المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إدريس
- بُكاء ١ -
كنتُ محموماً أعاني من نيران حنيني التي ما لبثت ترفع حرارة دمي لترحمني من صقيع مشاعرك وبرد بعدك ..حظر أبي و لأول مرة بعد ثمانية عشرة عام عَرفني !
حاول تهدئتي ووضع كَفيّه فوق جبهتي فأبعدته
وبدأت أردد أسمك كطلسمٍ يقيني منهم
وأسبح بعدد أيامي معك لأزجرهم وأبعدهم..
كنتُ أردد بأنك ألهي وأني لن التجأ لسواك حتى لو رددتني خائباً ونبذتني بعيداً عن ضلوعك !
سمعتُ أبي وهو يخبر أخي بأن يجهز نفسه لغزو السماء وقتلك !!
حاولت النهوض وقتله لكنهم كتفوني . . . وصفعوني ..وعنك يا قِبلة قلبي منعوني
غرزوا أبرة مليئة بسمومٍ تُخدرني ورحلوا ..
بدا كل شيئاً ضبابياً أغمضت عيني ثم رأيتك ببصيرة قلبي تبكي وتشكوا جراحاً تكاد تفتكُ بك ، عالجتك واخذت بيدك بعيداً عن جميع العوالم الى منفى العدم أخبرتك أننا سنعيش هنا ولن نعود الى واقعهم أبداً لكنكَ كُنت خائفاً جداً فعانقتُك فتبددتَ من بين يَديّ وبات شخصا أخر بين ذراعيّ !! شخصٌ لا يشبهك أبداً ..شخصٌ مُلطخٌ بدمك
! أنتفضتُ من مكاني وابعدتهُ وسرعان ما بدأ كل شيء من حولي يدور فسقطت أرضاً !
وكلما عدت للوعي وحاولت النهوض يتكرر ذات المشهد
وفي كل مرة كان الوجع أشد ...لقد متُ الأف المرات وأنا افارقك
وأنا أشهد تركك لي وتخليك عني في أشد اوقات حاجتي إليك !
في النهاية أستيقظت وانا في ذلك السرير التعيس الذي شَهدَ معجزة عدم موتي وعودتي لهذا العالم البائس
كنتُ أحدى الحالات النادرة التي تعيش رغم أذعانها للموت !
حظر الطبيب وأعلن استقرار حالتي وبدأ يرمقني بنظرات غريبة ويبدو على ملامحه الخوف وسرعان ما عادت تلك الغشاوة ودخلت في نومٍ أخر ! رأيتك هذة المرة وأنت تقفُ تحت ذات الجسر الذي ألتقينا عنده أول مرة ليلاً
كنت متلهفاً لرؤيتي تقدمتُ إليك فأمسكت يدي بقوة وأخبرتني أننا سنذهب في نزهة بما أن الليل يسترنا ممن يحاولون تفريقنا !
أقتربت عند أول منعطف وأبعدت تفاصيل الليل والضباب عن وجهي وقبلتني برقة وأبتسمت وأكملنا طريقنا !
تعبتُ من السير واخبرتك ان ننام هنا وسط الطريق !
كنت مجنوناً كعادتك ووافقت
ألتحفت بحضنك وكان دافئاً جداً كحضن أبي الذي لم أجربه يوماً .. كنت أشعر بضلوعك وهي تحاول تخبئتي من الواقع الموحش الذي سأستيقظ عليه بعد لحظات لا مُحالة ، أسدل الفجر بعضاً من أشعته ،
ودعتني ، قبلت دموعي وتلاشيت مُجدداً وأستيقظتُ للمرة الأخيرة
كان كل شيء مُجهزاً لرحيلي من هنا ! ومغادرتكَ للأبد ...
قتلوني الأف المرات بحديثهم السيء عنك
.. أموت كلما أخبروني أنك تخليت عني
وانك لم تكن شهماً كما في أحلامي
وسافرت للموت بدوني !
هل أنت من كذب عليّ؟ هل أنت من صَيّرَ نفسه في منظوري هكذا ! أم أنها أحلامي من أرتكبت ذلك الذنب الذي لا يغتفر .
أنني أتلاشى واختفي من الوجود
ما عدتُ شيئاً سوى ذكراك
وبَعضٍ من نحيبٍ وشكوى
أكرهُ الوجود واتمنى ان يصيبهم ما اصابني
اتمنى ان يتخلل عظامهم مرضٌ خبيث كجنوني بك !
أتمنى أن يصابوا بأرق يُذيقهم وجعي وتَقلبي وأنا احاول أن استكين في النوم من ألآم الماضي
وأرجوا ان لا يموتوا الا بعد ان يذوقوا ذات السُم الفتاك
اود أن تترجم على أجسادهم
خسارتي العظيمة كندباتٍ لا تزول ..
أريد ان يتألم كل شيء ويصبح هذا العالم محض ألم
فما فائدة الحياة بدونك ؟ ألم تكن أنت الحياة بالنسبة لي ؟
لماذا يحصل الأخرون على أحبابهم ويكملون سوياً وانا اكون من تلك الاقليات الخاسرة ! لما عليّ أن ارضخ وأرضى بهذا الظلم !!
ألستُ قلباً ؟
لي عودة ...
.
.
أدريس
12:00 منتصف الليل