يتسربلُ
شاهقاً ببقاياه
بعد ان غادر هيكله المعتاد على حمله
توارى خلف الواح صباه
يتعمد القيئ بذكرياته البشعة
امهات ينشرن شعورهن
يمزقن ثيابهن
يهلن التراب على رؤوسهن
عجلات تصطف في شارع الحارة الوحيد
تحملُ اشخاصا بايديهم عصي
لم تتوقف عن الضرب
يحطمون الابواب
يحدثون فوضى
يصبغون الجدران بالرعب
والارهاب
تمتلأ الازقة
يغص الشارعُ بالواقفين
وهم يجرونهُ اليهم
كان طبيباً
طالما احضرهُ ابي بعد منتصف الليل
لينقذ امي من الموت
شابُ فارع القامة
رشيق القوام
انيق الملبس
هادئ .. خجول .. يقرأُ دائماً
حملهُ في احد العجلات
لتموت امي تلك الليلة
وابي عاجز
عن احضاره لأنقاذها




م