جون بيير شوفنمان وصف شخصيته بـ ''الفريدة والكاملة''
''فرنسا لا تمتلك من يضاهي الأمير عبد القادر''
27-02-2012 وهران: جعفر بن صالح
''الاستعمار شيء لا يحتمل''
اعتبر جون بيير شوفنمان، رئيس جمعية الصداقة الجزائرية الفرنسية، في تصريح للصحافة أمس على هامش الملتقى الدولي ''عبد القادر.. رجل عابر للزمن''، بأن ''الأمير شخصية فريدة وكاملة، أظن أننا لا نمتلك في فرنسا شخصية تضاهيه''. وأكد أن الذكرى الخمسين للاستقلال فرصة من أجل ''التوصل لوعي مشترك بأن الاستعمار شيء لا يحتمل''.
ندّد وزير الداخلية السابق شوفنمان، بتصريحات كلود غويان، وزير الداخلية الفرنسية الحالي، حول ''تباين الحضارات''، واصفا إياها: ''هذه سخافة، أنا أؤمن أكثر باختلاف الثقافات والهويات الدينية المتداخلة فيما بينها''. كما عبّر عن إيمانه بضرورة التوصل لتشكيل وعي مشترك بين البلدين بأن الاستعمار ''شيء لا يُحتمل''، مذكرا بأن قرار الإمبراطور نابليون الثالث بإطلاق سراح الأمير، جاء تجسيدا لقناعته ''بالخطأ الذي اقترفته فرنسا باحتلالها للجزائر، وهو ما عبّر عنه خلال جولته في الجزائر سنة .''1865 كما كشف بأنه على ''علاقة وطيدة بالمرشح فرانسوا هولاند''، في إشارة واضحة لمساندته لمرشح الحزب الاشتراكي الفرنسي.
من جهته، يرى الدكتور الطيبي محمد أن: ''الأمير لم يدخل فرنسا منهزما ومستسلما، بل قويا برمزية فكرية، حققت تواصلا يصنع الذات الجزائرية والأمير ساكنها وزرع ذلك الأمر، بدليل أنها كانت أول ملجأ لكل الكتاب الجزائريين بعد الاستقلال''. كما اعتبر المحاضر بأن الأمير: ''كان يناضل من أجل فكرة أن الجزائر، حتى في انهزامها، يجب أن تتفاوض مع فرنسا، من منطلق أنها دولة وليست مجموعة قبائل''. واعتبر الطيبي أن الأمير بفضل قوته الفكرية ''ناور كي لا يقع في فخ استدراجه كجزء من المشروع الاستعماري الفرنسي وتسويقه كنموذج للخضوع''. وعن سؤال لـ''الخبر'' حول حقيقة عرض نابليون الثالث لتولي إمارة ''المملكة العربية''، أجاب المتحدث قائلا: ''لم أعثر على وثيقة تاريخية تؤكد ذلك، لكن الأمير عرضت عليه إمارة الشرق التي رفضها وتسببت له في مشاكل كبيرة''.
في سياق آخر، استنتج الكاتب رشيد بوجدرة أن شعر الأمير ''تجددي حداثي وشكّل قطيعة مع ما كان قائما، من خلال توظيف العروض وتناوله للقلق والضجر والوجدان كمضمون يشترك فيه مع الحلاج وابن عرابي''. وختم محاضرته منوّها بقوله: ''قوة البصيرة لدى الأمير في القرن التاسع عشر تصلنا اليوم وكأنها صنعت في القرن 20 أو في هذه الدقيقة''.
من جهته، تناول الباحث بالة صادق، من جامعة بجاية، زيارة الأمير لمنطقة القبائل ومكانته، مركزا على الرابط الصوفي والطرقي للمنطقة.
المصدر: http://www.elkhabar.com/ar/culture/281550.html