عندما تَعلّمَ الغُرابُ كيف يُداوي المَرضى انطَلقَ يَتَجوّلُ في الغابةِ باحِثاً عن مَرضى ،
فالتقى بطاووسٍ يَمشي مُختالاً فَخُوراً بجمالِه ، فأُعجِبَ الغرابُ بالطاووس ،
وقالَ له : ما أجمَلَك.
فنَفَشَ الطاووسُ رِيشَهُ مَزهُوّاً ، وقالَ للغراب : نَطَقتَ بالصِدق .
في تلكَ اللحظة جاء وَلدٌ صغيرٌ ، وتأمَّلَ الطاووسَ بإعجاب ،
ثمّ قالَ له بارتِباك : أرجو أن تُعطيَني رِيشَةً مِن رِيشِكَ لأُزيِّنَ بها غُرفتي .
فصاحَ الطاووسُ بالولد : هيّا ابتَعِد عنّي ، لن أُعطيَك ، فأنا لا أُحبُّ الأولاد .
وعندئذٍ تَدخَّلَ الغراب وسألَ الطاووس : إذاً مَن تُحِبّ ؟
فقال الطاووس : لا أحدَ يَستَحقُّ حُبّي ، أنا لا أُحبُّ إلاّ نَفسي .
فقالَ لَهُ الغراب : ما أقبَحَك ،
فقالَ الطاووسُ مُتَعجِّباً : لكنّكَ قبلَ لَحظاتٍ كنتَ مُعجَباً كثيراً بِجمَالي ، فما هذا التناقض .
فأجابَ الغراب : لقد فَقَدتَ جَمالَك ، أنا الآنَ لا أرى غيرَ قلبِكَ الذي لا يُحِبُّ أحداً ، فإنّ قلبَكَ قَبيحٌ شديدُ القُبح .
فقالَ الطاووسُ بغَضَب : أنتَ حَسودٌ تَغارُ مِنّي ، ولم يُجِبِ الغرابُ بكلمة ، وإنّما ابتعَدَ عن الطاووس ، وتابعَ طريقَهُ يَبحَثُ عن مريضٍ يُداوِيه .
اشراقة : كم شخص منا يمكلك مظهراً خارجياً لا يقاوم ولكن لو بحثاً قليلاً في داخله
لوجدنا قبحاً لا يستطيع احد تحمله.....