عذرًا شارلي , أنا أيضا انسان ..
أحب الحياة ,أعشق الحرية ,لكن .....كل أحلامي قطعة خبز ومكان دافىء و هواء خال من الدم و صوت صامت من الموت , كل أحلامي قبر لأمي , خبر عن مكان أخي .
اعذرني عزيزي شارلي اذا كان لك وطن تقتل فيه فنحن لاجئون بلا وطن ,نموت كل يوم و نندثر , عذراً شارلي اذا قتلتك حرية التعبير فنحن لا ندري حتى ما ذنبنا لنُقتل و نُشرد , عذًرا شارلي أحزن لموتك فكل موت قاسي لكن نحن أيضا أرواح,لنا أحلامنا لنا حقنا في الحياة, نموت بالآلاف فهل رفع أحدكم صوته و قال أنا....؟
عذرًا شارلي ,أنا أيضا شارلي ,أحب الألوان مثلما تحبها ,أحب الهواء مثلك أيضا ,أحب الحرية كما تحبها . أحبّ السلام و أكره الموت تماما مثلك . حتى أنا خسرتك شارلي كنتُ سأطلب منك أن ترسم لي فراشات كثيرة و فرح و ورود و بسمة و سلام .
بعيدًا عن السياسة ,بعيدًا عن الدين ,بعيدًا بعيدًا. بعيدًا عن كل ما يفصلنا و لنتحدث باسم الانسانية فقط . "أنا انسان "
يظل موتك كموتي كما أُخذَت منك الحياة أُخذت مني , فلماذا يَرفع العالم كله صوتا واحدا "انا شارلي " ؟ بينما يُدير لي ظهره و يَخنقني و لا يمنحني حتى حق الموت . أم أني أصبحت موتا روتينيا و مجرد رقم ينبهر به كل نشرة أخبار . أم أنهم ينزعجون من صوت الرصاص و نحن يعزف لنا الصبح رصاصا و يغني لنا المساء رصاصا و تغرد الطيور رصاصا أيضا . نريد عدلا باسم الانسانيّة فقط ,نريد المساواة في الموت فقد يئسنا من البحث عنها في الحياة . نريد فقط أن يسمع العالم أننا نموت أيضا .... تأكدت بأنه حتى الانسانية حكر عليهم فقط و أنّ هذا الزمان ليس لنا فهو زمان شارلي فقط .
احلام مستغانمي