القاهرة ـ روتانا
كثيراً ما يُتهم الإعلاميون بالتربص بالمشاهير وتصيد أخطائهم الشخصية قبل الفنية، وربما اقتحام حياتهم الخاصة والتعدي على خصوصياتهم أو شن حروب عليهم لتحقيق أغراض معينة أو لحساب أشخاص آخرين، مسخرين لذلك وسائلهم الإعلامية مكتوبة أو مرئية.
الساحر الأرجنتيني
وفي هذا السياق، شهدت العلاقة بين المشاهير وبعض الإعلاميين محطات متوترة ليس على الصعيد العربي فقط بل على الصعيد العالمي أيضاً، والأمثلة لدينا كثيرة، فها هو الساحر الأرجنتيني دييجو مارادونا يتعدى على أحد الصحفيين عندما حاول تصويره مع صديقته روسيو أوليفا بل اتهمه بأنه تربص بهما وحاول التحرش بها،
وكذلك فعل براد بيت الذي قام بالبصق في وجه مقدم برنامج "بين اثنين من المشاهير" الذي تتمحور فكرته حول استضافة أحد النجوم، وإلقاء أسئلة جريئة عليه بعدما اعتبره يتربص به بأسئلة استفزازية.
معركة رياضية
كما نذكر أيضاً المعركة الشهيرة في مصر بين الإعلامي الرياضي أحمد شوبير والمستشار المعروف مرتضى منصور التي طالت مناطق محظورة واتهامات "تحت الحزام" بين الطرفين وانتهت لمصلحة المستشار الذي حصل على حكم بوقف شوبير عن العمل الإعلامي لفترة بل وغلق الفضائية التي كان يعمل بها لمدة 30 يوماً.
"البرنامج" يتربص!
كذلك نذكر الإعلامي الساخر باسم يوسف وبرنامجه "البرنامج" الذي اتهم من خلاله بالتربص بكثير من مشاهير السياسة والفن حتى زملاؤه الإعلاميون اتهموه بالتربص بهم كما نذكر الإعلامي المصري عبدالرحيم علي الذي كان يقدم برنامج "الصندوق الأسود" على فضائية "القاهرة والناس"،
واتهم أيضاً بالتربص بقيادات سياسية سابقة شهيرة، وعندما اقترب أو تربص برجل أعمال مصري كبير وشهير توقف برنامجه وأغلق صندوقه الأسود.
مد وجزر
بعد هذا السرد يبقى أن نطرح السؤال المهم؛ "هناك حالات تربص بالفعل بين الإعلاميين والمشاهير أم أنه اختلاف في الرؤى والتفسير من الطرفين؟"، تحاول الإجابة عن هذا السؤال الشائك الناقدة المصرية المعروفة ماجدة خيرالله التي تقول: "العلاقة بين الإعلاميين والمشاهير دائماً ما تمر بحالتي المد والجزر،
وفقاً لقناعات الطرفين كليهما، فبعض الإعلاميين يرون أنه لا توجد مناطق محظورة في حياة المشاهير حتى لو كانت غرف نومهم، بينما المشاهير يعتبرون ذلك تدخلاً في خصوصياتهم وتربصاً بحياتهم الخاصة،
وأحياناً يغضب بعض المشاهير من الإعلاميين إذا تناولوا مشكلة أو قضية تمسهم بمنظور مختلف أو من زاوية لا تعجبهم فيبدأ التلاسن بينهم وربما يصل الأمر بهم إلى ساحات المحاكم"،
مضيفة: "من السهل على الشخصية المشهورة اتهام أحد أو بعض الإعلاميين بالتربص به إذا تناوله بشيء لا يرضيه أو يتعارض مع مصالحه أو يعود بالسلب عليه،
وفي المقابل يكون هؤلاء المشاهير على حق، عندما يلجأ بعض الإعلاميين غير المنضبطين إلى أساليب رخيصة للنيل من شخصية مشهورة وابتزازها مسخرين وسائلهم الإعلامية في ذلك بهدف الضغط عليها لتحقيق منافع أو مصالح معينة أو ربما لأنها لم تلبِّ طلباً لهم"،
وفي النهاية تشدد ماجدة على أن هناك خيطاً رفيعاً يفصل بين التربص والمهنية حتى لا تختلط الأمور، ولنتفق على أن هناك مناطق محظورة في حياة كل إنسان مشهور أو مغمور، لا يجب الاقتراب منها إلا إذا تعلق الأمر بفساد أو انحراف موثق بالأدلة وليس افتراء أو اتهاماً جزافياً، لهذا لابد من وضع ميثاق شرف إعلامي يحترم من الجميع وعلى المخطئ أن يدفع ثمن خطئه أو خطيئته.