أسفي العميق على فراق الصديق
عندما أردت كتابة هذه المقالة ، واجهني الكثير من أصدقائي بالنصح بأن لا أفعل ذلك و أن ألتزم الصمت . و كنت مترددا بين أن أنشر هذه المقالة فی المواقع الالکترونية أم لا . لكن عندما أستحضرت الخدمات التي قدمها الملك عبدالله من أجل تحقيق السلام و الدفاع عن اليهودية في المنطقة ، لم يكن لي أن أتماشى مع صمت أصدقائي و قررت أن أخاطب أصدقائي في المنطقة .
إن آل سعود و خصوصاً الملك عبدالله يعتبروا حماة السلام في الشرق الاوسط و إن غياب هذا الرجل العظيم سوف يترك خللا كبيراً ، يحتاج ملأه سنين طويلة , حيث لا يمكن إنكار دور الملك عبدالله في منع تشكيل جبهة عربية إسلامية مناهضة للسلام في المنطقة و مهددة لأمن إسرائيل .
بعد مقتل الشيخ ياسين ، كان الملك عبدالله الشخص الوحيد الذي كان بإمكانه إسكات الرأي العام العربي ، و هو من دشن الحوار بين فتح و حماس ، حيث استطعنا بذلك أن نسيطر و أن نأطر الحركات المتطرفة الفلسطينية .
إن تاريخ هذا الرجل العظيم في تحقيق السلام و الدفاع عن اليهودية سيظل مخلداً في التاريخ ، حتى إنه لم يكن بالامكان تسليط الضوء على تفاصيل ذلك الدور .
حيث لا يمكن لأي محلل سياسي أن ينكر دور الملك عبدالله في تأمين الطاقة في العالم و كذلك دوره في إضعاف القوى الاسلامية المتطرفة .
لا يوجد أدنى شك أن إضعاف القوى الاسلامية المتطرفة في المنطقة كان نتيجة لأفكار الملك عبدالله الصحيحة حول تحقيق السلام بين اليهود و المسلمين .
لقد قام الملك عبدالله بارسال موفدين منه الى تل أبيب أكثر من مرة و قدم الكثير من الدعم السخي لتحقيق السلام في فلسطين ، كما قدم الدعم لعرفات و باقي دعاة السلام الفلسطينيين ، و بذلك تم إضعاف دور الجماعات المتطرفة .
كما إن فكرة إنتخاب الاردن كموطن بديل للفلسطينيين ، كانت فكرته ، و كان يعتقد أن تل أبيب و الرياض يمكنهما تحقيق هذه الاطروحة بتأني و صبر .
ربما يعتقد بعض الاسرائيليون الذين ليسوا مطلعين على المسائل السياسية، أن دور الملك عبدالله يقتصر على السعي في تحقيق السلام الدائم و حفط التوازن في فلسطين و المساهمة في إنشاء المستعمرات الاسرائيلية فقط.
صحيح أننا قمنا بدور في ترسيخ مكانة آل سعود في المنطقة و حذف منافسيهم ، لكن ذلك لا يعد شيئاً أمام ما قدمه من خدمات لاسرائيل , فعلى سبيل المثال أن ما قام به الملك عبدالله في ضبط و إدارة الوضع في مصر و دعم مبارك و العمل على إعادته الى الحكم ، هو جهد يستحق التقدير .
إن الملك عبدالله يعتبر الداعم الاصلي لاسرائيل ، حتى عندما منيت السياسة الامريكية بنكسة استراتيجية في دعهما لمرسي في مصر ، كان دور الملك عبدالله هو العامل الرئيس في السيطرة على الاخوان المسلمين المتطرفين في مصر و إرساء أمن و سلام نسبي في مصر .
كما إن دوره في حفظ توازن القوى في كل من العراق ، سوريا و لبنان و إضعاف المجموعات الخارجة عن السيطرة ، و ما كان لذلك من أثر إيجابي على الامن القومي الاسرائيلي ، هي خدمات لا يمكن تجاهلها أبداً , حتى بالمقارنة مع بعض القادة الاوروبيين فإن الملك عبدالله قدم دعماً أكبر لاسرائيل ، لذلك فإن من الواجب علينا الوقوف بإحترام و إجلال لغياب هذا الاخ اليهودي المسلم و أن نسجل خدماته في التاريخ .
ربما يكون من الصحيح الا يشارك الرئيس الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في حفل تشييع جنازة الملك ، لكن على القادة الاسرائيليين أن يضغطوا على الرئيس الامريكي أوباما ليشارك في المراسم .
و على أوباما أن يشارك نيابة عن كل اليهود و أن يقدم جزيل الشكر و التقدير و التكريم لجهود الملك عبدالله في خدمة اسرائيل .
بالاضافة الى ذلك فإنه يجب ان يظل أبناء الملك تحت السيطرة و الا يعملوا الا في خدمة أمن اسرائيل ، كما يجب أن يستمر تقديم الدعم لهم حتى يبقوا في سدة الحكم في المملكة .
المصدر
اا