في دمعتك مروءة القهر
و جودة الطغيان
وجهك فائض ٌ عن إنسانيتنا
قطيع إجحافٍ يبرّ بملامحك
يسوسك يتماً مضطرب
تنتظرك الفواجع منذ محن
شمر عن صمتك
و انصت لعبقرية اليأس
تتنزه القبور بأحلامك
رغم خلوها من الدفء
المتاخم لتطلعات وحشتك ..
في عينيك وطن
يحسبه الجاهل دمعة
توحّد الشتاء بمواجده
هل يعلم الصقيع
أنك ياسميني؟
قلبك خلاص قاسيون
و عيناك حلوى بردى؟
تنتهكني البراءة المذعورة فيها
تستهلك حنكتي للفوز بأنانيتي
تحرض الضياء لتقريع ظلي
أمارة بالندم
إليك بها عني
أنا في نمطية الانهزام
أدثر كعوب شهواتي
و أنت الآسى يبزغ منك
يتسلقك موتٌ قارس
يُسخرك َ لدهاء خستنا
يحظر بياضك
ووضعت النقم أوزارها ..
ضمير الشتاء ضرير
مبتور الشفقة
يكفيك لتينع في الظمأ
لتهجر الشمس ألعابك
تسامى لأرذل التخمين
وحشة ًدامغة
تفرّس ببحبوحة العصيان
تحتاج لمؤازرة الخذلان
ليحتفظ الشقاء بشفتيك
يحرزك محض ذبول
رضي الشؤم عنك
طهرُ منبوذٌ لا يستهين به الصدأ
جاهزٌ للانطفاء
خالٍ من كل لون
لا يماريك الضنك
و في الضفة الآخرى من دمعتك
السماء صامدة ..











ابو قصي الشافعي