صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 22
الموضوع:

ليس هكذا !

الزوار من محركات البحث: 42 المشاهدات : 1500 الردود: 21
الموضوع حصري
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق مؤسس
    UniQuE
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: بغداد و الشعراء و الصور .
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 22,920 المواضيع: 1,267
    صوتيات: 37 سوالف عراقية: 16
    التقييم: 13195
    مزاجي: لا يوصف
    موبايلي: +Galaxy S20
    مقالات المدونة: 102

    ليس هكذا !

    - صبــــــــــــــــاح الخير ....
    التفتت ْ ...كان ينظر اليها بعينين مليئتين بالتحدي ....لكنه لم يكن يتحدث اليها ....ابتسمت ....و استدارت بغيظ و دخلت مكتبها ...احست بأنه كان يضحك منها في سرّه ...كان يمارس دوراً لا يناسبه ...لأن الجميع شهد له انه ليس هكذا ...و أن يكون (هكذا ) لا يليق به كما فهمت ْ من احاديثهم عنه ....حاولت نفضه عن افكارها ...و بدأت تعمل .

    مازال صوته يرن في اذنها كجرس:صبااااح الخيرررر...صبااااح الخيرررر..
    أنّبتْ نفسها لأنها استدارت ...كان من الضروري ان تميز صوته قبلها ...ام تُراها استدارت لا شعورياً لأنه كان صوتَه ...عند هذه الفكرة ...عنفت نفسها .
    مازال صوته يصلها من الباب نصف المفتوح متمازحاً مع زميلة لهما تشاركها الغرفة ...و حين دلفت هذه، كان لا يزال خيطٌ من حديثٍ يربطهما ...لكنه وقف عند حدِّ الباب ...
    سمعته يقول : المرأة التي لا تضع المساحيق على وجهها ...امرأة مخيفة ...ارتفعت قهقهة زميلتها الغارقةِ القسماتِ بالالوان ...
    اطرقت برأسها هي لتخفي (وجهها المخيف العاري )..أهكذا هو اذاً ....هذا الذي يقولون عنه أنه (ليس هكذا)..!!!
    و ساد بعدها صمتٌ جَرَحَهُ صوت اوراقٍ بعثرتها زميلتها على مكتبها ...باحثةً عن شيء ما ..احست بصمته النافذ عبر الباب سهماً وجّههُ اليها ...كمن كان ينتظر رد الصفعة ...و هو يعرض الفرصة بتحدٍ ...واقفاً ينتظر ...
    اغاظها ان تبقى تحت ناظريه ...فنهضت مُستجمعة كل قواها لتمر خلال بابه ..و حين صارت قريبة ...اتمَّ جملته المنقوصة بالصمت قائلا لزميلتها :..اتدرين لم هي مخيفة ...؟
    ثم اكمل دون انتظار تفاعل ...:لأنها امرأة تثق في نفسها اكثر .

    ابصرته يدير ظهره ...و يختفي كأنه ماكان .
    للمرة الثانية احست بالاهانة ...و لامت نفسها بسبب محاولة الهرب السخيفة تلك ..قلَّبت كلماته .. بعثرتها و اعادت ترتيبها بكل الطرق ...ماذا كان يعني ؟ ...لم تستطع ان تصل في النهاية الى يقين ...

    - ما لكِ ؟
    جاءها صوت زميلتها مباغتاً ...
    - ما بهِ ؟ سمعتْ نفسَها تسأل ...
    - من ؟
    - هو َ.
    - لا ادري ...هو ليس في العادة هكذا .

    لم تملك الا ان تعتصر رأسها بين كفيها لتخرس صرخة دوت فيه (بالله اذاً كيف يكون )....؟

    .......

    اختفى لأربعة ايام بعدها ...حاولت فيها ان تكبت فضولها ..و رغبتها في ان تسأل عنه ..افلحت في النهاية في الشعور ببعض الراحة لغيابه عن محاصرتها .
    في اليوم الخامس التقيا في ممشى ...وحين صارا متقابلين
    رمى بتحية الصباح ..
    استدارتْ للخلف كيما تعرف المقصود بها ممن خلفها ...ﻻ احد .
    باغتتها ضحكته : انت ِ..انت ِ...
    و مضى باسما ً...
    كادت تبكي غيظا ....
    ...........
    كان لابد من حلٍّ لمعضلة تتعلقُ بالآخر ...لابد اما ان يعود ، اذ هو (ليس هكذا )...لترتاح من صداعه ..او ان يفهم الجميع انه هكذا ...
    استنفرت كل طاقات دماغها لتهرب من فخاخ اصراره الساخر ..لتهرب من اي موقف ينتهي بلوم الذات ...
    لم تعد تبدأ او ترد سلامه ..لها كان او لغيرها ...فكرت في انه من اوصلها لهذه الدرجة من اللاتهذيب ...
    ورغم كل ترتيبات الحيطة ،استمر وجوده موتّراً ...و صوتُه مثيراً لكراهية ما ...
    - بالمناسبة ...(بادرها في ظهيرة عمل ..)...ليس من الطبيعي ان نتجاهل سلام الاخرين بهذا البرود ...و ان نعاملهم بقسوة بلا سبب ..
    لم يكن احد سواهما هناك هذه المرة ...كان الكلام موجهاً اليها ولا شك ...رفعت اليه ناظريها ..كان جاداً ...و مقطباً جبينه في غضب بارد ...
    لكنها لم تجب .
    - لستِ تمثالاً ...تتكلمين انتِ مع الاخرين ...اسمعكِ و اراكِ ...لم لا تردين على سؤالي ؟
    احست انها لن تجيب ...هي وصلت لمرحلة اللاعودة في الصمت معه ...
    - الن تجيبي ؟ مالك ِ و لي ؟ يقولون لي انك لستِ هكذا !
    (لست هكذا) .....كانت الزناد الذي داسه دون حذر ...فانهمر رصاصها ...انهمرت كسيل من غضب ...و غيظ ..و تعجب ...و ختمت بصرخة احتجاج :
    - انتَ ايضاً لستَ هكذا ....هذا قولهم عنك ايضا ً....ﻻ تصدق الاخرين ايها الحاذق .


    تشاركا مسيرة صمت .....كانت مرهقة ...و بدا حزينا ً...
    في النهاية علق بيأس :

    انا لست هكذا ...كان عليكِ ان تفهمي ان امرأة تدفع الرجل ليتغير (بأي شكل كان ) هي امرأة شكلت انعطافة خاصة في ضميره ..و اختلفت عن الاخريات في دربه .
    ابصرته يغادر بخطوات ثقيلة ...و فكرت : كلامٌ ذو اتجاهين ايها الحاذق...لو انك تدرك...فأنا ايضاً لستُ هكذا.

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    Mustafa
    تاريخ التسجيل: November-2011
    الدولة: العراق/البصرة
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 16,295 المواضيع: 453
    صوتيات: 65 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 9243
    مزاجي: آهـ يـاربـي
    المهنة: Without work
    مقالات المدونة: 6
    انا لست هكذا
    طرح رائع وشيق عاشت ايدج د فيري

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    ๔คгк є๓קєг๏г
    تاريخ التسجيل: September-2014
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 5,132 المواضيع: 758
    التقييم: 924
    مزاجي: Praise be to God anyway
    شكرااا

  4. #4
    صديق مؤسس
    UniQuE
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ӇƛƜƘ ЄƳЄ مشاهدة المشاركة
    انا لست هكذا
    طرح رائع وشيق عاشت ايدج د فيري
    شكرا لك ايكو...ممتنة .

  5. #5
    صديق مؤسس
    UniQuE
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجنون الجوكر مشاهدة المشاركة
    شكرااا
    اهلا بك .

  6. #6
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: December-2014
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 3,448 المواضيع: 34
    صوتيات: 9 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 1868
    آخر نشاط: 18/June/2015
    مقالات المدونة: 11
    رغم ذكائه اشعر بأنه يعزف على وتر التحدي
    لقوة ما يملك
    لكن النتيجة لن تكون حدثا عابرا
    وهذا بالضبط ما يبحثان عنه يجب ان تكون الحياة اكثر سخونة اشد جهدا اكثر فأكثر وباتجاه استنزاف الجهد والملل معا
    لكن السؤال مما قرأت هل هو فعلا يبحث عن ند ام الاخر من ينتظره
    شكرا جزيلا استمتعت فعلا بالقطعة الفنية المميزة تحياتي

  7. #7
    ترك اثرا طيبا فينا..في ذمة الله2/2/2022
    He Is The One
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: أرض السواد
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 13,073 المواضيع: 433
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 12782
    مزاجي: أوقد شمعه للذكريات ..
    آخر نشاط: 24/October/2021
    مقالات المدونة: 12
    ...........ثم مضى ذلك الفارس مؤمناً بفوزه وهو لا يدري أى خيبة بين ذراعيه يحتضن......
    شكرا لروعه الحرف
    مودتى.

  8. #8
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2013
    الدولة: العراق
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 5,332 المواضيع: 174
    التقييم: 3473
    مزاجي: معتدل
    موبايلي: iphone 5s
    مقالات المدونة: 20
    أرجعتيني للورااااء سنينا ً وسنين
    وكأني أقرأ في كتاب يحمل اسم قبو البصل , وهو لمجموعة من القصاصين الألمان الذين يكتبون القصة القصيرة
    وقد جمع هذا المؤلف أجمل ماكتبوا
    أحسست أن قصتك ِ هذه لاتقل في روعتها عن ماقرأته هناك ,, في أجمل أيام المطالعة
    وفي الأوقات التي كنا نتلذذ بما نقرأ
    ولكني علمت أنني في هذا الزمن , ولكن هنالك من أستطاع ان ينقل الزمن الجميل الى خيالي
    وهي
    fairy touch

    قد يكون الشكر قليلا ً
    فأكتفي بانحناءة تقدير

    تقييم \ تثبيت

  9. #9
    البصرية
    همس التوليب
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: العراق_ البصرة
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 4,480 المواضيع: 50
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 1409
    مزاجي: الحمدلله
    المهنة: طالبة هندسة
    آخر نشاط: 29/June/2015
    مقالات المدونة: 29
    شكراً لهذا الجمال أيتها الرائعة
    استمتعت بالقراءة كثيراً ...
    ولاحرمنا من حرفك المتألق دوماً
    تحياتي

  10. #10
    صديق نشيط
    اميرة انجبتني مل
    تاريخ التسجيل: November-2014
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 340 المواضيع: 3
    التقييم: 79
    مزاجي: ضايجه
    أكلتي المفضلة: بيتزا
    موبايلي: ماعندي
    آخر نشاط: 23/January/2015
    روووووعة

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال