قتل متشددين حوالى 85 شاباً من اتباع ظاهرة الايمو الذين يمارسون عادات غريبة وشاذة عن المجتمع، إن العديد من وسائل الإعلام تتناقل حالياً "أخباراً وتقارير مفبركة عن ظاهرة ما يسمى بـ (الايمو) وصيغ على أساسها الكثير من القصص والحكايات والروايات التي تشير إلى قتل العشرات من الشباب بطرق متعددة منها ما عرف - بموت البلوكة- وهي استخدام مادة البلوك (الحجر) في القتل.
إضافة إلى تقارير تحدثت عن مص الدماء بين الشباب، وما إلى ذلك من الأقاويل التي ما أنزل الله بها من سلطان مما كانت له انعكاسات وآثار سلبية على المجتمع العراقي أثارت قلقاً بين العوائل عامة والمجتمع الشبابي خاصة.
وتعني كلمة الايمو Emo باللغة الانكليزية الحساس أو العاطفي أو المتهيج، ويمارس اتباع الظاهرة سلوكيات تركز على الاستماع إلى موسيقى الروك واتخاذ تسريحة شعر معينة وملابس سوداء وسراويل ضيقة جداً أو فضفاضة جداً وتغطية المعصم. وهي انتشرت مؤخراً.
محال بيع الملابس والإكسسوارات الخاصة بهذه الظاهرة
ملابس الايمو معروضة في أحد متاجر بغداد
وأشار المسؤول في تصريح صحافي تلقته "إيلاف" اليوم إلى أنه لدى التدقيق والتحري الجنائي الذي أجرته الداخلية، فقد تأكد أنه لم تسجل أية حالة قتل على هذا الأساس بل إن القضية ضخمت وأخذت أكثر من مداها الطبيعي.
ونفت الوزارة "نفياً قاطعاً كل هذه الأكاذيب، وتؤكد أن هذه الحالة لا تتعدى أن تكون تقاليد شبابية لعدد محدود جداً من الشباب وقعوا تحت مؤثرات ثقافات أخرى، إضافة إلى تأثيرات الموضة في الملبس وقصات الشعر وغيرها من الأمور التي تثير الشباب ليس إلا، ومن الممكن أن يكون الحديث عن هذه الحالة بهذه الضخامة على المستوى العالمي، أما على المستوى المحلي فإنها لا يمكن تأطيرها في إطار أيديولوجي أو عقائدي كما حاولت بعض وسائل الإعلام تصويرها ووظفت لأجلها إمكانياتها المادية والمعنوية".
وأضاف أن وزارة الداخلية "تحذر كل من يحاول استغلال وتوظيف الموضوع بتوظيفات سلبية لإيقاع الضرر على المجتمع العراقي ومحاولة تفكيك اللحمة بين أبنائه وتفتيت أواصر التماسك بين مكوناته وستتخذ الإجراءات القانونية المناسبة بحق كل من يحاول الترويج لهذه الحالة وإخراجها خارج إطارها".
ودعا وسائل الإعلام المحلية والمهتمين بقضايا الحريات وحقوق الإنسان وأعضاء اللجان النيابية إلى الدقة في التصريحات وأخذ المعلومات والحقائق من مصادرها المخولة ومن المؤسسات الرسمية والمعنية إذ لم تسجل لدى وزارة الداخلية حالة قتل على خلفية ما يدعى بظاهرة (الايمو)، وجميع حالات القتل التي أشيع عنها كانت لأسباب ثأرية واجتماعية وإجرامية تحدث دائماً لكن دخول وسائل الإعلام وبعض الناشطين على هذا الخط أضفى عليها بعداً سياسياً وثقافياً وحقوقياً.
ووجه المسؤول تحذيراً الى "جماعات متطرفة ومغالية تحاول أن تنصب نفسها حامية للأخلاق وللشرائع الدينية، من التصرف ضد الناس على خلفية موضة أو لباس أو قصات شعر على اعتبار أن الدستور ضمن الحريات العامة وأية ظواهر شاذة أو غريبة، فإن المجتمع يرفضها من الأساس والعائلات تتابع أبناءها وبناتها دونما حاجة إلى مثل هذا الضجيج الذي لا مبرر له لأن الايمو حالة فردية لم تتحول إلى ظاهرة اجتماعية.
وأن وزارة الداخلية هي المسؤولة عن تطبيق القانون وحفظ الامن والنظام وأي تصرف من أي جهة سيكون عرضة للمساءلة القانونية"، كما قال المسؤول في الداخلية.
ومن جهته، اعتبر المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني أن استهداف شباب "الايمو" تهديد للسلم الأهلي . وقال معتمد السيستاني في بغداد الشيخ عبد الرحيم الركابي في تصريحات صحافية أن "استهداف هؤلاء الشباب ظاهرة سيئة لمشروع التعايش السلمي"، واعتبر استهدافهم عملاً إرهابياً.
يأتي هذا بعد أن أكدت معلومات عن تجاوز عدد الضحايا من الشباب مقلدي "الإيمو" المئة قتيل، بعد أن تم العثور أمس على أكثر من 15 جثة منهم في بغداد. وقالت لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب إن الأجهزة الأمنية قد أخفقت في حماية هذه الشريحة من الشباب.
وأبلغ مواطنون عراقيون في اتصالات أجرتها معهم "ايلاف" أنهم شاهدوا العديد من الشباب الذين ينتمون إلى ظاهرة الايمو في مناطق مختلفة من العاصمة، وأشاروا الى أن هؤلاء يمارسون تصرفات ويرتدون ملابس غريبة على المجتمع . وأكدوا أن المواطنين يواجهونهم بالاستنكار احياناً وبالتهديد بالقتل والحرق احياناً أخرى.
وأشاروا الى أن ظاهرة الايمو لم تعد تقتصر على الشباب وانما انخرط فيها الكثير من الشابات العراقيات، حيث يقمن بجرح معاصمهن بشيفرات الحلاقة. وقالوا إن اتباع هذه الظواهر يؤكدون أنهم يريدون ممارسة أي شيء يرغبون به بعيداً عن كلمة "العيب".
ومن جهتها، كانت النائبة المستقلة صفية السهيل قد دعت في تصريح الى "ايلاف" الاربعاء الماضي وزارة الداخلية ولجنتي حقوق الانسان والأمن والدفاع البرلمانية بسرعة الكشف والتحقق من الجهات التي تقف وراء اغتيال الشباب الذين يسمون بالايمو أو "عبدة الشيطان".
وطالبت بالتحقق من الجهات التي تقف خلف التعديات والاعتقالات التي طالت عددا من الشباب والطلاب مؤخراً في شوارع بغداد ومنها الشوارع القريبة للبوابات الرئيسة لعدد من الكليات والجامعات، "حيث وصلتنا العديد من الشكاوى عن اعتقالات تمت لشباب بسبب شكلهم الذي اعتبره بعض المكلفين من العناصر الأمنية ومنها الشرطة المجتمعية مناظر غير مألوفة لهم وليس لمجتمعهم العام، وأن الاعتقالات ومنها ما تمّ اليوم جاءت للباسهم للجينز أو بسبب تصفيف أو قص شعرهم على الموضة الغربية بحسب ما نقله لنا عدد من الطلاب".
و"بين أن ما سبق أحدث حالة من الرعب والهلع لدى الطلاب والشباب مع تزامن هذا الامر مع تناقل معلومات بين الطلاب والشباب عن تكليف جهات أمنية عددا من الطلاب من زملائهم داخل الجامعات والكليات بتقديم تقارير باسماء الطلاب الذين تنطبق عليهم مواصفات كهذه، وأدين بشدة هذه الاجراءات اذا كانت صحيحة والتي تعيد لأذهاننا صور من بوليس النظام السابق الذي ثقف المجتمع على كتابة التقارير من داخل المنزل الواحد وخلق ثقافة ما زال مجتمعنا يعاني الأمرين منها".
وحالياً تعتزم لجان متخصصة في مجلس النواب مناقشة ظاهرة الاستهدافات التي يتعرض لها شباب الايمو باعتبارها جريمة وسلوكاً سلبياً يتعارض مع مبادئ حقوق الانسان.
وأشار ناشطون في مجال حقوق الانسان إلى أن الجماعات المتشددة نفذت عملياتها ضد اكثر من 85 شاباً بتهمة الانتماء الى الايمو. وتعمل قيادة الشرطة منذ فترة على رصد هذه الظاهرة بين الشباب، وتقول إنها أعدت خططاً ودراسات ميدانية من أجل ايجاد ثقافة تحد منها، مشددة على أن لها أثاراً مستقبلية تقود الى سلوكيات تصفها بغير الصحيحة.
وتؤكد لجنة الامن النيابية أن الدستور كفل الحريات، وهو من يحدد طريقة التعامل معهم، وقال عضو اللجنة حامد المطلك: "إن لجنة الأمن والدفاع ستناقش قريباً قضية استهداف بعض الشباب من الذين يسمون بالايمو، وستتابع التحقيقات لمعرفة الجهات التي تقف وراء اغتيالهم". وأوضح أن "الدستور العراقي كفل الحريات لجميع العراقيين على الا تتعارض مع الاعراف والاخلاق العامة، والقانون هو السبيل الوحيد للتعامل مع أي ظاهرة تهدد المجتمع وليس من حق أحد أن يحاسب أو ينصب نفسه بديلاً عن القانون".
ومن جانبها، استغربت هناء ادورد، الناشطة المدنية في مجال حقوق الانسان، نية الحكومة استخدام أقصى العقوبات مع الايمو. وقالت في تصريح نشرته "المدى" اليوم: "لا يمكن التعامل مع الشباب بهذا الشكل مهما وصلت درجة تمردهم على المجتمع" . ورأت ادورد أن الحاجة اصبحت ملحة لحلول نفسية واجتماعية، مبينة "أن هذه الشريحة من الشباب سلمية ولم تقم بأي أعمال عنف، وبالتالي على الحكومة العطف عليها". وأكدت الناشطة في مجال حقوق الانسان أن هناك" يداً مطلقة السراح للتعامل بهذه الطريقة الوحشية مع هذه الفئة من الشباب".
لكن القيادي في التيار الصدري أمير الكناني يقول إن الايمو رجال يتشبهون بالنساء، وهم "ملعونون" وفق قول للرسول محمد (ص)، رافضاً التبرير لجواز قتلهم تحت أي ظرف من الظروف، ولكن يمكن أن يتم فرض "التعزير" من خلال مجموعة من العقوبات تفرض في حالة كون الدولة تعتمد الحكم الاسلامي، وهي عقوبات"الجلد والحبس" .
ايلاف
ونقلت BBC التقرير التالي
استهداف أتباع ظاهرة " الايمو" في العراق
انتشرت ظاهرة الايمو بعد الغزو الأمريكي للعراق
تداولت وسائل إعلام عربية وعالمية تقارير عن مقتل عدد من شباب " الايمو" في العراق رجما على أيدي جماعات متشددة تكره التزام الشباب بالتقاليع الغربية.
وذكر موقع صحيفة ديلي ميل الالكتروني نقلا عن وزارة الداخلية العراقية أن حوالي 90 شابا عراقيا قتلوا رجما على يد هذه الجماعات في العاصمة العراقية بغداد خلال الأشهر القليلة الماضية.و"الايمو" جماعة خاصة تتبع نظام خاص في الملبس وتسريحات الشعر ويستمعون إلى أنواع معينة من الموسيقى وأخذت الظاهرة في الانتشار بين المراهقين من الشباب بخاصة بعد الغزو الأمريكي للعراق
وقالت الصحيفة إن حوادث الهجوم على هؤلاء الشباب، انتشر بصورة سريعة بعد أن نشرت شرطة الأخلاق التابعة لوزارة الداخلية العراقية بيانا على الموقع الرسمي للوزارة تدين فيه انتشار ظاهرة الايمو وتعهدت بالقضاء على هذه الظاهرة " لخطرها على المجتمع العراقي".
أما موقع صحيفة الاخبار اللبنانية فنقل عن نشطاء عراقيين قولهم إن جماعات مسلحة يرتدي أفرادها ملابس مدنية شوهدوا وهم يقودون مجموعة من الشباب صغير السن إلى مناطق مختلفة في العاصمة بغداد وأعدموهم رميا بالحجارة.
نفي
في المقابل، نفت الحكومة العراقية السبت وجود أي ملاحقة للمنتمين لظاهرة الإيمو في البلاد، واعتبرت أن هذه الظاهرة حرية شخصية.
ونقل موقع السومرية نيوز العراقي عن المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ قوله إنه "لا توجد أي ملاحقة للمنتمين لظاهرة الايمو في البلاد، وهي مجرد كذبة معتبرا ذلك حرية شخصية".
وأضاف الدباغ خلال حضوره مؤتمر لمناقشة الأوضاع السياسية في العراق في كلية دجلة الجامعة ببغداد أن "الأجهزة الأمنية ملزمة بحماية الحريات"،مشددا على ضرورة "احترام العادات الاجتماعية لعدم وجود أي قانون يمنع ممارستها".
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد وصف شباب الايمو بأنهم "مجانين وآفة المجتمع وطالب المختصين بإنهائهم قانونيا".
ونفى التيار الصدري في الوقت ذاته تورط أتباعه بقتل المنتمين لهذه الظاهرة في عدد من مناطق العاصمة العراقية بغداد.
من جانبه قال المرجع الديني الشيعي البارز آية الله علي السيستاني إن استهداف شباب الايمو " عمل إرهابي" واعتبره ظاهرة سيئة على مشروع التعايش السلمي في العراق.
حقوق الإنسان
وتوالت ردود أفعال بعض نواب البرلمان العراقي من الناشطين في مجال حقوق الإنسان بشأن هذه التقارير.
وذكر موقع السومرية نقلا عن النائبة المستقلة صفية السهيل أن "عناصر قوى الأمن بدأت في الفترة الأخيرة تقوم باضطهاد الشباب واعتقالهم فقط لمجرد أنهم يلبسون على الموضة أو لأن تسريحة شعرهم غير اعتيادية".
إلا أن وزارة الداخلية ردت في بيان رسمي أنها " لم تسجل أي حالات قتل لمقلدي ظاهرة الايمو خلال الفترة الماضية، وأوضحت أن جميع حالات القتل التي أشيع عنها في وسائل الإعلام كانت لأسباب ثأرية واجتماعية وإجرامية تحدث دائماً".
أما جولة حاجي عضو لجنة منظمات المجتمع المدني في مجلس النواب فقالت إن "الايمو ظاهرة اجتماعية وعالمية، وبالتالي فهي لا تتعدى الموضة التي يتعلق بها الشباب من خلال تسريحة الشعر والملابس وهي لا تستدعي القلق من الاجهزة الامنية".
وتعني الايمو باللغة الانكليزية الحساس أو العاطفي ويتبع مقلدو هذه الظاهرة نمطا معينا في الحياة يتمثل بالاستماع لموسيقى معينة وتسريحة شعر معينة وملابس سوداء، وسراويل ضيقة جدا أو فضفاضة جدا، وأغطية المعصم.