خائفة مني... أنت !...
اعترفت لي...
أين رعب العيون ؟…
أين علامات الوجل ؟.
حائرة... أنت !...
.... قلت لي !..
أين شرود الذهن ؟...
أين حيرة العقل ؟...
وريبة الوجه الوجوم !؟.
قلقة... أنت !...
همست لي !...
أين حسرة الشفاه !؟...
أين رجفة الجفون ؟.
***
فرحة... بهجري !...
بحت لي...
أين الابتسامة...
أين علامات الرضا...
أين الحبور؟.
***
لا... ليس هو الخوف ما تشعرين به
ليست الحيرة...
ليس القلق...
ولا الجزع من مستقبل مجهول معي...
كما أخبرتني...
ولا من قراءة الكف...
ولا مطالعة النجوم.
كلها طرائف لا تؤمنين بها
كلها حكايات تسخرين منها
ولا تبالي...
إلا ما استخاره قلبك
من أماني...
وحدس الروح.
***
خائفة أنت !؟...
مني أنا !؟.
فرحة أنت !...
بهجري أنا !؟.
فضحتك عيناك الوديعة...
كشفت سرك ابتسامتك الرقيقة..
والغمازتين وسط الخدود.
فشلت كذبتك !...
فلماذا لا تعترفين ؟.
بأنك لست ماهرة في الخداع !..
ولا برسم علامات الحزن...
والفرح المزيف لا تتقنين.
***
خائفة مني !؟...
...أنت ؟.
تسرعين الخطا...
تبتعدين عني...
تبحثين عن الهدوء.
في الوحدة التي ألفتها...
في ألق السكون.
لتستردين حجرتك
سريرك...
وسادتك...
كتبك...
موسيقاك...
قطتك...
علبة الحلوى.
أشياءك الصغيرة مثلما تركتها
ضجيج البيت عند الصباح.
عبير الفل...
والياسمين.
فنجان قهوتك...
وثرثرة الجيران.
زقزقة العصافير...
مواء القطط...
هديل الحمام.
صخب الأطفال...
وقرقعة الأواني...
والملاعق والصحون !.
***
مترددة أنت !؟...
في اللحاق بي !.
دون أشيائك التي تحبينها...
دون البيت الذي تعودت عليه...
دون الذكريات.
***
خائفة أنت؟..
من مكان لا تعرفينه...
وقد لا تحبينه.
من بيت لا تملكين فيه شيئاً...
وعالم رجل تجهلينه.
من صورة حلوة حفظتها عن الحب
وحزمة من الآمال...
والأحلام اللذيذة.
***
تعالي إذاً...
نبني سوياً بيت فرحتنا...
ونرفع السقف والجدران.
نفرش السجاد...
ونعلق الستائر.
ونوزع الأدوار
فيما يخص كل منا من دوائر.
ونطلق العنان
لأحلامنا كيف نريدها...
في غرفة النوم...
والمطبخ والحمام.
وصالة الضيوف...
وحجرة الصغار.
نغرس أزهار حديقتنا
ونرسم الغيوم والأشجار.
وكل ما يحيط بنا...
من تفاصيل وحدتنا...
ونعيد البسمة لابنتنا.
نطرد الخوف...
ونحرر حبنا...
من أسر وحشتنا.
ونعيش قصة عشقنا
كما تمنيناها وأكثر.
فليس بالعزلة...
يثمر الشجر.