إيمان المولدي ـ روتانا
تزداد الأخطار الُمحدقة بالشباب يوماً بعد يوم ويزداد معها الخوف مما قد يُصيبهم جراء الانسياق وراءها، وقد تمتد الخطورة ليُصبح المسموح مُنغمساً بالخطر إذا استُخدم بشكل غير صحيح، وهذا ما يحدث فعلاً مع الولاعات أو القداحات التي اختُرعت لغرض معين، إلا أن شبابنا حولها وللأسف لأداة ضارة،
فأصبحت وسيلة إدمان يسهل على المراهقين اقتناءها نظراً لسعرها الزهيد ولتوافرها في جميع الأماكن كما أنها شيء عادي لا يُثير الشك في نفوس أولياء الأمور، وتحتوي الولاعات على غاز البوتان والذي يستنشقه المراهقون وهذا ما يقودهم للإدمان،
كما يعتبر من أخطر أنواع الإدمان لاحتوائه على مواد طيارة تؤثر في الجهاز العصبي للإنسان وهي شبيهة بالمواد المخدرة، تدخل من الرئتين مباشرة إلى مجرى الدم دون أن تمر على المعدة، ما يجعلها أكثر سرعة في التأثير وهذا ما يحدث لمتعاطي المخدر للحصول على النشوة المرغوبة.
هذا ما أوضحته هدى البشير الطبيبة بمجمع الأمل والصحة النفسية بالقريات، إذ إن هناك بائعين في البقالات لاحظوا في الفترة الأخيرة تردداً غير مسبوق من شباب من سن ١٢ إلى ١٧ وشراءهم ولاعات بطريقة متكررة، ما أثار فضولهم ليعلموا لاحقاً أنها وسيلة للإدمان.
محمد ١٦ سنة يقول إنه وأصدقاءه يفرغون غاز الولاعة في بالونات ثم يتم استنشاقه، ما يُشعرهم بالنشوة والترنح، وأن هذه عادة مُتكررة بالنسبة لهم.
أما عن نواف ١٨ سنة فكانت البداية مع زميل له اقترح عليه تجريب غاز الولاعات بعد أن مدح الشعور المصاحب لها، وبالفعل دخل نواف في دائرة المدمنين إلى أن تعرض لوعكة صحية بسبب هذا الغاز، ما فضح أمره أمام والده، ليُقرر بعدها التخلص من هذه العادة السيئة.
أما المراهق عبدالله فقد أخبرنا بكارثة شاعت بين أوساط الشباب في حفلاتهم واجتماعاتهم وهي تعبئة غاز الولاعات في بالونات وتوزيعه عليهم لاستنشاقه أو "تشفيطه" على حدّ قوله فهذه هي العبارة الدارجة حالياً بينهم، فقد أصبح هذا الغاز تعويضاً عن المخدرات التي قد يصعب عليهم التحصل عليها.
ويضيف عبدالله أن غاز البوتان يُعطي نفس شعور المخدرات رغم رخص سعره وسهولة اقتنائه.
خطورة الأمر لم تتوقف هنا، بل تجاوزت مرحلة الإدمان والمرض لتصل للموت، هذا ما أكدهُ الحربي في تغريدة على "تويتر" كتب فيها: "بالجبيل الصناعية واحد مات بالثانوي من غاز الولاعات".
وكتب المدون السعودي إبراهيم القحطاني غردّ أيضاً بهذا الخصوص قائلاً: "شاب يدرس مع اخوي في الجامعة بسبب تشفيط غاز الولاعات دخل في غيبوبة لكذا يوم والآن يعاني من فقدان الذاكرة".
من جهته، وجّه الدكتور خالد النمري استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين والتصوير النووي والطبقي للقلب تحذيراً للمراهقين في تغريدته والتي جاء فيها: "تحذير للمراهقين: تشفيط الغراء أو غاز الولاعات يثبط نبضات القلب، وما "مرة وتعدي"، فقد يكون ثمنه غالياً جداً حياتك!".
بدوره قال الدكتور عبدالرحمن بخاري في تغريدة له: "تشفيط الغراء، البوية، وغاز الولاعات، قد يسبب أضراراً دائمة على الدماغ وأمراضاً عقلية".
وبعيداً عن "تويتر" قال عبدالإله الشريف مساعد المدير العام لمكافحة المخدرات للشؤون الوقائية: "إن الغازات موجودة ولا يمكن منعها نظراً لضرورة استخدامها،
لكن لابد من التوعية بخطورتها من قبل الأسرة والمدرسة، أبناؤنا أمانة في أعناقنا وهم عماد المستقبل وأمل المجتمع، فلا بد لنا من الحفاظ عليهم وتوعيتهم بكل ما يشكل لهم خطراً، وحمايتهم من الأخطار المحدقة بهم".