بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التداوي بالاعشاب كان المصدر الأساسي للعلاج عبر أقدم العصور، والطب الصيني التقليدي لا يفرق
بين كلمة دواء وطب، وأي طبيب صيني يجب أن يعرف علوم الأعشاب الطبية.وقد شهدت عيادات الطب
الصيني التقليدي اقبالاً لما حققته من نتائج إيجابية في علاج أمراض عديدة.
ولإلقاء الضوء على تاريخ الطب الصيني التقليدي كان اللقاء مع أمل دانغ ببنخ المديرة الاقليمية لشركة
أعشاب طبية. وترجم اللقاء مشكوراً يحيى ماجين. وفي بداية الحوار أشارت أمل دانغ الى أن الطب
الصيني هو طب تقليدي يعتمد على التجريب واكتساب الخبرة التي تم تناقلها عبر الاجيال، اضافة الى
اعتماده على التحليل ودراسة النتائج.
وأضافت ان الطب الصيني يعتبر ان الدواء والطعام هما من مصدر واحد. وتناول الطعام الصحي يفيد
الصحة بشكل عام مثله مثل الدواء.
تاريخ الطب الصيني
قديماً كان الشعب الصيني يأكل الخضار دون طبخ، وقد بدأ الطب الصيني باستخدام النار لطهي الطعام.
كما استخدم قدماء الصينيين النار في عملية الحجامة التي انتقلت الى اليونانيين والعرب.
وقبل خمسة آلاف سنة تقريباً استطاع رجل يدعى «شنانو» من اختيار الأعشاب الطبية من غيرها،
وكان أول من علَّم الناس كيفية الاستفادة منها ولأي الأمراض توصف. وقد ألّف الامبراطور «خوان
دي» أول كتاب طبي للعلاج بالأعشاب وحمل الكتاب اسم «خوان دي ني جين» وضم معلومات حول
طرق علاج الأمراض الباطنية.
ويعتبر الصينيون «خوان دي» هو جدهم الأول. وتاريخياً، كما تقول أمل دانغ ان الصين مرت بخمسة
عهود، الأول العصر الجاهلي، ثم العصر العبودي، ثم عصر الاقطاع، بعده جاء الاستعمار ومن ثم العهد ا
لشيوعي.
ففي العهد العبودي بدأت تظهر ادوات اعداد الادوية من الأعشاب الطبية، ومن هذه الادوات «الجرن
والمدقة» كما ظهرت الوصفات الطبية وبرز متخصصون بإعداد الادوية من الأعشاب بواسطة طبخها.
وفي فترة حكم «جون تشو» ظهرت طرق تشخيص الأمراض من خلال الملاحظة أولاً، ثم الاستماع
والشم، ثم الاستفسار عن حالة المريض، تلاها جس النبض، وعلى هذا الأساس بدأ الطب الصيني
يتطور يوماً بعد يوم.
وقد برز اسم «بين تشيه» كطبيب أكمل طرق التشخيص وهو أول من استخدم الوخز بالإبر.
وفي عصر «سانغ فوا» ضمن العصر الاقطاعي ظهر شخص يدعى «كواطو» وهو أول شخص يجري
عملية جراحية وهو أول من اخترع مسحوق التخدير. وفي هذا الاختراع يكون قد سبق الدول الغربية
بألف و600 سنة. ومسحوق التخدير أعده من الأعشاب الصينية. وقد نقل الاطباء العرب القدماء هذا
الاختراع بواسطة تجار طريق الحرير.
وتضيف أمل دانغ ان «كواطو» اخترع خمس حركات رياضية تنشط الجسم وهذه الحركات تتمثل في
حركات الحيوانات الخمسة التالية:
النمر، الايل، الدب، القرد، الطير، وذلك لتقوية الجسم والمناعة ضد الأمراض. هذه الحركات الرياضية
هي القاعدة الأولى والأساسية للنشاط الرياضي في الصين، وهي أساس لعبة الكاراتيه.
وقد استخدم «كواطو» في اجراء أول عملية جراحية مشرطاً نحاسياً، أما الابر الصينية التي ابتكرها
(في) هي مصنوعة من الذهب أو الفضة.
ملك الادوية
وفي العصر الاقطاعي، وخلال فترة حكم «أسرة تانخ الملكية» برز اسم آخر مشهور في الطب الصيني
أطلق عليه ملك الادوية ويدعى «سون سي مياو» وقد جمع في كتابه موسوعة للأدوية الصينية، وهو
أول شخص ذكر ميثاق شرف مهنة الطب في الصين، ويؤكد فيه على عنصرين أساسيين هما: التدقيق
في التشخيص والاخلاص في العلاج.
وفي عهد هذه الأسرة الحاكمة «تانخ» ازدهرت العلاقات بين الصين والدول المجاورة مثل اليابان
والدول العربية والغربية ووصل مبعوث الملك «تانخ» الى بلاد فارس وروما والدول العربية. وحتى
الآن يتم جلب الاعشاب والمواد الطبية من الدول العربية منها اللبان، الحنظل المر والزعفران.
الوخز بالإبر
في العصر الاقطاعي وفي عهد أسرة «سون» الملكية، ظهر خبير الوخز بالابر، يدعى «وانغ وي إي»
وهو أول من صنع تمثالاً من النحاس بشكل انسان وحدد عليه نقاط الوخز بالإبر، كما بدأ يعلم كيفية
العلاج بهذه الطريقة وحدد 657 نقطة في جسم الإنسان يمكن استخدام الإبر الصينية لوخزها فيها.
وفي عهد أسرة «مينخ» الملكية برز شخصان لهما دور كبير في العلاج بالأعشاب، الأول «لي شي
جن» ويحمل مؤلفه عنوان «منهج التداوي بالأعشاب» وهذا الكتاب يعد موسوعة للتداوي بالأعشاب
ضمت 1892 نوعاً من الأعشاب و11 ألفاً و96 وصفة طبية، وتضم الموسوعة رسومات وأسماء
الأعشاب واسم المرض وطرق العلاج له.
أما الشخص الثاني يدعى «كون يتنخ شان» وهو أول من استخدم نظام التلقيح للوقاية من الأمراض
وهذا في عام 1600 ميلادي تقريباً، وبعد ذلك بسنوات تم نشر أسلوب التلقيح في روسيا واليابان
وأوروبا.
تصنيع الادوية العشبية
وتضيف أمل دانغ ان شركات متخصصة في الصين تقوم حالياً بتصنيع الادوية من الأعشاب الطبية وفق
الموسوعات القديمة التي نقلت عبر الأجيال. وقد طورت هذه الشركات أسلوب تصنيع الادوية. ويتم حالياً
استخلاص العصارات النباتية بطرق حديثة ويتم تصنيعها على أشكال مختلفة منها المراهم والحبوب
والكبسولات والشراب والحقن. كما استخدمت الشركات الحديثة معايير دولية لتصنيع الادوية بحيث
يمكن استخدامها في جميع دول العالم لأنها مطابقة للمواصفات الدولية.
وتستخدم الشركات معيار (gap) ويتم زراعة النباتات الطبية بشكل صحي، ويتم زراعة النباتات وفق
أوقات محددة، وتتابع عمليات رعايتها بشكل نظامي الى حين حصادها. كما يوجد معيار آخر (gep)
وهذا يعني الاستخلاص الصناعي لهذه النباتات بشكل ممتاز. والمعيار الثالث (gmp) التصنيع الممتاز
لخلاصة النباتات.
وأكدت أمل دانغ ان هذه الادوية يتم استعمالها لعلاج أمراض القلب والشرايين والرأس والأمراض
الهضمية، علاج الالتهاب الكبدي ومرض السكري، إضافة الى العديد من المنتجات الخاصة بالرجال
وأخرى لتجميل النساء.