دبي- حسام لبش / روتانا
رحلة حياة عامرة بالإنجازات والتألق، حبلى بالمحطات التي يحلم بها أي امرئ في ميدان الفن والثقافة، عاشها نجم نجوم سورية، العملاق أسعد فضة، ذلك الذي لم يفوّت أي قطاع فنّي أو ثقافي محتمل إلا وشغل منصب رأس الهرم فيه، ذلك إضافة إلى تألق غير مسبوق، وغير ملحوق، له في الدراما والسينما والمسرح.
في تصريحات خاصة بـ"روتانا" يواجه أسعد فضة صعوبة في الجواب على سؤال عن أجمل لحظة عاشها في حياتها. وعندما نعود إلى سطور المقدمة، سنعرف جيداً أن للرجل ما يبرر شبه عجزه عن إيجاد ما هو أكثر تميزاً من التميز ذاته.
يقول فضة:" شغلت كل المناصب المتاحة للفنان في سورية، وكنت قيادياً في الحركة الفنية والثقافية، وعلى ذلك فإن كل منصب كنت أتولاه، كان يشكل لي لحظة مفصلية وتاريخية".
وشغل أسعد فضة منصب نقيب الفنانين ومنصب مدير المسارح والموسيقى في سورية، فضلاً عن كونه ظلّ مديراً لأهم مهرجان ثقافي اجتماعي في سورية " مهرجان المحبة والسلام" في اللاذقية، ولسنوات طويلة.
بصعوبة بالغة يُخْرِج فضة مهرجان المحبة من تلك المسميات التي كان يديرها، ويتحدث عنه باهتمام وإسهاب فيقول:" ربما أستطيع أن أعتبره محطة أبرز في حياتي مع الفن والثقافة،
والسبب أنه كان مهرجاناً ثقافياً اجتماعياً، بل وحتى رياضياً، وكانت تنظم فيه بطولات رياضية في كرة القدم والفروسية والقفز المظلي، فجعلني من كوني مديراً للمهرجان، أتواصل مع فعاليات أخرى في المجتمع غير الفن وغير الثقافة".
واستمر أسعد فضة مديراً لمهرجان المحبة والسلام لأكثر من 15 عاماً قبل توقف المهرجان قبل سنوات بفعل الأحداث التي ضربت البلاد منذ العام 2011.
ونصلْ بفضة للحديث عن محطات مؤلمة مرت في حياته، فيضع أحداث بلاده في طابق لوحدها، ثم ينطلق إلى الألم الشخصي ويتذكر العام 2008 وما حمله له من دموع وأنّات.
يقول:" كانت وفاة زوجتي الفنانة مها الصالح صورة سوداء في حياتي.. بكيتها كثيراً، وبحرقة وألم، ومرت سنوات لم أكن أصدق أنها فارقتني بعد رحلة عمر مشتركة بيننا.. حتى دخلنا المعمعة الوطنية في سورية، فصار هم الوطن طاغياً على الهموم الشخصية، فآمنت بأن كل شيء جميل قابل للموت".
ومها الصالح هي نجمة الشاشة السورية سابقاً، شقيقة "سنّية" زوجة الكاتب الساخر محمد الماغوط، وشقيقة "خالدة" زوجة المفكر العالمي أدونيس، وتلك معلومة نادراً ما أن يتداولها الإعلام السوري.
في الجانب العائلي يؤكد فضة أنه يعيش حالياً لوحده في دمشق، وابنته الوحيدة تقيم خارج سورية منذ سنوات، وتقوم بزيارته بين الحين والحين، وكذلك هو يسافر ويلتقيها كلما سنحت له الفرصة للسفر.
وحول الدراما، يؤكد أنه مستمر فيها طالما أنه يتنفس، طارحاً مقولة خاصة:" الفن يرعى الفنان في بدايته، وعلى الفنان أن يرعى فنّه عندما يكبر.. ولا توقّف إلا بتوقف القلب".