أتيلا بن موندزوك
مهما طال زمن الظلم لابد أن يأتي يوم وينتهي وكان الظلم في العصر الروماني متمثل في الحاكم فإذا كان الحاكم مخلص مُحب لشعبه كان الشعب يعيش سعيداً راضياً أما إذا كان فاسد وظالم يعيش الشعب في ظلم وفقر وجهل ومرض بسبب هذا الحاكم أيضاً وسنتحدث اليوم عن أتيلا بن موندزوك الذي ولد عام 406 م وهو أخر حكام قبيلة الهون.
كان أتيلا رهينة في البلاط الروماني وقد كان أمياً بالرغم من إجادته للغة اللاتينية وقد كان أتيلا يحمل الصفات الوراثية التي يحملها شعبه حيث إنه كان قصير القامة واسع الصدر شعره ثقيل وداكن الأنف كبيرة ثيابه لا تتميز عن باقي شعبه إلا بالنظافة فقط وقد كان فترة حكمه من أكثر الفترات ظلماً وقهرا وإراقة للدماء حيث كان هاجس غزو العالم يدور في رأس أتيلا منذ أن كان صغيراً هذه الفكرة التي إستلهمها جنكيز خان من بعده ولكنه فشل.
حيث قام أتيلا بكثير من المجازر الجماعية لكثير من المتمردين عليه من شعبه وقد كان له أسلوب غريب في الإستعانة بأسرى الحروب في خوض حروبه وإستخدامهم كدرع له في حروبه وقد إشترك أتيلا في الحكم مع أخيه بليدا الذي سرعان ما قتله حتى يفوز بالحكم بمفرده وهذا أكبر دليل علي عنفه وجبروته.
بدأ أتيلا حروبه في الإستيلاء على شبه جزيرة البلقان وقد قام بعقد معاهدة سلام مع الإمبراطور الروماني “ثيودوسيس” وكانت نتيجة هذه المعاهدة تضاعفت حجم جزيرته الى ثلاث الأضعاف وبالرغم من هذه المعاهدة التي كانت لصالحة بكافة المقاييس إلا أن حلم الغزو للروم لم يترك رأسه بعد.
وعاد أتيلا في عام 447 لمهاجمة الرومان وفرض زيادة على الإمبراطور الرومان وظل ثلاث سنوات يتفاوض معهم ولكن أصدر الإمبراطور في النهاية رأيه برفض هذه الزيادة مما دفع أتيلا عام 450 بالزحف إليه بحوالي نصف مليون مقاتل من الهون الذين كانوا يتميزون بالوحشية والمهارة في القتال وقد حقق كثير من الإنتصارات ولكن في عام 451 لاقي هزيمة فإنسحب من الميدان ولكن سرعان ما عاد ولكن لمهاجمة روما نفسها هذه المرة ولكنه إنسحب بسبب نقص المؤن وإنتشار مرض الطاعون وسط جنوده ومات أتيلا أثناء إحتفاله بزواجه بسبب نزيف حاد وقد كان تاريخه محور دراسات كثيرة حيث كان أتيلا يتميز بالتناقض في الشخصية حيث كان دبلوماسي وهادئ ومتزن ولكنه سريع الغضب