«بانتظار الياسميـن» يتضمن أدواراً مختلفة وهادفـة.. وفيلــم «الأم» أبكـى الجمهور
دمشق ـ هدى العبود

نجمة وفنانة، ملمة بكل ما تريد أن تقدمه سواء على صعيد السينما أو الدراما أو المسرح، شاهدناها من خلال تجسيد حياة الراحلة أسمهان و«كليوباترا»، فأبدعت، ومن خلال فيلم الأم فأبكت الجمهور أثناء العرض الخاص، وبـ «حارة المشرقة» المرأة المغناجة اللعوب التي تستحوذ على قلوب الرجال لتقع في حب شاب متدين متطرف «يدرس الطب» ولكنها في «بانتظار الياسمين» قالت إن العمل يعنيها كسورية حملت هم وطنها كأم غادرها ابنها ولا تعلم هل يعود أم لا؟ «الأنباء» التقت النجمة سلاف فواخرجي، فإلى التفاصيل:

حدثينا عن فيلم «الأم»؟

٭ بداية الأرض خلقنا منها وإليها نعود، الأرض هي الوطن وهي الأم الحقيقية، والإنسان بلا وطن، لا وجود له، وأشكر الله أثناء العرض الخاص للفيلم، وقبل عرضه جماهيريا، شاهدت الدموع بعيون الذين حضروا الفيلم، وهذا معناه أنني وصلت إلى قلوبهم، وقصة الفيلم تتناول المماهاة بين الأم والأرض، وجسدت دور أهمية أن نعود للإنسان الطيب الذي يسكننا لنستطيع العيش من جديد، وننسى الخلافات القديمة الموروثة، لأن واقعنا متشابه كسوريين، في زمن الحرب، وعلينا ألا ننكر أننا نعيش جميعا ظروفا قاسية ومن داخلنا نشعر بالوجع، والحل موجود من خلالنا، هو الحب والإيمان بالوطن وبأنفسنا وبأننا بلا وطن، لا وجود لنا.

وماذا عن «بانتظار الياسمين»؟

٭ مسلسل يتضمن أدوارا مختلفة وهادفة من خلال النجوم في العمل، لكن أثناء قراءتي للسيناريو دققت بتفاصيل الدور الذي أجسده من حيث الشكل والمضمون، كما انني بحثت عن الحالة النفسية التي تتملكني، وأنا أؤدي الدور لأن العمل تلبسني حقيقة، وكذلك فكرت مليا بالمستويات المختلفة التي ستتلقى الأحداث أي «الجمهور»، ترى ماذا سأترك بذاكرتهم عن وجع السوريين؟ خاصة الأسر المهجرة من بيوتها من مختلف القرى والبلدات والمدن السورية، وكيف تجمعوا لحافهم السماء وفراشهم الأرض، على الرغم من تنوع الحياة بينهم، لذلك يعنيني كسورية، الأمر الذي شجعني للمشاركة فيه، أسر من المجتمع السوري هجرت من بيوتها بسبب الحرب، وكيف انتهت هذه الأسر إلى دور الإيواء والحدائق العامة، إذا التأم شملهم لأنهم أبناء سورية، وسورية تجمعنا، ونحن بحاجة للدفء والحب الذي يجمعنا في أفراحنا وأتراحنا، ونحن نعيش فسيفساء نادرة ومختلفة عن باقي المجتمعات العربية والأوروبية، من حيث تنوعنا الثقافي والديني لأن المجتمع السوري يختلف عن أي مجتمع آخر، ومن خلال شخصية «لما» التي أجسدها في العمل، وهي سيدة مهجرة مع أولادها، يغيب زوجها، وتعيش حالة من الاستغلال رغم كل المشكلات والفقدان الذي عانت منه، ولكن لا يخلو الأمر من أهل المروءة والطيبة بمعدنهم، حاولوا مساعدتي والحفاظ على الجميل الذي بقي.

وما دورك في «حارة المشرقة»؟

٭ جسدت شخصية تعاني من آثار نفسية صعبة منذ طفولتها، والانتقام أصبح هاجسها، وبرأيي ان العمل واقعي جدا ومعيش في المجتمعات العربية والسورية، ويتقبله أي بيت لأنه دراما جديدة لم نعتد عليها من قبل، خاصة اغتيال العلماء ومحاربة العلم والمعرفة، ومع كل هذه الظروف الصعبة الناس مصرة على العيش رغم كل هذه المعوقات، لعبت شخصية امرأة لعوب تدعى «شهيرة» جميلة وسيئة السمعة، ورغم سحر جمالها، فهي تلهث وراء إغواء الرجال واحدا تلو الآخر، لكنها سرعان ما تقع في دوامة الحب، وتغرم بشاب يدرس الطب ومتطرف دينيا ويصغرها سنا، لكن «شهيرة» سيدة مجتمع جشعة، تريد الانتقام من كل شيء حولها نتيجة ظروف معينة، فهي في حالة تحد مع الحياة، وتريد أن تعيش حياتها بطولها وعرضها، تمتلك من الجرأة أنها لا تهتم بأحد، تتمرد على التقاليد والواقع، وعلى كل شيء، تتحلى بالفضيلة، بأسلوب الاحتيال الطريف والمحبب نوعا ما، فهي دائما في حالة حب للحياة وعطش لكل متع الدنيا، ورغم كل هذا التمرد فهي في داخلها إنسانة محطمة وضعيفة من داخلها.

وأضافت: مسلسل «حارة المشرقة» عالج كل من يتشدق بالثقافة وألقى الضوء على التطرف الديني، والمشكلات التي تتفجر من خلال أوجاع الفقراء والبسطاء المقموعين، كل هذه الأحداث المثيرة نعيشها حاليا من خلال الأزمة، بعيدا عن الخوض بالتفاصيل، وبدأ التصوير منذ عام 2014 والعمل سيعرض خلال 2015 للمخرج ناجي طعمي، وتأليف الكاتب أيمن الدقر ومن إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي، تضمن عدة حبكات درامية مثيرة، عالج قضية الجاسوسية وتهجير الأدمغة خارج سورية، وفساد التجار خلال الأزمة واستغلالها.