إيمان المولدي ـ روتانا

لا شك أن التدخين من العادات السيئة التي طغت بشكل كبير على أفراد مجتمعنا، والتي طالت الرجال والنساء والأطفال، فلم يسلم منها أحد رغم معرفتهم بأضرارها ومخاطرها الكبيرة.

وفي محاولة للسيطرة على هذه الظاهرة ومساوئها، صُنِعت ما يُسمى السيجارة الإلكترونية على أمل أن تكون بديلاً صحياً آمناً للسيجارة العادية وهي عبارة عن أسطوانة من الفولاذ المقاوم للصدأ على شكل سيجارة، بها خزان يحتوي مادة النيكوتين السائل بنسب تركيز مختلفة، مع بطارية قابلة للشحن تعمل على تسخين سائل النيكوتين الممزوج ببعض العطور، ما يسمح بانبعاث بخار يتم استنشاقه ليخزن في الرئتين.

وظهرت السيجارة الإلكترونية أول مرة في عام 2004 في الصين، ثم انتشرت في عدد من الدول عبر الإنترنت.

الصادم أن الباحثين أعربوا عن قلقهم الشديد بخصوص هذه السجائر ومخاطرها المحتملة، لاحتوائها على مواد كيماوية سامة، وهو ما أثبتته وكالة الغذاء والدواء الأمريكية بعد عثورها على مواد تسبب السرطان في الكبسولة الموجودة داخل السيجارة الإلكترونية، وما يزيد في خطورتها هو سهولة رواجها ووجودها حتى عند القُصّر، والحملات الإعلانية التي تؤكد سلامتها، وبيعها في الصيدليات، كما يُروج لها بأساليب جذابة وبمذاقات متنوعة كالفانيليا، والتوت البري، والحلويات، ومخفوق اللبن، ويتعمدون ظهورها في الأفلام بشكل لافت، ما يزيد من إقبال المواطنين عليها.

وفي دراسة أجريت أخيراً أكد ما يقارب 53 في المئة من المدخنين أنهم يعتقدون أن السجائر الإلكترونية تساعدهم بالفعل في الإقلاع عن التدخين، وهذا خاطئ تماماً، حيث إن السجائر الإلكترونية تحتوي على نفس النسب من مادة النيكوتين، والمواد الضارة والسامة، كما أن تدخينها يُعتبر مجرد بديل للسيجارة العادية.

كانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد نشرت مقالاً في هذا الموضوع أشارت فيه إلى خطورة المواد السامة الموجودة داخل السيجارة، ولا سيما بعد تعرضها لدرجة حرارة عالية، ما ينتج عنه مواد مسرطنة كالفورمالديهايد.

كما صرح مسؤول كبير في وزارة الصحة الهندية بأن بلاده تبحث حظر بيع السجائر الإلكترونية، نظراً للمخاطر التي يمكن أن تسببها للصحة العامة.

وفي مصر حذر المتخصصون من مخاطرها، فقد أكد الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء ورئيس اللجنة الصحية في البرلمان، أنه لا توجد حالياً أبحاث علمية أو دراسات طبية موثقة تبرهن سلامة السيجارة الإلكترونية الإضرار الصحية،

كما أن فوائدها التي يروج لها الإعلام تنطوي على مغالطات علمية كبيرة واستخفاف بالعقول، مضيفاً أن "هذا سبب كاف للتغرير بصغار السن وتشجيعهم على تعاطي النيكوتين، ما يجعلهُم عُرضة لمخاطر صحية وللإدمان".

من جانبه، أوضح الدكتور باجس عمرو استشاري أمراض القلب والشرايين والقسطرة "التداخلات الجراحية" أنه لم يُعط للآن إثبات علمي قاطع لسلامتها على صحة الإنسان، وأن ألمانيا لا تنصح أبداً باستعمالها،

مضيفاً: أنه "لا ينصح بالتدخين العادي أو الإلكتروني، فالخطورة قائمة في الحالتين، فربما بعد سنوات نكتشف أن تدخين السجائر الإلكترونية يسبب أمراضاً سرطانية معينة".