ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻥّ ﻗﻠﻤﻴﻦ ﻛﺎﻧﺎ ﺻﺪﻳﻘﻴﻦ ، ﻭﻷﻧّﻬﻤﺎ ﻟﻢ ﻳُﺒﺮﻳﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻤﺎ ﻧﻔﺲ
ﺍﻟﻄّﻮﻝ ؛ ﺇﻟّﺎ ﺃﻥّ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻣﻞّ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺼّﻤﺖ ﻭﺍﻟﺴّﻠﺒﻴّﺔ ، ﻓﺘﻘﺪّﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺮﺍﺓ ،
ﻭﻃﻠﺐ ﺃﻥ ﺗﺒﺮﻳﻪ .
ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﺄﺣﺠﻢ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ ﻭﺣﻔﺎﻇﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﻈﻬﺮﻩ . ﻏﺎﺏ
ﺍﻷﻭّﻝ ﻋﻦ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻣﺪّﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰّﻣﻦ ، ﻋﺎﺩ ﺑﻌﺪﻫﺎ
ﻗﺼﻴﺮﺍً ؛
ﻭﻟﻜﻨّﻪ ﺃﺻﺒﺢ ﺣﻜﻴﻤﺎً .
...
ﺭﺁﻩ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﺼّﺎﻣﺖ ﺍﻟﻄّﻮﻳﻞ ﺍﻟﺮّﺷﻴﻖ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺮﻓﻪ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺪّﺙ
ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺒﺎﺩﺭﻩ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﻤﺒﺮﻱّ ﺑﺎﻟﺘّﻌﺮﻳﻒ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ .
ﻋﺠّﺐ ﺍﻟﻄّﻮﻳﻞ ﻭﺑﺪﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺴّﺨﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺼﺮ ﺻﺪﻳﻘﻪ .
ﻟﻢ ﻳﺄﺑﻪ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮ ﺑﺴﺨﺮﻳﺔ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﻄّﻮﻳﻞ ، ﻭﻣﻀﻰ ﻳﺤﺪّﺛﻪ ﻋﻤﺎ ﺗﻌﻠّﻢ
ﻓﺘﺮﺓ ﻏﻴﺎﺑﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻜﺘﺐ ﻭﻳﺨﻂّ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ، ﻭﻳﺘﻌﻠّﻢ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ
ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ..
ﺍﻧﻬﻤﺮﺕ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﻨّﺪﻡ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻲ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﺍﻟﻄّﻮﻳﻞ ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻪ ﺇﻟّﺎ
ﺃﻥ ﺗﻘﺪّﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺮﺍﺓ ﻟﺘﺒﺮﻳﻪ ، ﻭﻟﻴﻜﺴﺮ ﺣﺎﺟﺰ ﺻﻤﺘﻪ ﻭﺳﻠﺒﻴّﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻋﻠﻢ
ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠّﻢ ﻻ ﺑﺪّ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﻟﻢ.
ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺪ ﻻ ﺗﺄﺗﻴﺎﻥ ﺑﻤﻔﺮﺩﻫﺎ ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﺗﺒﺬﻝ ﻛﻞ ﺟﻬﺪ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ