أثارت تغريدة لأمير سعودي على موقع “تويتر” جدلا واسعا في المملكة ورعبا في العديد من الأوساط، فضلا عن انها انتشرت كالنار في الهشيم على الانترنت وفتحت باب الكثير من التكهنات، حيث ألمح الأمير في التغريدة بشكل واضح ولأول مرة إلى احتمالات نشوب الخلافات في الأسرة السعودية الحاكمة عند وفاة الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود.
وكان الملك السعودي ادخل إلى المستشفى مؤخرا على عجل لتلقي العلاج، ويقول الكثير من السعوديين انه غادرها ليلة واحدة ثم انتكس مجددا حيث اعيد وأجريت له العملية الناجحة التي أعلن عنها الديوان الملكي السعودي في بيانه.
أما التغريدة التي أثارت الجدل في السعودية فنشرها الأمير سعود بن سيف النصر، وهو عضو هيئة البيعة في السعودية، الهيئة التي تجتمع لمبايعة الملك، وهي ما يقول السعوديون إنها تمثل “أهل الحل والعقد” في البلاد.
وكتب الأمير السعودي على حسابه على تويتر أبياتا من الشعر يقول فيها: “أرى تحت الرماد وميض جمر، ويوشك أن يكون له ضرام.. فإن النار بالعودين تذكى، وإن الحرب مبدؤها كلام”. وتابع في التغريدة التالية مباشرة: “فإن لم يطفئها عقلاء قومي، يكون وقودها جثث وهام.. فقلت من التعجب ليت شعري، أيقاظ أمية أم نيام.. فإن يقظت فذاك بقاء ملك، وإن رقدت فإني لا ألام”.
والأبيات الشعرية التي نشرها الأمير السعودي بالتزامن مع دخول الملك إلى المستشفى ليست سوى قصيدة كتبها الشاعر الأموي نصر بن سيار مخاطبا بها بني أمية، حيث كان يحذرهم من عواقب الخلافات والنزاعات والشقاقات وتأثيرها على ملكهم.
وانتشرت تغريدات الأمير السعودي على الانترنت كالنار في الهشيم لتثير جدلا واسعا بين السعوديين وغيرهم، إذ أن الرسالة واضحة المضمون والدلالة وهي التحذير من الخلافات الداخلية في السعودية والتي قد تطيح بالمملكة وتؤدي لانهيار الحكم السعودي برمته.
والأمير سعود بن سيف النصر هو أحد أحفاد الملك الراحل سعود، أول الملوك الذين ورثوا الحكم عن الملك المؤسس عبد العزيز الذي لا يزال ابناؤه يتوارثون الحكم في السعودية حتى الآن، فيما يسود الاعتقاد بأن سيف النصر هو أحد المناصرين لتولي الأمير أحمد بن عبد العزيز الحكم في البلاد، وهو أحد أبناء الأميرة حصة السديري، والتي يعتقد أبناؤها أنهم الأحق بحكم البلاد.
وقال حساب على تويتر يطلق على نفسه اسم “وكالة أحرار الحجاز للأنباء” ان “تغريدات الأمير سعود تتزامن مع الجدل المحتدم في المملكة بعد نقل الملك عبدالله إلى المستشفى وسط شائعات حول ترد شديد في حالته الصحية وفقدان وعيه”.
وقالت الوكالة: “يتوقع الخبراء أن يثير رحيل الملك عبدالله جدلا حول الخلافة في المملكة في ظل إصابة الأمير سلمان بن عبد العزيز بالزهايمر وعدم قدرته على التركيز لفترة طويلة، وفي ظل الجدل الكبير حول شخصية مقرن بن عبد العزيز الذي يبدو أن قطاعا كبيرا في العائلة المالكة لا يرحب بوصوله إلى السلطة”.
المصدر
http://www.awsatnews.net/?p=138847