من تاريخ مصر – لما أعدت المشانق
بعد الإحتلال البريطاني و الذي تخفى تحت اسم الوصاية و الحماية البريطانية عانى المصريين الكثير و الكثير من ظلم و استعباد الجاليات الأجنبية له و ما زاد من المعاناة المصرية أيضاً المحاكم المختلطة التي أقيمت حتى تسلب الحقوق من أبناء الأرض الطيبة و تمنح المعتدين قوة و شرعية .دنشواي
.. الظلم الإنجليزي
في يوم عادي من أيام الصيف وتحديداً في يوم 13 يونيو 1906 شهدت القرية المصرية دنشواي حادثة مفجعة كانت من أهم أسباب سخط المصريين علي الإحتلال الغاشم.وبدأت القصة بمجموعة من الجنود الإنجليز يتجولون بالقرب من القرية و معهم القائد العسكري البريطاني ميجور كوفين, و أراد الميجور قليلاً من التسلية فتراهن مع بعض من ضباطه الذين كانوا برفقته على التراهن في صيد الحمام من أشجار القرية الموجودة بمحافظة المنوفية .وكان الضباط الإنجليز يصيدون الحمام بأعيرة نارية من على الأشجار الموجودة على صفي الطريق الزراعي المتجه إلى القرية, و لكن لسوء الحظ توغل إثنين من الجنود الإنجليز إلى داخل القرية وهما الملازم بورثر و الملازم سميث بعد أن أغرتهما أبراج الحمام الموجودة أعلى المنازل, وأطلق بورثر الأعيرة النارية من البندقية علي برج حمام فوق منزل مؤذن القرية وكان يدعى الشيخ محمد عبد النبي مما تسبب في إصابة زوجة الشيخ و اشتعال النار في جرن المنزل فأنتشر الخبر بسرعة بأن الإنجليز قتلوا زوجة الشيخ و أحرقوا منزله فخرج الناس وقد غضبوا مما فعله الإنجليز, فحاول الميجور الإنجليزي كوفين أن يقوم بتهدئة أهل القرية فقام بالقبض على الجندي الذي تسبب في ذلك وقال أنه سيتم التحقيق معه
.ولكن المصريين لم يقبلوا بمثل هذه التهدئة و صمموا على الثأر, فهرع إثنين من الجنود الإنجليز وهما الكابتن بول و الطبيب البيطري بوستك إلى المعسكر حتى يطلبوا النجدة و كان المعسكر يبعد حوالي 8 كيلو متر فسقط بول إثر ضربة شمس وواصل بوستيك العدو حتى وصل إلى المعسكر و أحضر النجدة و في أثناء عودة بوستيك بالنجدة وجدا أحد الشباب المصريين و هو يحاول إسعاف بول فقتلوه ظناً منهم أنه هو الذي قتله, و وصلت الحملة إلى القرية و التي كان أهلها قد احتجزوا الجنود الإنجليز
.محاكمة ظالمة
وعندما علم اللورد كرومر بهذه الحادثة قرر تأديب الفلاحين المصريين فطلب بإقامة محاكمة لهم وتم نصب المشانق و استعد الجلادين قبل أن تعقد المحاكمة .وتم إعدام أربعة من الفلاحين المصريين و جلد إثنى عشر و حكم على 36 آخريين بالأشغال الشاقة, وتمت تنفيذ الأحكام في منتصف القرية التي شهدت أعنف يوم في تاريخها .وكانت هذه الحادثة شرارة البدء في مقاومة الإحتلال البريطاني