الأخلاق الطيبة.. وأثرها على الفرد والمجتمع
--------------------------------------------------------------------------------
الأخلاق الحسنة لها تأثير ايجابي على الفرد والمجتمع، وهذا التأثير لم يكن الاهتمام به من اجل تحصيل الأجر والثواب والفوز برضوان الله تعالى فحسب، بل هو أسلوب ومنهاج عملي وفاعل في التأثير في المجتمعات، فما خلا مجتمع من الأخلاق إلا وعمه الخراب والفساد وهجمت عليه البلايا والمحن.. وهذا بالفعل ما نراه ملموساً في كثير من المجتمعات في وقتناالحاضر، لذلك كان اهتمامالإسلام عميقاً بالجانب الأخلاقي، وقد أكد الباري (جل جلاله) على جانب الأخلاق وأهميته عندما مدح رسوله الكريم صلى الله عليه واله وسلم في القرآن الكريم قائلاً ((وانك لعلى خلق عظيم)).. وقد بين عليه وعلى اله الصلاة والسلام أيضا أن من تكون صفته وسماته الأخلاق الحسنة فإنه من اقرب الناس وأحبهم إليه يوم القيامة عندما قال في الحديث الشريف ( إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة احاسنكم أخلاقا،الموطئون أكنافا، الذين يألفون ويؤلفون، وان أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلساً يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون).
وانالأخلاق الحسنةهي المنهاج القويم والسلوك الصحيح في المجتمع.. ويكاد يكون التخلق بأخلاق رسول الله عليه و على اله الصلاة والسلام وبشتى الأمور هومن سياسات عقيدة المسلم الكامل وفي ذلك يقول عليه الصلاة والسلام (إنمابعثت لا تمم مكارم الأخلاق).
والتخلق بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون له أنواع كثيرة منهاالصدق والأمانة والمحبة و الإخلاص في العبادة وفعل الخير والدلالة عليه والدعوة إليه و الأمر و النهي عن ضده وهو المنكر..وكلما ازداد تمسك المسلم بمكارم الأخلاق وفضائلها زادت قيمته وزاد رضا الله عنه وأحبه الناس وتعلقوا به وأصبح موضع ثقتهم واحترامهم.. وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمشي ذات مرة في احد شوارع مكة فإذا به يرى امرأة عجوزا ًوبجانبها أمتعة فقالت له: يا أخ العرب احمل عليّ هذا المتاع (أي ضعه فوق ظهري) فقال عليه الصلاة والسلام: بل احمله عنك وسار معها
فقالت له: إن في مكة رجلاً يدعى النبوة يقال له محمد وإياك أن تؤمن به وتصدقه
فقال لها: أنا محمد،
فقالت العجوز: اشهد أن لااله إلا الله وانك رسول الله.