اعتبر ستيف جوبز من أفضل المتحدثين الذين عرفتهم البشرية؛ فهو يتمتع بتقنيات تقديمية فريدة من نوعها. وإن كُنا نأمل أن تكون أفكارنا الخاصة مصدر إلهام للعالم أجمع، فعلينا أن نتوارث أسلوبه. فما زالت العروض الرئيسية التي قدّمها تجذب آلاف المشاهدين على موقع يوتيوب؛ كما أنها أثرت بعمق على الطريقة التي يتواصل بها مختلف القادة. وبالتالي فهناك العديد من التقنيات التقديمية التي اتبعها جوبز والتي يمكنكم بل وينبغي عليكم محاكاتها. لقد كان جوبز مُقدّماً مُدهشاً؛ فقد كان يُزوّدنا بالمعلومات وفي نفس الوقت يُدهشنا ويُمتّعنا. وأستعرض لكم في هذه المقالة 11 أسلوباً استخلصتهم من عرض تقديمي واحد قام به جوبز، وقد كان ذلك إطلاق جهاز الآيفون في عام 2007.
عبّر عن شغفك: لقد كان ستيف جوبز مُولعاً بالتصميم، فقد أحبّ منتجه الجديد وعبّر عن حماسته مرتدياً بلوزته السوداء ذات الأكمام الطويلة. وقد قال حين عرض جهاز الآيفون لأول مرة والابتسامة تعلو وجهه: "إنه يبدو رائعاً جداً". وغالباً ما يستخدم ستيف كلمات مثل "ممتاز" و"رائع" و"مدهش" لأنه يؤمن بها. فالجمهور يتيح لك المجال دائماً لِتُظهر حماسك؛ فإن لم تكن أنت متحمساً بشأن فكرتك، فمن سيكون إذن؟
ألّف عنواناً رئيسياً لطيفاً: لقد كان جوبز يستخدم جملة واحدة تُلخص كل ما يتعلق بالمنتج بحيث تُعبّر تماماً عن الرسالة الرئيسية التي يرغب في تقديمها. فعلى سبيل المثال، استخدم جوبز جملة "إن شركة آبل اليوم تعمل على إعادة اختراع الهاتف" بعد فترة قصيرة من عرض الجهاز الجديد؛ وبالتالي أصبحت هذه الجملة مدخلاً للبحث عن جميع المقالات والتعليقات المتعلقة بعرض إطلاق الجهاز.
التزم بقاعدة الترقيم الثلاثية: إن جوبز يفهم مبدأ الترقيم الثلاثي بالفطرة؛ فالرقم 3 يتميز بقوته عن باقي الأرقام في مجال الاتصالات، والقائمة التي تشمل 3 بنود هي أكثر جذباً من تلك التي تشمل بندَين، كما أنها أسهل للتذكر من التي تشتمل على 22 بنداً. فقد قام جوبز بتقسيم عرضه المعني بجهاز الآيفون إلى 3 أقسام وهي: وظائف تطبيق (آي بود) على جهاز الآيفون، وخصائص الهاتف، وطرق اتصاله بالإنترنت.
تحدّث عن الجانب السيء: فكل شيء في العالم له وجهان؛ إيجابي وسلبي؛ وهذا ينطبق أيضاً على العرض الذي قدّمه ستيف جوبز. ففي عام 2007، طُرح السؤال التالي: لماذا يحتاج العالم إلى هاتف نقال جديد من صنع شركة آبل على وجه التحديد؟ وقد أجاب جوبز عن هذا الاستفسار من خلال سرد مشكلة تحتاج إلى حلّ قائلاً: "إن الأجهزة النقالة الموجودة حالياً لا تتمتع بالذكاء، كما أن استخدامها ليس بالأمر السهل. وعلى العكس من ذلك؛ فإن الأجهزة الذكية تتمتع بمستوى ذكاء أعلى، إلا أن هناك صعوبة في استخدامها؛ فهي معقدة حقاً. فنحن نريد الإتيان بمنتج يُحدث قفزة نوعية، بحيث يكون أذكى من أي هاتف نقال آخر واستخدامه سهل جداً؛ وهذا هو جهاز الآيفون"
روّج للمزايا الخاصة: بعد تقديم شرحٍ وافٍ عن المشكلة، قام جوبز بعرض المزايا (والتي تشمل شاشة اللمس) قائلاً: "إنه يعمل كالسحر، ولا تحتاج إلى استخدام قلم مستدق الطرف حتى تضغط على الشاشة؛ فهي تتميّز بدقة بالغة تفوق أية شاشة عرض تعمل باللمس قد سبق إنتاجها".
قُم بإنشاء شرائح بصرية بسيطة: تتألف الشريحة العادية من برنامج (بور بوينت – PowerPoint) من 40 كلمة؛ إلا أن ستيف جوبز استخدم ما مجموعه 19 كلمة فقط في أثناء تقديم عرضه لجهاز الآيفون، وقد قام بتوزيع هذه الكلمات على ما يُقارب 12 شريحة.