مع الزيادة الكبيرة في عدد سكان العالم وازدحام المدن بالسكان، وما تبع ذلك من انعدام أو تقلص في المساحات الخضراء، والتي تعد المتنفس الوحيد للناس، برزت ظاهرة جديدة، وهي إنشاء حدائق الأسطح، وفضلاً عن الفوائد الصحية والجمالية لهذه الحدائق توجد أيضًا لها منافع وفوائد اقتصادية.
المقصود بزراعة الأسطح هو تغيير مكان الزراعة التقليدي باستخدام تقنيات الزراعة من دون تربة؛ لتحسين البيئة والمناخ السائد في المدينة، كما يمكن استغلال أجزاء من الأسطح في زراعة المحاصيل المختلفة التي تحتاج إليها الأسرة من الخضراوات، أو بعض أنواع الفاكهة، أو نباتات الزينة والزهور والنباتات العطرية.
كيفية إنشاء حدائق السطح
يعتمد إنشاء حدائق الأسطح على نظام الزراعة من دون تربة، وهو يعني استخدام أي وسيلة من شأنها زراعة وتنمية النباتات من دون دخول الأرض كوسط للزراعة؛ حيثُ تُزرع النباتات بمعزل عن التربة، مادام النظام المتبع يسمح بتدعيم النبات وتوفير الماء والعناصر الغذائية اللازمة للنمو، كما يعتمد هذا النظام أيضًا على الكفاءة العالية في استخدام الماء، حيثُ يستهلك الماء عن طريق امتصاص الجذور له فقط، ما يؤدي إلى توفير كميات كبيرة من المياه التي كانت تهدر عن طريق الصرف، أو التي تفقد عن طريق البخر من سطح التربة؛ لذلك تعدّ هذه الطرق من أكفأ الطرق التي توفر المياه، وذلك يتفق مع الاتجاه العالمي للمحافظة على ترشيد استهلاك المياه.
فوائد زراعة الأسطح
من أهم المزايا التي تتحقق من زراعة الأسطح هو تعليم الصغار الزراعة، وتوفير المكان الملائم لهم لممارسة ألعابهم، مع التمتع بالأوكسجين النقي والتعرض لأشعة الشمس اللازمة لبناء أجسامهم، أيضًا إضفاء جمال على المكان وجعله أكثر نقاء، والابتعاد عن الأسطح؛ مصدر التلوث الأساسي في المباني، التي تكون مكانًا لإلقاء المهملات ومخلفات الأثاث، كما أنّ حديقة السطح تساعد على خفض درجة الحرارة بمقدار (7) درجات مئوية فوق الأسطح المزروعة، ما يؤدي إلى التخفيف من قيظ الصيف والمناخ الحار الذي تتميز به مجتمعاتنا الخليجية، كما تساعد هذه الحدائق على تنقية الهواء من التلوث بتقليل نسبة ثاني أكسيد الكربون؛ لاستهلاكه في عملية البناء الضوئي التي تقوم به النباتات الخضراء.
فوائد اقتصادية
ويمكن الاستفادة من حدائق الأسطح في تحقيق دخل مادي للأسرة، وكذلك في إيجاد فرصة عمل لربات البيوت والشباب الخريجين عن طريق زراعة بعض المحاصيل وبخاصة الورقيات؛ مثل: الملوخية، والجرجير، والفجل، والسبانخ، حيثُ ينتج المتر المربع المزروع نحو 4 كيلوغرامات من هذه الورقيات، كما يمكن زراعة بعض المحاصيل الثمرية مثل: البندورة، والخيار، والفلفل، والفاصوليا، والكنتالوب، والفريز.
أما أشجار الفاكهة، فتتم زراعتها في براميل بلاستيكية بدلاً من الوحدات الخشبية، حيثُ تملأ بنحو 60 لترًا من البيئة الزراعية، وتُزرع فيها أشجار مثل: الليمون، والخوخ، والرمان.
فوائد اجتماعية
- تساعد زراعة حدائق الأسطح بالقضاء على الملل، وتعزيز الثقة بالنفس، خصوصًا بالنسبة لكبار السن من أرباب المعاشات، والذين اعتادوا أن يكون لهم دور فعال ومهم في المجتمع.
- يمكن عن طريق زراعة الأسطح تشجيع الروابط الاجتماعية بين الأفراد في المجتمع؛ فتعاون سكان الشارع الواحد في الزراعة وتبادل الخبرات والمحاصيل المنتجة يؤديان إلى ترابط السكان مع بعضهم بعضًا وإلى حل مشاكلهم بسهولة.