بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
*******************************
قوارير الغرب
كانت الساعة العاشرة مساءأً عندما بدأت باب داري تُطرق فهرع زوجي لفتح الباب وكنا نتساءل ياهل ترى من هناك وما وراءه
حيث كان الجو بارد وممطر ونحن في بلاد الغربة ......
وبعد ثواني رجع زوجي وهو يطلب مني ان اذهب للحديث مع تلك القارورة (لايسعني تسميتها بغير هذا الاسم)
كانت فتاة في عمر الزهور فلا اعتقد بأن عمرها يتجاوز السادسة عشر ، كانت مبتلة بالكامل وشبه ترجف
من البرد لكنها كانت تخفي مشاعرها طلبت الهاتف لتجري اتصال بحجة هاتفها المحمول لا يعمل...
اجرت الاتصال بعد ان قدمت لها الهاتف
والقلق والخوف يملئ عيناها الزرقاوتان وخليط من المشاعر الغامضة اغلقت الهاتف وهي تنظر لي بكل امل ان اسمح
لها بأجراء اتصال ثاني لان لم يُجيب احد على اتصالها ومن غير ان تسأل قلت
لها يمكنكِ الاتصال مرة ومرتين ... حتى تصلي الى غايتكِ ....
اجرت اتصالها الثاني ولحسن حظها كان هناك من يُجيبها لم اتمكن من سماع كل ما كان يقوله لها لكن عرفت انه صوت
رجل ويمكن ان يكون والدها او ما شاكل ذلك وهي تترجاه بأن يأتي لها ليُقيلها بسيارته لان كان يصعب عليها الذهاب
الى منزلها لكن كان جوابه الرفض انهت الاتصال وارجعت الهاتف مع كلمة شكراً
بادرت بسؤالها :هل لي ان اساعدكِ
قالت : لا شكراً
قلت : لكن الجو ممطر وبارد اين ستذهبين
قالت : ان منزل صديقي في الجهة المقابلة لداركِ وانا كنت معه لكنه لم يجد مفتاح الدار عندما وصلنا فذهب يبحث
عنه وتركني انتظر ولم يرجع (كانت جمل ناقصة وغير مفهومة .. طبعاً لم أُصدق ما قالتهُ)
قلت : إذاً يمكنكِ ان تنتظرين صديقكِ هنا (حيث اشرت لها بالدخول)
قالت وبسرعة وهي فرحة : حقاً ..؟! انا اشكركِ كثيراً
ودخلت الدار .. ومؤكداً عرفت جيداً اني مسلمة من القرآن المعلق على باب داري
وقفت في مدخل الدار وهي شبه خائفة
قلت لها: ماذا تفعلين
قالت : سأنتظر هنا
قلت لها: لا بل ستنتظرين في غرفة الضيافة
اجابت بشكراً وهي غير مُصدقة
وبعد جلوسها
قدمت لها قدح من عصير البرتقال وطبق طعام شرقي ، فشكرتني وقالت لي: اريد ماء
قدمت لها الماء ورجعت بطلب المزيد يبدو انها تُريد ارواء تلك القارورة الجافة المعرات للبرد والمطر والضياع....
وفي تلك الاثناء استرجعت بعض ذكرياتي.. عندما كنت في السادسة عشر كيف كانوا اهلي وكل من حولي يقدموا لي الرعاية والحماية
لكي لا اتعرض لأي اذاً عاملين بنصيحة خير البشر (ص)وآله رفقاً بالقوارير.. يا لها من نعمة فضيلة نعمة الاسلام...
وبعد ساعة عاودت الاتصال ثلاث مرات لكن بدون جدوى ...وانتصف الليل ونحن على تلك الحالة عندها قررت (القارورة) المغادرة
عندما رأت ان الوضع لايسمح ببقائها اطول من ذلك الوقت حيث كنت في ذلك الوقت عندي رضيع حديث الولادة ولي
اطفال في المدرسة ويجب ان يخلدوا للنوم .. والكثير من المسؤليات التي كانت على عاتقي...
وكانت والدتي جداً قلقة من تلك القارورة لكثر ما تسمعه من جرائم في بلاد الغرب ..
وزوجي لم يعلق على دخولها الدار ذاهبا الى الطابق العلوي .....
فشكرتني واعتذرت منها وكسرت قلبي وغادرت........!!!!!!!!
يشهد ربي انها كسرت قلبي وكنت اتمنى لو ان اتمكن من قول (( هذا الفرق بين دين الاسلام والاديان الاخرى يتضح ويبدو جلياً من
هذه النقطة** المرأة**)) لكن خفت ان ازيدُها هماً .. او ان ارعبها او احسسها بالمن فكل الذي كنت اتمنى انها تجد
من يُخرجها من ذاك المأزق ولم يسعني سوى ان أُعاملها كريحانه
بالله عليكم اي حياة هذه... هل للمرأة كرامة بهذه الطريقة ..؟؟ يا هل ترى هل هذه المساواة التي يطالب بها الغرب..؟؟
ام انها حرية المرأة التي ترتفع من اجلها الاصوات ....!!!!!!! تجردوا من ثياب الغيرة والحمية ساوَّوا
بين الرجل والمرأة ليجعلوا من المرأة غاية سهل الوصول لها تحت عنوان الحرية ولغباء
المرأة الغربة باتت تعتقد انها تتمتع بكامل الحرية
فهل هذه الفتاة قارورة .. نعم ان الله خلقها قارورة مثلما شبهها خير البشر لكن يد الشيطان(حرية الغرب) صنعت منها قارورة مهشمة
فرفقاً بالقوارير يا اهل القوارير ((يا أيُها المسلمين ))
واتمنى من المسلمات التفكير والتدبر بهذه الحادثة قبل الغير مسلمات فهناك بعض الاخوات من تقول انا مغبون حقي
واحس اني مُحتكرة من قبل اهلي او زوجي لاأملك حرية الخروج والدخول .... وغيره من تلك الاقاويل
عزيزاتي كُنَّ على يقين لو ان المرأة كانت مُهيئة جسدياً وعاطفية لتكون قوامة
على نفسها لما جعل الله القوامة للرجل عليها ..
المرأة ريحانة وليست بقهرمانة والريحانة تحتاج للرعاية والمداراة والحماية ولهذا اكرمنا الله (نحن النساء ) بقوامة الرجال علينا
فهنيئاً لكِ يامسلمة الحرية والكرامة التي وجدتيها بأسلامكِ