الكرة الأرضية
كتبت ريم عبد الحميدقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن دراسة علمية حديثة حذرت من أن الأرض قد لا تصبح مكانا آمنا للبشر فى العقود المقبلة. ووفقا للدراسة التى أعدها ثمانية عشر باحثا ونشرت فى مجلة "ساينس" العلمية، فإن البشر قد تجاوزوا بالفعل أربعة حدود كوكبية، تشمل معدل الانقراض وإزالة الغابات ومستوى ثانى أكسيد الكربون فى الغلاف الجوى وتدفق النيتروجين والفسفور (الذى يستخدم فى الأرض كسماد) إلى المحيط.
وقال ويل ستيفين، من الجامعة الوطنية الأسترالية والمؤلف الرئيسى للدراسة "إن ما أثبته العلم أن الأنشطة الإنسانية والنمو الاقتصادى والتكنولوجيا والاستهلاك عوامل تقوض استقرار البيئة العالمية".
وهذه ليست مشكلات مستقبلية، ولكنها أمور ملحة، وفقا لستيفين، الذى قال "إن الانتعاش الاقتصادى منذ عام 1950 واقتصاد العولمة قد سارعا فى تجاوز تلك الحدود. ولا أحد يعرف تحديدا. متى سيأتى وقت الحسم، لكنه قال إن زعزعة الاستقرار المحتملة لنظام الأرض ككل يمكن أن تحدث فى فترة زمنية ما بين عقود إلى قرن".
وركز الباحثون على تسعة حدود كوكبية منفصلة تم تحديدها لأول مرة فى دراسة أجريت عام 2009. تلك الحدود تضع حدودًا نظرية على التغييرات فى البيئة وتشمل استنفاذ الأوزون واستخدام المياه العذبة وتحمض المحيطات، وتلوث الغلاف الجوى وإدخال مواد كيماوية غريبة والكائنات المحورة.
وخلف كل حد من تلك الحدود الكوكبية "منطقة عدم يقين" ويقصد بها الاعتراف بالشكوك المتأصلة فى الحسابات، وتقديم قليل من العزل لصناع القرار حتى يصبح بإمكانهم أن يتخدوا الإجراءات قبل أن يفوت الأوان لإحداث فارق. ووراء تلك المنطقة من عدم اليقين، يكمن المجهول، وهى أحوال الكوكب غير المألوفة لنا.
ويقول راى باييرهمبرت، الخبير فى الأنظمة الأرضية بجامعة شيكاغو إن هذه الحدود ليست مثل حافة الهاوية، لكنها أشبه أكثر بتحذيرات الخطر، مثل مقياس درجة الحرارة الحالية فى سيارتك.
وأضاف باييرهمبرت الذى لم يشارك فى الدراسة المذكورة، إن حدود الكوكب مثل تحذير الانهيار الجليدى على منحدر التزلج.
ويقول العلماء إنه لا يوجد يقين بأن كارثة ستتبع تجاوز تلك الحدود. ويؤكدون بدلا من ذلك على المبدأ الوقائى، ويقولون "نعلم أن الحضارة الإنسانية قد صعدت وازدهرت فى السنوات العشر آلاف الماضية، فى العصر المعروف باسم الهولوسين، فى ظل بيئة مستقرة نسبيا. ولا أحد يعرف ما الذى سيحدث للحضارة لو استمر تغير ظروف الكوكب". إلا أن مؤلفى الدراسة المنشورة فى مجلة "ساينس" كتبوا أن الكوكب من المرجح أن يصبح أقل قدرة على استضافة تطور المجتمعات البشرية.