الموسيقى تلك اللغة العالمية التي تصل للوجدان، والقلوب دونما إستئذان، والتي تجعل الفرد في حالة من الهدوء النفسي والإنتعاش الحسي، لم تقف فوائدها عند خلق جو هادئ له نغم خاص في النفس، وتهذيبها، فهي صديق دائم للنفس الحساسة المرهفة، تبقيها في أفضل معدلاتها المزاجية والنفسية.. بل توسعت دائرة فوائدها لتبعد كابوس خرف الشيخوخة عن الإنسان.
فقد توصل فريق من الباحثين إلى أن الأشخاص الذين انتظموا في عزف الموسيقى تراجع خطر الإصابة بخرف الشيخوخة لديهم بمعدل الثلث.
تبين ذلك من خلال دراسة أميركية أجريت على مجموعة من التوائم، تحديدا 157 توأماً، إذا تمكن الباحثون من التأكد من أثر الموسيقى على تأخير خطر الخرف، والعلاقة بينها وبين الشيخوخة، لأن التوائم المتماثلة تشترك في نحو 100% من التركيبة الجينية، والتوائم غير المتشابهة تشترك في المتوسط بنحو 50% من التركيبة الجينية.
وقد تمت الدراسة على توأم عانى أحدهما فقط من أعراض خرف الشيخوخة، بحسب ما نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط، مما مكنهم من مراقبة عوامل الخطر لتجنبها والعمل على الوقاية منها، آخذين في الإعتبارعوامل والتعليم والنشاط البدني، وفي النهاية توصلوا إلى أن عزف التوأم على آلة موسيقية حتى بلوغهم سن السادسة والثلاثين عاماً يجعلهم أقل عرضة لتطور خرف الشيخوخة وإضطرابات الإدراك.
كما أكد الباحثون في جامعة "كاليفورنيا" ذلك من خلال أبحاثهم التي نشرت في المجلة الدولية لمرض الزهايمر، موضحين أن العزف على أي آلة من الآلات الموسيقية يساهم في تعزيز الاحتياط الحركي، وقدرة المخ على مقاومة أي هجوم يصادفه، إضافة إلى تأخير ظهور خرف الشيخوخة، حيث تنطوي معالجة الموسيقى على عدد كبير من مناطق في المخ.
فأهلا بالموسيقى لغة المشاعر والأحاسيس، ملاذا للراحة، وهدوء الأعصاب، وبعد خرف الشيخوخة عنا.
منقول