سلام الله عليكم ورحمة منه وبركات
.
.
كلّما قرأتُ لهذا الشّاعر الفذ حلّقتْ بي قصائدهـ إلى حيث
سماوات الفروسية الأُولى
لله ما أبهاك يا يحيى السماوي وما أعذب شعرك
.
.
أَنا ذلك البدوي
يـشـقيك يـاليلاي مـا يـشقيني ....مـنفاي دونـك والـصّبابة دوني
بـتنا وقـد غـرّبت مذبوح الخطى ....مـسـكينة تـصبو إلـى مـسكين
مـترقبين بـشارة الـنخل الـذي ....أضـحى سـقيم السّعف والعرجون
نـخفي إذا اصطخب الضحى آهاتنا.... فـتنزّ جـمراً فـي ظـلام سكون
جـف الـضياء بمقلتي واستوحشت .....أهـدابها فـي الـغربتين جـفوني
من أين أبتدىء الطريق إذا الضحى ....داجٍ وقـد سـمل الـهجير عيوني
مـا لـلضفاف تـزمّ دونـي جفنها ....والـريح تـأبى أن تـريح سفيني
طـوت الـكهولة والتغرّب خيمتي ....ومـشت خـيول الدهر فوق جبيني
مـرّت عـجافاً لا تـزين صباحها.... شـمس تـضاحك مـقلتيّ سـنيني
تـخشى مـؤانستي طـيوف أحبّتي ....وتـغلّ آهـاتي صـداح لـحوني
شـيّعت صـحني حين شيّع حقلكم ....قـحط فـما عرف الوجاق طحيني
ورغـبت عـن شمسي لأن نهاركم ....مـدمىً فـما عـاد الـسّنا يغريني
ليلاي ما شرف القطاف إذا استحى.... مـن طـين جذر وانكسار غصون
لـو كان لي أمر المطاع على المنى .....أو كـانت الأحـلام طـوع يقيني
أبـدلت بـالأضلاع سـعف نُخيلة .....وبـعشب أحـداقي حـثالة طـين
وبـرنـة الـقـيثار نـوح يـمامة .....وحـصير أحـبابي بـكأس لـجين
ما كنت مجنون الشراع ولا الهوى ....لـمّا عـبرت الـسور بـالمجنون
أغـوى الـحداء ربابتي فاستنفرت ....أوتـارهاحـسب الحداء خديني
أنـا ذلـك البدوّي تحت عباءتي ....بـسـتان أشـواق ونـهر حـنين
أنـا ذلـك الـبدوّي عرضي أمّة ....ومـكارم الأخـلاق وشـمُ جـبيني
غـنيت والـنيران تعصف في دمي ....عـصف الـيقين بـداجيات ظنون
لـكـنـها الأيــام إلا فـسـحة ....مـنـها بـحـقل كـالجنان أمـين
ألِفتْ بها روحي الحبور وصاهرت ...بـيني وبـين الـدفء والـنسرين
لـيلاي لـو تـدرين حـالي بعدها ....يـكـفيك أنـي أشـتهي تـكفيني
زعـم الـخيال أن المسرّة من يدي.... كـقـلائد الـياقوت مـن قـارون
وَيْـحي متى مدّ السرابُ ضروعه ....لـمـباسم الـرّيـحان والـزيتون
أنا نبت حقل «الضاد» ما لغة الهوى ...إن كـان عـشق الضاد لا يغويني
لم تبقِ لي «الخمسون» غير هنيهة ....أتـكـون يـالـيلاي دون أنـيـن
إن كـان يـكفي الـعاشقين هنيهة ....فـالدّهر كـل الـدهر لا يـكفيني
شعر
يحيى السماوي