النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

من قام بالثورة ؟ سؤال يحتاج إلى إجابة .

الزوار من محركات البحث: 1 المشاهدات : 404 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    بنت الزهراء
    تاريخ التسجيل: January-2014
    الدولة: في تراب الوطن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 8,268 المواضيع: 1,296
    التقييم: 2889
    مزاجي: هادئ؟؟احيانا

    من قام بالثورة ؟ سؤال يحتاج إلى إجابة .

    من قام بالثورة ؟ سؤال يحتاج إلى إجابة .






    أحمد الحباسى

    لا أجيد اللعب على الحروف أو المشاعر العامة ، و لا أبحث عن المغالطة و الهروب من الحقيقة ، لكن اليوم هناك حديث يتناول ما حدث في بعض البلدان العربية و آراء تثار بعد أن ظهرت بعض التحاليل الصحفية تؤكد أن الذي حصل من ” ربيع عربي ” إنما هو صناعة أمريكية و قرار صهيوني أمريكي خليجي هدفه الإطاحة ببعض الصنم من الحكام المنتهية صلاحيتهم بحيث يتم استبدالهم بطاقم جديد على شاكلة الرئيس الأفغاني حميد قرضاى ، تتفقون معي أن محمد المرزوقي ، محمد مرسى ، عبد الفتاح السيسى ، “قادة بنغازي” ، الرئيس اليمنى الجديد لا يختلفون عن حميد قرضاى من حيث الطوع للانبطاح و القبول باللهجة الأمريكية الآمرة ، تتفقون أن ما حصل من تغيير سياسي يرتكز على أمرين مهمين الأول دور الإدارة الأمريكية في إشعال لهيب الثورات من خلال مساندتها لديكتاتوريات أصبحت محل غضب الشعوب ، ثم قيامها لاحقا بتمويل المظاهرات و الإشراف عليها من خلال الأنشطة و الدورات التدريبية عن طريق منظمات أمريكية و غربية غير حكومية مثل مؤسسة ” فريديم هاوس “.
    ما من أحد ، إلا بعض الدائرين في فلك العبث الإعلامي المتواصل ، إلا و قد يتساءل ما الذي حدث فعلا و ماذا حدث بالضبط لأنه و رغم مرور كثير من الوقت منذ نهاية هذه الأحداث ما زال المواطن العربي المتعطش لمعرفة الحقيقة يعيش الضبابية و يستمع إلى أوصاف و توصيفات و مسميات مستعارة و موشومة برشقات من الأكاذيب الملغومة إلى حد أنه بات لا يفقه التفريق بين الباطل و الحقيقة ، بالمحصلة ، هناك من يعتقد أن ما حدث هي ثورة ، و هناك من يعتقد بأن ما حدث هي حالة من حالات التدافع الاجتماعي تم استغلالها من بعض الأطراف الداخلية و الخارجية لتحويلها عن مسارها الطبيعي كمجرد إفراز لحالة “عطش” شعبية لمناطق من الحرية و مساحات من الديمقراطية ليصنع منها “ثورة” على المقاس يمكن التحكم فيها عن بعد .
    لا أصدق إلى اليوم أن الإدارة الأمريكية تريد نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط ، فهذا الوعي العربي يضر بمصالحها و يهدد مستقبل تواجدها في المنطقة ، و لا أظن أن هذه الإدارة لا تعلم بحالة الكراهية التي بتصاعد منسوبها يوميا ضدها و التي تشكل مؤشرا بليغا عند تعاملها مع أحداث المنطقة ، لكن الإدارة تتجاهل طبعا المشاعر العربية بعلة الاهتمام بمصالحها ، من هنا ، يمكن القول أن ما حدث ليس ثورة بمقاييس الثورات المعلومة ، بل هي تراكمات أحداث مجتمعية سابقة تجمعت في لحظة معينة حتى بات أمر مواجهتها من السلطة الاستبدادية الحاكمة أمرا عسيرا ، و باتت الإدارة الأمريكية ملزمة باحترام ” النتائج ” حتى لو استلزم الأمر التخلي عن زعامات أوراق الخريف المتساقطة و القبول بهذا التغيير الذي أفرز حكم الإخوان الذين كانوا إلى وقت قريب مصنفين في خانة الإرهاب .
    بعض النفوس الخليجية المريضة الحاملة لفيروس الهلوسة و الغرور تريد إقناع المتابعين أنها شريكة في هذه الانتفاضات الشعبية ، و أنها من أعطت بعدا دوليا لهذه ” الثورات” ، لكن السؤال المهم ، و دون الدخول في ترجيح رأى على آخر ، هل أن ما حصل في تونس و مصر و ليبيا هي ثورات ، و هل أن ما يحصل الآن في تونس هو بداية الخطوات الأولى نحو الديمقراطية و التداول السلمي على السلطة ، و للإجابة ، يجب التأكيد من البداية أن ما حدث ليس ثورة شعبية بل هو مجرد غليان شعبي منفلت لم يستطع حكام الاستبداد الموالون للصهيونية العالمية مواجهته في الوقت المناسب ” بالأسلحة ” الاقتصادية و الاجتماعية المناسبة ، فتحول إلى حالة من كرة النار أحرقت تلابيب السلطات الحاكمة التي كانت تعالج أزماتها بمجرد القبضة الأمنية الحديدية ، و لعل المثير في هذه الحالة من التدافع الاجتماعي هو غياب شبه كلى للأحزاب الكرتونية التي كانت تعيش على هامش السلطة و من فتات بعض دولارات السفارات الأجنبية و غياب كلى لوجوه الثقافة الذي طالما حدثونا عن كونهم الحراس الأمناء على التطلعات الشعبية و بكونهم الضمير الحي للشعوب العربية فتبين أنهم مجرد كومبارس في مشهد سوريالى يفوق المتوقع .
    يعتقد البعض أن لمحطة الجزيرة القطرية دورا في إشعال هذا الحراك الاجتماعي ، يظن آخرون أن قطر و الشيخ القرضاوى هما الآباء الشرعيان لهذا الحراك ، الحقيقة المجردة أن ما حدث في تونس هو انفلات شعبي عفوي تعود إشاراته الأولى إلى سنوات الغضب التي تبعت الاستقلال و التي شعر فيها أبناء الحوض المنجمى في الجنوب التونسي أن الدولة قد أكتفت بتنمية الشمال على حساب الجنوب ، و تؤكد الأحداث أن احتراق محمد البوغزيزى لم يكن الشرارة التي أشعلت الثورة بل كان حدثا من سلسلة من الأحداث كان الواحد منها كفيلا بإشعال الفتيل لتحترق السلطة المتآكلة بفعل ابتعادها عن هموم العباد و غرقها في تفاصيل الاستحواذ على خيرات البلاد دن اكتراث إلى تصاعد الدخان في مناطق عديد و داخل صدور شعبية عديدة ، لذلك فان الدور القطري ، إن كان من الجائز اعتباره دورا من الأساس ، لم يكن إلا مجرد فاصل في تاريخ التحرك الذهني و الشعبي التونسي.
    في النهاية ، أكاد أجزم أن من يتصنعون المفاجأة للإيحاء بكونهم قد بهتوا بحصول هذه التحركات الشعبية هم زمرة من المنافقين ، كما أجزم أن المخابرات الأجنبية و لئن كانت تعد أنفاس الشعوب العربية فإنها قد فوجئت فعلا بهذا الهدير الشعبي المنفلت من كل عقاله وهو ما يعطى الدليل مرة أخرى على فشل هذه المخابرات في فهم طبيعة و تركيبة المواطن العربي الذي طالما شكلت تصرفاته و أفعاله عنصر مفاجأة أربكت كل الحسابات و المخططات ، و عندما نرى حالة الحيرة الغربية التي تبعت الساعات الأولى للحراك في مصر و تونس ندرك أن الشعوب العربية قادرة على صنع المفاجآت ، لكن المصيبة لا تكمن في الشعوب بل في هؤلاء الحكام الفاسدين الذين ينامون في حضن الصهيونية و لا يستفيقون إلا بعد فوات الأوان .



    المصدر



  2. #2
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: February-2013
    الدولة: بغداد
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 75,466 المواضيع: 12,588
    صوتيات: 5 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 16970
    مزاجي: حسب الظروف
    المهنة: ضابط في الجيش
    أكلتي المفضلة: الدولمه
    موبايلي: Note 4
    آخر نشاط: 5/March/2016
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى النقيب
    مقالات المدونة: 366
    شكراااااااا للموضوع الرائع

  3. #3
    من أهل الدار
    بنت الزهراء


تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال