النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

المزاينة، معاناة ونظرة دونية وتمييز طبقي في المجتمع اليمني‬

الزوار من محركات البحث: 1756 المشاهدات : 3062 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: November-2012
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 16,267 المواضيع: 10,019
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 7698
    موبايلي: Nokia E52
    آخر نشاط: 29/June/2021

    المزاينة، معاناة ونظرة دونية وتمييز طبقي في المجتمع اليمني‬



    (د ب أ)

    “أحببتها وطلبت منها الزواج، إلا أن‬ هذا الزواج لم يكتب له النجاح بسبب اعتراض أسرتي على هذه الفتاه كون‬ والدها يعتبر من طبقة المزاينة بسبب مهنته، حيث يعمل حلاقاً في محافظة‬
    ‫تعز” هكذا يشرح سليم- الذي اكتفى بذكر اسم والده فقطً- معاناته بسبب‬
    ‫التقسيم الطبقي للمجتمع اليمني.‬

    ‫ويعتبر المجتمع اليمني أحد المجتمعات التي يقسم فيها الأشخاص إلى طبقات‬
    ‫بحسب اصولهم أو المهن التي يمارسونها، حيث يُقسم المجتمع اليمني إلى‬
    ‫طبقة القبائل، والقضاة، والسادة، ومن ثم المزاينة وهي الطبقة الدنيا.‬

    ‫ويتضح هذا التقسيم الطبقي بشكل جلي في التعامل بين الناس وخاصة في حالة‬
    ‫الزواج، فكل طبقة لا تُزوج أو تتزوج من الطبقة أو الشريحة الأدنى منها،‬
    ‫لاسيما طبقة المزاينة.‬

    ‫ويقول سليم لوكالة الأنباء الالمانية (د.ب.أ) إنه أحب تلك الفتاة التي‬
    ‫لم ير فيها أي عيب يمنعه من الارتباط بها، إلا أن أسرته هددته بأنها‬
    ‫ستتبرأ منه إذا أصر على الإرتباط بها، وعلى حد قوله، فإن أسرته تؤمن بأن‬
    ‫طبقة المزاينة تجلب العار لهم كونهم ينتمون إلى طبقة أعلى وهي طبقة‬
    ‫القبائل.‬

    ‫ويضيف “على الرغم من أنني لا أؤمن بهذه المعتقدات، إلا أنني لم اُقدم‬
    ‫على الزواج من تلك الفتاه حتى لا أخسر أسرتي”.‬

    ‫وحتى هذه اللحظة يؤكد سليم انه يشعر بالندم جداً لإنصياعه لأوامر أسرته‬
    ‫ومعتقداتها التي حرمته من الفتاة التي أحبها لا لشيء إلا لأن والدها‬
    ‫يعمل حلاقاً وينتمي إلى طبقة المزاينة على الرغم من ما يؤديه المنتمون‬
    ‫إلى هذه الطبقة من خدمات جليلة لا يمكن أن يستغني عنها المجتمع.‬

    ‫ ويطلق لقب مُزين على ذوي الحرف والمهن اليدوية ويأتي في إطارهم‬
    ‫الحلاقيين والجزارين و وغيرهم من أصحاب الحرف التي يحتاج إليها المجتمع‬
    ‫ولكن يُنظر إليها نظرة دونية.‬
    ‫‬
    ‫سليم ليس الوحيد الذي لم يستطع الإرتباط بالفتاه التي احبها ولكن هناك‬
    ‫العديد من الشباب الذين يواجهون نفس التحدي عندما يقعون في حب فتيات‬
    ‫تنتمي اسرهن إلى الطبقة الدنيا في المجتمع ويرضخون لمعتقدات اسرهم في‬
    ‫نهاية المطاف.‬
    ‫‬
    ‫ويؤمن الكثيرون من جيل الشباب بأن التقسيم الطبقي ووجود فوارق بين هذه‬
    ‫الطبقات شيء لابد منه كونه مرتبط بجذور العائلة وسمعتها.‬
    ‫‬
    ‫دارس عبد المنعم الأتم، طالب جامعي، يرى أن وجود تفرقة في الطبقات لا‬
    ‫يعد عنصرية كون هناك فرق جلي بين تلك الطبقات :”المزاينة لهم صفات لا‬
    ‫تتواجد في الطبقات الأخرى مثل الكرم والأصول”.‬
    ‫‬
    ‫ومثله مثل شريحة كبيرة من المجتمع اليمني، يقول الأتم بأنه لا يقبل‬
    ‫بمعاشرة تلك الطبقة، أو القيام بالأعمال التي يقومون بها مهما كانت‬
    ‫ظروفه سيئة :”لن اقبل أن يلقبني أحدهم بالمزين فأنا أعتبر ذلك عارا في‬
    ‫حقي وحق أسرتي”.‬
    ‫‬
    ‫ولا يعتبر الأتم ذلك استنقاصاً بحق هذه الطبقة، ولكنه يقول إن لكل طبقة‬
    ‫مكانتها في المجتمع.‬
    ‫‬
    ‫وبالرغم من النظرة المجتمعية الدونية لطبقة المزاينة، يفتخر الكثيرون‬
    ‫ممن ينتمون لهذه الطبقة بالأعمال التي يقومون بها كون المجتمع لا يستطيع‬
    ‫الاستغناء عنهم.‬

    ‫ صالح النقي، مالك إحدى محلات بيع اللحوم في شارع تعز بالعاصمة صنعاء‬
    ‫ويعمل فيها، ورث مهنة بيع اللحوم من والده ويؤكد أنه يفتخر بكونه جزاراً‬
    ‫حتى وإن كان هناك من ينظر لهذه المهنة نظرة دونية.‬

    ‫ “لنفترض اننا توقفنا عن هذه المهنة بسبب النظرة الدونية تجاهنا فإلى من‬
    ‫سيذهب الناس لشراء اللحم. نحن الآن في عام 2015 ولا يزال الكثيرون للأسف‬
    ‫يفكرون من هذا المنطلق ويصنفون الناس إلى مُزين، وقبيلي، وشيخ. كلنا‬
    ‫اولاد تسعه ولا ميزة لأحد على أحد إلا بالتقوى”.‬
    ‫‬
    ‫النقي متزوج ولديه خمسة أبناء، ولكنه يؤكد أن أبناءه يحاولون في بعض‬
    ‫الأحيان إخفاء مهنته عن زملائهم في المدرسة نتيجة للازدراء الذي يتعرضون‬
    ‫له من قبل اصدقائهم الذين يلقبونهم “بالمزاينة”.‬
    ‫‬
    ‫ويضيف “صحيح أن هناك عبئا كبيرا علينا وغيرنا من العاملين في بعض المهن‬
    ‫التي تندرج ضمن طبقة “المزاينة”، إلا أنني لا أؤمن بما يقوله الناس وبما‬
    ‫يعتقدونه. ما يهمني هو كسب قوت يومي ورزق أولادي من عرق جبيني وهو أفضل‬
    ‫لي من أن أمد يدي للغير”.‬
    ‫‬
    ‫ويقول النقي لـ (د.ب.أ): هناك مجموعة من المهن الآخرى التي ينتقصها‬
    ‫المجتمع ويعتبرها من الأعمال الدونية لطبقة “المزاينة” منها مهنة‬
    ‫الكوافير، والاسكافي، والحلاقة، والغناء، والضرب على الطبل، الأمر الذي‬
    ‫يمنع العديد من المواطنين من ممارسة مثل هذه الأعمال خوفاً من أن يطلق‬
    ‫عليهم لقب مُزين.‬
    ‫‬
    ‫وعلى الرغم من أن بعض من ينتمون إلى هذه الطبقة يملكون الكثير من المال،‬
    ‫إلا أن هذا لم يُمكنهم من الخروج من إطار طبقة المزاينة نتيجة لعدم قبول‬
    ‫الأسر التي تنتمي إلى الطبقات الأخرى الإرتباط بهم.‬
    ‫‬
    ‫وبالرغم من تجذر هذه المعتقدات في المجتمع اليمني، إلا ان هناك الكثير‬
    ‫ممن ينكرونها ولا يؤمنون بها، بل ويعتبرونها منافية لحقوق الإنسان الذي‬
    ‫يكفل حقوق متساوية لكافة المواطنين.‬
    ‫‬
    ‫إيمان الحميدي، موظفة قطاع خاص، قالت لـ (د.ب.أ) إنها لا تؤمن بفكرة‬
    ‫التفرقة بين الناس على أساس المهن التي يعملون فيها.‬
    ‫‬
    ‫وتضيف “ما يميز شخص عن آخر هو أخلاقة وهناك اشخاص ينتمون إلى طبقة‬
    ‫المزاينه وهم افضل بكثير من اولئك الذين ينتمون إلى طبقة القبائل”.‬
    ‫‬
    ‫وتتعجب الحميدي من اولئك الذين يرفضون الزواج والإختلاط مع “المزانية”،‬
    ‫وأولهم على حد قولها أسرتها التي لن تسمح لها بالإرتباط برجل من تلك‬
    ‫الطبقة :”يجب علينا أن لا نكون مثل عائلاتنا وأن نفرض رأينا حتى لا‬
    ‫يستمر هذا التفكير بالإنتقال من جيل إلى آخر”.‬
    ‫‬
    ‫عبد ربه البردوني، موظف قطاع خاص، يتفق بشده مع الحميدي وينكر تلك‬
    ‫المسميات التي تنتشر في أوساط المجتمع، ويعتبرها نوعاً من أنواع‬
    ‫العنصرية.‬
    ‫‬
    ‫ويقول “نحن جميعنا بشر..لا فرق بيينا سوى بالأخلاق والتقوى. لا يجوز أن‬
    ‫نستصغر شخصا ونقلل من قيمته كونه يشتغل في مهنة معينة لكسب قوت يومه”.‬
    ‫‬
    ‫ويفضل البردوني أولئك الأشخاص الذين يعملون في تلك المهن طالما أنهم‬
    ‫يكسبون من الحلال ولا ينهبون المال العام.‬
    ‫‬
    ‫وأعتبر البردوني تلك المعتقدات من العادات اليمنية القديمة التي تولدت‬
    ‫نتيجة للجهل المُتفشي في المجتمع، ومن المفترض أن تنتهي في الوقت الراهن‬
    ‫على حد قوله، وإلا سيستمر الجهل والتخلف بين الجميع ولن يًفرق ذلك عن‬
    ‫عصر الإمامة.‬
    ‫‬
    ‫وعلى الرغم من وجود الكثير من المنظمات التي تدعو إلى المساواة بين‬
    ‫الجميع، إلا انه حتى يومنا هذا لا تزال هذه النظرة الدونية موجودة‬
    ‫ومتغلغلة بين كثير من الأسر.‬
    ‫‬
    ‫ويُعرف الكاتب اليمني علي المقري المزاينة في اليمن بأنهم الأشخاص الذين‬
    ‫يمارسون مهنة الحلاقة والجزارة، موضحاً أن لهم وضع تمييز خاص يرجع إلى‬
    ‫تقسيم طبقي قديم :”فقد صنفوا من أولاد الخُمس والذين يشملون الجزارين،‬
    ‫الحجامين، الحمامين (الخادمين في الحمامات)، بالإضافة إلى بائعي القات‬
    ‫والمقهويين (الذين يقدمون الشاي والقهوة في المقاهي).”‬
    ‫‬
    ‫وأشار إلى أن الطبقة العليا هي للقبائل، ومن ثم يأتي المشايخ، وبعدهم‬
    ‫القضاة ثم السادة، موضحاً إنه حتى يومنا هذا لم تعرف الدوافع‬
    ‫الديموغرافية التي أدت إلى ممارسة هذه المهن من قبل فئة معينة.‬
    ‫‬
    ‫وقال المقري إن العوامل الاقتصادية كانت السبب الرئيس وراء وضع هؤلاء في‬
    ‫السلم الأدنى، ولا يقل عنهم سوى اليهود ثم العبيد والمهمشين “ذوي البشرة‬
    ‫السوداء”.‬
    ‫‬
    ‫:”يبدو لي من خلال بعض الإشارات أن بعض ممارسي هذه المهن في شمال اليمن‬
    ‫هم من الشراكسة والأتراك..كانوا قد جاءوا مع الغزو العثماني لليمن وهناك‬
    ‫أقليات ذات أصول فارسية”.‬
    ‫‬
    ‫فيما اشتغل هذه المهن في مدينة عدن جنوب اليمن أثناء الاستعمار‬
    ‫البريطاني أفراد من عدة جنسيات أو أصول مختلفة وأبرزها الهندية،‬
    ‫الفارسية بحسب المقري، الذي أوضح أن هذا التمايز المهني الطبقي تحول إلى‬
    ‫تمييز عنصري فئوي تراتبي:” كل فئة لا تقبل الطبقة الأدنى كالتعايش‬
    ‫الاجتماعي من خلال الزواج وغيره وإن استطاع أفراد هذه الفئة تحقيق مكاسب‬
    ‫مالية أخرجتهم من الحصر الطبقي”.‬




    تقرير روتانا

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    eng-power
    تاريخ التسجيل: July-2013
    الدولة: iraq
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 38,458 المواضيع: 2,891
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 32156
    مزاجي: عصبي
    أكلتي المفضلة: fish
    مقالات المدونة: 2
    شكرا مهندستنا
    عادات غريبة..هم عدهم عنصريات الجماعة

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: February-2013
    الدولة: بغداد
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 75,466 المواضيع: 12,588
    صوتيات: 5 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 16970
    مزاجي: حسب الظروف
    المهنة: ضابط في الجيش
    أكلتي المفضلة: الدولمه
    موبايلي: Note 4
    آخر نشاط: 5/March/2016
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى النقيب
    مقالات المدونة: 366
    شكرااااااااا للموضوع الرائع

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال