ﻗﺼﺔ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﺫﺍﺕ ﻋﺒﺮﺓ ﻳﺮﻭﻳﻬﺎ ﺃﺣﺪﻫﻢ
ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ،
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺻﻐﻴﺮﺍ
ﺍﻋﺘﺎﺩﺕ ﺃﻣﻲ ﺃﻥ ﺗﺤﻀﺮ ﻓﻄﻮﺭﺍً ﻣﻤﻴﺰﺍً ﻣﻦ ﻭﻗﺖ ﻵﺧﺮ
ﻭﻣﺎﺯﻟﺖ ﺃﺗﺬﻛﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ .
ﺑﻌﺪ
ﻳﻮﻡ ﻃﻮﻳﻞ ﻭﻣﺮﻫﻖ ﻓﻲ أّﻟﻌﻤﻞ،
ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻣﺴﻴﺔ ﻭﺿﻌﺖ ﺃﻣﻲ ﻃﺒﻘﺎ
ﻣﻦ أّﻟﺒﻴﺾ
ﻭ ﺍﻟﻨﻘﺎﻧﻖ ﻭﺍﻟﺒﺴﻜﻮﻳﺖ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻕ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﺑﻲ ﺃﺗﺬﻛﺮ ﺃﻧﻨﻲ ﺍﻧﺘﻈﺮﺕ
ﻷﺭﻯ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﻗﺪ ﻻﺣﻆ ﻣﺎ ﻻﺣﻈﺘﻪ .
ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺃﺑﻲ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻘﺎﻁ ﺑﺴﻜﻮﻳﺘﺔ ﻭﺍﻻﺑﺘﺴﺎﻡ ﻷﻣﻲ ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻨﻲ
ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻣﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ؟
ﻻ ﺃﺫﻛﺮ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﺎ ﺃﺧﺒﺮﺗﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺃﺫﻛﺮ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻴﻒ ﺷﺎﻫﺪﺗﻪ
ﻳﻀﻊ ﺍﻟﺰﺑﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﺮﺑﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺴﻜﻮﻳﺖ ﻭ ﻳﺄﻛﻞ ﻛﻞ ﻟﻘﻤﺔ ﻣﻨﻪ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻏﺎﺩﺭﺕ
ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺃﺫﻛﺮ ﺃﻧﻲ ﺳﻤﻌﺖ ﺃﻣﻲ ﺗﻌﺘﺬﺭ ﻷﺑﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺴﻜﻮﻳﺖ
ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻕ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻟﻬﺎ : ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ ﺃﻧﺎ ﺃﺣﺐ ﺍﻟﺒﺴﻜﻮﻳﺖ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻕ .
ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻻﺣﻖ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺫﻫﺒﺖ ﻷﻗﺒﻞ ﺃﺑﻲ ﻭﺃﺗﻤﻨﻰ ﻟﻪ ﻟﻴﻠﺔ ﺳﻌﻴﺪﺓ
ﻭﺳﺄﻟﺘﻪ ﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﺣﻘﺎ ﻗﺪ ﺃﺣﺐ ﺍﻟﺒﺴﻜﻮﻳﺖ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻕ
ﻓﺄﺧﺬﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﻀﻨﻪ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺇﻥ ﺃﻣﻚ ﻭﺍﺟﻬﺖ ﻳﻮﻣﺎ ﺷﺎﻗﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺣﻘﺎ ﻣﺘﻌﺒﺔ ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺴﻜﻮﻳﺖ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻕ
ﻟﻦ ﻳﻀﺮ ﺃﺣﺪﺍً ﻓﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺄﺷﻴﺎﺀ ﻭﺃﻧﺎﺱ ﻏﻴﺮ ﻣﺜﺎﻟﻴﻴﻦ .
ﻓﺄﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻭﺍﻧﺎ ﺃﻓﻌﻞ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺃﻳﻀﺎً ﻓﻜﺜﻴﺮ ﻣﺎ
ﺃﻧﺴﻰ ﺃﻥ ﺍﻫﻨﺊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻣﺜﻼً .
ﺍﻟﻌﺒﺮﺓ : ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻤﺘﻪ ﺑﻤﺮﻭﺭ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻫﻮ ﺗﻌﻠﻢ ﺗﻘﺒﻞ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ،
ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﻔﺎﺗﻴﺢ ﻟﻨﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺛﻖ
ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻷﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺍﻥ ﻳﻤﻨﺤﻚ ﻋﻼﻗﺔ
ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﺴﻜﻮﻳﺖ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻕ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﺪﻣﺮ ﻟﻬﺎ