روتانا ـ إيمان المولدي
تخطف الطرقات والسيارات كثيراً من شبابنا بسبب الحوادث التي باتت هاجساً يؤرقنا جميعاً، قد نقول إنه قضاء وقدر وأمر خارج عن السيطرة،
لكن ماذا عن الشباب الذي يذهب لحتفه بقدميه بتهوره ولا مُبالاته وبالتحديد الشباب الذين يمارسون التفحيط لإبراز قدراتهم على القيادة أو بغرض الاستمتاع أو ربما مجاراة لأصحابهم.
أصبح التفحيط ظاهرة مؤلمة للمجتع، حيثُ راح ضحيتها كثير من المراهقين، والمؤلم أكثر أنهم، إضافة إلى الخطر الذي يشكلونه لأنفسهم أصبحوا خطراً على من حولهم أيضاً كعائلة مريم التي راحت ضحية تهور شاب طائش والذي كان "يفحط" في مكان عام فاصطدم بسيارة مريم ليتوفى السائق ووالدتها وأخوها الصغير.
كما توفيت الطفلة فريال ـ رحمها الله ـ أيضاً ضحية التفحيط، وقد روت لنا والدتها أنها كانت في طريق عام تنتظر والدها الذي دخل السوبر ماركت ليسمع صوت تفحيط سيارة فخرج مسرعاً ليرى ابنته ميتة بعدما صدمها الشاب، ولا ننسى أيضاً الشباب أنفسهم الذين ماتوا بسبب جنونهم وطيشهم.
أما أم عبدالله فلا تزال ترثي ولدها الذي توفي منذ خمس سنوات بسبب التفحيط بعدما انتهى من آخر امتحان له بالثانوية كان موته فاجعة كبيرة بالنسبة لها فقد كان ابنها الوحيد، كما أنها على حد قولها كانت دائمة ما تنصحه بالابتعاد عن أصدقاء السوء وعدم التأثر بأفعالهم وتصرفاتهم ومنها التفحيط.
للأسف لا تزال شوارعنا مهرجاناً للتفحيط، فقد زاد الأمر سوءاً في السنوات الأخيرة، إذ أصبح الشباب يمارسون هذا الفعل الشنيع في الأحياء والشوارع الحيوية التي تجعل من المارة والسيارات الأخرى تحت الخطر.
بعض الأخبار والتغريدات حول هذا الموضوع كانت حاضرة بالموقع الاجتماعي "تويتر"، فقد جاءت تغريدة على الحساب الرسمي لبرنامج "يا هلا" الخليجي هذا الخبر: "مفحِّط يطير في الهواء بعد فقدانه السيطرة على سيارته وانقلابها!" مُرفقاً بفيديو يوثق ما قاله نفسهُ الحساب الرسمي،
كما غرد أيضاً الدكتور أحمد القاضي قائلاً: "إن التفحيط دليل على أن شبابنا لديه طاقات مفرطة لا يجد متنفساً لها، ونحن مقصرون في توفير الوسيلة المفيدة لإخراجها".
أما المذيع والكاتب محمد المحيا فقد كان حاضراً بتغريدة تخص هذا الموضوع بعدما وضع صورة وعلق عليها قائلاً: "هذه صورة أخذتها من مقطع فيديو مؤلم لأحد الطلاب ـ رحمه الله ـ ذهب نتيجة التفحيط بعد الانتهاء من اختباره".
وتتوالى المشاركات التي نذكر منها مشاركة عبدالله الظاهري والذي عبر فيها عن أسفه على حال الشباب قائلاً :"أطفالنا يملؤون الشوارع والأرصفة وساحات التفحيط ويسيرون نحو المجهول بلا هدف".
كما وجّه الممثل عويض العتيبي نداء إلى الشباب: "أسعد الله صباحكم بكل خير يا شباب تكفون التفحيط ما له داعي، تذكر أن أمك وأبوك وإخوانك كلهم في انتظار عودتك سالماً".
وكانت تغريدة إبراهيم الصقعوب مدير عام مركز أساس للدراسات والبحوث والتدريب الإعلامي ووكيل وزراة الثقافة والإعلام من أبرز التغريدات التي كانت تُحاكي هذا الألم، وقال فيها: "رغم أن هيبة الامتحانات انتهت لكن صرير عجلات السيارات عند المدارس الثانوية وحركات التفحيط البهلوانية يصور حالة نفسية قد تنحرف في أي اتجاه".
من جهتها، وفي محاولة منها للتقليل من هذه الظاهرة أصدرت الدولة قانوناً رادعاً، وهذا ما أكدتهُ الإدارة العامة للمرور، فقد أقرت ببدء تطبيق العقوبة المرورية والتي تتمثل بالسجن مدة لا تقل عن ستة أشهر وغرامة مالية لا تقل عن خمسة آلاف ريال عقوبة لكل من قام بالتفحيط وتسبب في إصابة ومخالفة من يتسبب في وفاة بالسجن مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن عشرة آلاف ريال ثم تُحال القضية للجهات الشرعية لأخذ الحق الخاص".
كما أكد اللواء عبدالرحمن بن عبدالله المقبل مدير الإدارة العامة للمرور حرص جهاز المرور على تطبيق العقوبة بحزم وصرامة، وإضافة إلى العقوبات المرورية نتمنى أن يكون هناك إرشاد وتوعية من أولياء الأمور ومن كل الجهات القادرة على نشر الوعي كالمدارس والجامعات لحماية أبناء الوطن من أنفسهم ومن طيشهم الذي قد يودي بحياتهم في لحظة تهور.
رد مع اقتباس
