مَنْ الاصل..؟!!
استلقى على جانبه محاولاً ان يسرق من سهاده الطويل غفوة ... كانت هي زهرة بنفسج على ورقته البيضاء ... عطشى .. تطالبه بالكتابة ... تقول له : اكتب .. يقول لها : عن ماذا اكتب ؟!! .. تقول : اكتب عني .. لأروي عطشي ... لتحررني من سجني .. اكتبلي .. لكي لا يمحى ظلي .. لكي لا يذبل وجودي ... لقد سئمت كل من وما حولي !!.. قال لها : دعيني اهجع قليلاً فما عدتُ ارى الحروف ... فان استجمعتها ذاكرتي .. خانتني خاطرتي ... وان حاولت تسطير خاطرتي .. خانتني عيناني المملوءةِ بالدمع ..!! وان جففت دمعي اكثرت الاخطاء عند الكتابة اناملي ... فقد يسخر مني كل من حولي ... ويقولوا اني لا افقه لغة الحب وجديد جدا على الكتابة ...!!
قالت : اذاً نمّْ وانهض نشطاً , ولا تدعّْ يوماً يمر دون ان تسقيني رحيق حرفك المجنون ... فانا من دونه قد لا اكون ...!!
وضع رأسه على وسادته .. ومازالت الفوضى تملأ مكتبته ... وعلى المنضدة امامه دفتر مذكراته وقلمه ... ومازال (اللابتوب) منتظر ما سيدون عليه ... وزهرة البنفسج لها صورة في دفتر مذكراته هو تخيل شكلها ... واخرى على صفحات (اللابتوب) هي مثلت بها شكلها ... اغمض عينيه بعد عناء .. شعر ان زهرة البنفسج نهضت من صفحاته البيضاء ... اخذت تداعب شعره كأمٍ تحنو على وليدها (المعلول) لتساعده على النوم وتبعد عنه علة السهاد والسهر ...!! مضى في نومه .. انفتح له ستار اخر ... كلاهما هنا في حلمه ... زهرة البنفسج التي تصورها وعشقها والصورة التي هي وضعتها وعشقته ...!! قالت البنفسج : انا حلمك الاصل فانت صنعتني .. قالت الاخرى : انا الاصل فبهذه الصورة عرفتني ... جئنا نحتكم لديك من الاصل ..؟!! نهض مذعوراً وهو يردد .. من الاصل ؟!!... قال : سأكتب معاناتي لها لتخبرني هي من الاصل ؟!.. ثم اردف معقباً : هي لا تجيب على اسئلتي .. هي تتركني وحدي .. هي مازالت تخشاني وتخشى زماني ... هي تحذر ممن حولي .. هي من هي ؟! ... سأسألها من الاصل ..؟!!!
وللحديث بقية .... ان تكرمت باجابتي ...
====&&&&=======
نوح السائح
2015