في ركن من اركان المنزل.... تجتمع العائله .... وتبدا الحكايات .. فتتعالى الضحكات .... ولكنها ..و في هذا الوقت ... وفي ظل الذكرى ... سرعان ما يكون لها نهايات ... يمكن ان تنتهي بعبرات ... او دمعات ...
في احد اركان هذا المنزل ... تعيش الاسره سعادة العيد .. فيحتضن الاب
ولده سعيد ... بينهم حب وود شديد ... يمر عيد وخلفه عيد ... تفتقد
الاسره عمادها الوحيد ...فتتبدل كل ضحكه بدمعه .. وكل بسمه بعبره ..
وكل حنان بقسوه ... والناس الذين اتوا الى العزاء يعزون ... لم
يعودوا على منزلهم يمرون ... ولم يعد احد عليهم يسال ... ولم يعد احد
منهم يخجل ... غاب القمر عن سمائهم غاب ... وابتدا بهم ليل غسق
لا ينتهي ظلامه ... ونسبة الامل في حياتهم ضئيله ... نسبة النجاح
لهم قليله ...المشكله المشكله في الحزن الذي يسكن القلوب ... ووجوههم
التي اعتلا بقمتها الشحوب ... والحنان الذي افتقده بلحظه ... لحظة بها
الرحمن ياخذ وداعته ..
والامان الذي كان يعيشه بصدق .... لم يعد يحسه ... لم يعد يجده ...
والنصح الذي كان يتوجه به ... والطريق الذي كان مرسوم له ....
كلها ذهبت ... كلها ضاعت ...
اصبحت الاسره كالسفينه التي لا يقودها الربان ...تعصفها الرياح
وتتلفها الامواج ...ومن عليها اما ان يكون غريقا او ناجيا ... فان نجى
يكون ذالك بعد عناء شديد بينه وبين امواج عاتيه ...
تلطمه يمنة و تقذفه يسره.. وتقول له ... افق ... افق ... افق ...
اصبحت يتيم ...
يتيم ... كلمه تثير الرعب في نفسه بالبدايه ... لكنه مع الايام .. .. يعتاد
عليها... فيعلم موقنا انه تيتم ... تيتم حقيقه ...
تيتم واقع ... لم يكن كابوسا ....
هل تعلمون ما هي اليتمه ؟ ماذا يحدث اذا سقط عماد الخيمه ... تسقط
الخيمه ... تسقط الخيمه ...
هل تعلمون من هو اليتيم ؟ انا ساخبركم من هو اليتيم ....
طفله صغيره تقف على باب منزلها ايام العيد ... فترى جارهم يقبل بناته
يوم العيد ويقوم بتوزيع الحلوى بينهم ...
تهب البنت الى امها مسرعه تهتف ... امي امي امي ... اين ابي لم يعطني
حلاوة العيد مثل ( عائشة ) !!! ... هنا تتوقف دموع الام في محاجرها ...
اجابتها الدموع ...
طفل يتيم صغير يرجع من مدرسته باكيا ...!!!
تساله امه : لماذا تبكي يا( محمد ) .....؟
يرد ( محمد) وهو يبكي : امي... هذا الحفل الثاني لمجلس الاباء ..
ولم يات والدي... ولم يات والدي ....
اصعب ما في الامر المراهقين ... يتمتهم يتمة حقيقيه ...
لن يجد التوجيه اللازم ...ولن تستطيع امه ان تذهب معه في كل شارع
وتراقبه ... ولن تستطيع ان تعرف من يصادقه و يصاحبه ...
ناهيك عن مشكله اخرى تبدا مع الام ... فهي ستصبح في سجن الارمله..
كل ما تقوله او تفعله محسوب عليها... الخطوه .. السفره .. الرحله ..
السهره .. كل شيء حتى الكلمه ...
وعلى لسان الحال ... يصدق من قال ...
اذا ما راس اهل البيت ولى بدا لهم من الناس الجفاء
اما اهانة اليتيم ... فهي من المحظورات بالاسلام ...
قال تعالى ( فاما اليتيم فلا تقهر )... فهل يبقى بعد هذه الاءيه من حجه...!!!