… ﻫﻨﺎﻙ ﻗﺼﺔ ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ
ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﻗﺒﻞ ﻓﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ
ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﺎﺑﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺗﺪﻋﻰ (ﺻﻮﻓﻲ) ﻭﺭﺳﺎﻡ ﺻﻐﻴﺮ ﻳﺪﻋﻰ ( ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ)
ﻧﺸﺂ ﻓﻲ ﺍﺣﺪﻯ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ..
ﻭﻛﺎﻥ ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﻮﻫﺒﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺳﻢ ﺑﺤﻴﺚ
ﺗﻮﻗﻊ ﻟﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﻣﺸﺮﻗﺎ ﻭﻧﺼﺤﻮﻩ
ﺑﺎﻟﺬﻫﺎﺏ
ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺭﻳﺲ , ﻭﺣﻴﻦ ﺑﻠﻎ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺗﺰﻭﺝ ﺻﻮﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻭﻗﺮﺭﺍ
ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺳﻮﻳﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻨﻮﺭ ..
ﻭﻛﺎﻥ ﻃﻤﻮﺣﻬﻤﺎ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﺳﻴﺼﺒﺢ ( ﻫﻮ) ﺭﺳﺎﻣﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ
( ﻭﻫﻲ) ﻛﺎﺗﺒﺔ
ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ , ﻭﻓﻲ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﺳﻜﻨﺎ ﻓﻲ ﺷﻘﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻭﺑﺪﺁ ﻳﺤﻘﻘﺎﻥ ﺍﻫﺪﺍﻓﻬﻤﺎ
ﺑﻤﺮﻭﺭ ﺍﻷﻳﺎﻡ ..
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻜﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﺗﻌﺮﻓﺖ ﺻﻮﻓﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﺓ ﺛﺮﻳﺔ ﻟﻄﻴﻔﺔ
ﺍﻟﻤﻌﺸﺮ.
ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﺳﺘﻌﺎﺭﺓ ﻋﻘﺪ ﻟﺆﻟﺆ ﻏﺎﻟﻲ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﻟﺤﻀﻮﺭ ﺯﻓﺎﻑ ﻓﻲ
ﺑﻠﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ , ﻭﻭﺍﻓﻘﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺍﻟﺜﺮﻳﺔ ﻭﺃﻋﻄﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭﻫﻲ ﺗﻮﺻﻴﻬﺎ
ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻪ , ﻭﻟﻜﻦ ﺻﻮﻓﻲ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺿﻴﺎﻉ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺑﻌﺪ ﻋﻮﺩﺗﻬﻤﺎ ﻟﻠﺸﻘﺔ
ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺗﺠﻬﺶ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻧﻬﺎﺭ ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻣﻦ ﺍﺛﺮ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ..
ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ ﻗﺮﺭﺍ ﺷﺮﺍﺀ ﻋﻘﺪ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻠﺴﻴﺪﺓ ﺍﻟﺜﺮﻳﺔ ﻳﻤﻠﻚ
ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ.
ﻭﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺑﺎﻋﺎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻠﻜﺎﻥ ﻭﺍﺳﺘﺪﺍﻧﺎ ﻣﺒﻠﻐﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﺑﻔﻮﺍﺋﺪ
ﻓﺎﺣﺸﺔ , ﻭﺑﺴﺮﻋﺔ ﺍﺷﺘﺮﻳﺎ ﻋﻘﺪﺍ ﻣﻄﺎﺑﻘﺎ ﻭﺃﻋﺎﺩﺍﻩ ﻟﻠﺴﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺸﻚ
ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻓﻲ ﺍﻧﻪ ﻋﻘﺪﻫﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ.
ﻏﻴﺮ ﺍﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﺎﻥ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺗﺘﻀﺎﻋﻒ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﺘﺮﻛﺎ ﺷﻘﺘﻬﻤﺎ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻭﺍﻧﺘﻘﻼ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺣﻘﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﻲ ﻗﺬﺭ ..
ﻭﻟﺘﺴﺪﻳﺪ ﻣﺎﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺗﺨﻠﺖ ﺻﻮﻓﻲ ﻋﻦ ﺣﻠﻤﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺗﻌﻤﻞ ﺧﺎﺩﻣﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ , ﺃﻣﺎ ! ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻓﺘﺮﻙ ﺍﻟﺮﺳﻢ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﺣﻤﺎﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ..
ﻭﻇﻼ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺧﻤﺴﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎً ﻣﺎﺗﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻻﺣﻼﻡ ﻭﺿﺎﻉ
ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺗﻼﺷﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﻤﻮﺡ ..
ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺫﻫﺒﺖ ﺻﻮﻓﻲ ﻟﺸﺮﺍﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﻀﺮﻭﺍﺕ ﻟﺴﻴﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ
ﻭﺑﺎﻟﺼﺪﻓﺔ ﺷﺎﻫﺪﺕ ﺟﺎﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻓﺪﺍﺭ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ :
-ﻋﻔﻮﺍً ﻫﻞ ﺍﻧﺖ ﺻﻮﻓﻲ؟
ﻧﻌﻢ، ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻫﺶ ﺍﻥ ﺗﻌﺮﻓﻴﻨﻲ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ! ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ!!
ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ ﺗﺒﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺰﺭﻳﺔ، ﻣﺎﺫﺍ ﺣﺪﺙ ﻟﻚ، ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﺧﺘﻔﻴﺘﻤﺎ ﻓﺠﺄﺓ!؟
ﺍﺗﺬﻛﺮﻳﻦ ﻳﺎﺳﻴﺪﺗﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻌﺮﺗﻪ ﻣﻨﻚ!؟ .. ﻟﻘﺪ ﺿﺎﻉ ﻣﻨﻲ ﻓﺎﺷﺘﺮﻳﻨﺎ
ﻟﻚ ﻋﻘﺪﺍ ﺟﺪﻳﺪﺍ ﺑﻘﺮﺽ ﺭﺑﻮﻱ ﻭﻣﺎﺯﻟﻨﺎ ﻧﺴﺪﺩ ﻗﻴﻤﺘﻪ..
ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺨﺒﺮﻳﻨﻲ ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ؛ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻋﻘﺪﺍ ﻣﻘﻠﺪﺍ ﻻ ﻳﺴﺎﻭﻱ
ﺧﻤﺴﻪ ﻓﺮﻧﻜﺎﺕ....