ريان عبد الله .. الذي صمم شعار النسر الألمانييعد البروفيسور ريان عبد الله، الموصلي العراقي، أشهر مصمم للشعارات باستخدام الكومبيوتر في ألمانيا بل في أوربا. صمم شعار ألمانيا الموحد "النسر" للحكومة الألمانية وشعار سيارة الفولكس فاكن الأكثر شعبية في أوربا وشعار سيارة الأودي وصمم شعار سيارة بوكاتي التي تعد أغلى السيارات الموجودة في العالم ويبلغ سعر الواحدة منها مليون يورو وأكثر. كما أشرف على جميع تصميمات شركة خطوط النقل العام والقطارات (BVG) وكل وسائل الإرشاد والإيضاح فيها والتي يمكن مشاهدتها تحت الأرض في محطات المترو في برلين وألمانيا وفي كل مكان وهو المسؤول عن تصاميم البرلمان الألماني.
البروفيسور ريان عبد الله هو عميد كلية الفنون الجميلة في لايبزك الألمانية وعميد ومؤسس كلية الفنون الجميلة في الجامعة الأميركية في القاهرة. حلمه تصميم شعار موحد للأمة العربية وتصميم عملة عربية موحدة، وتأسيس جامعة ألمانية في الموصل. أسمه على لسان كل فرد من الشعب الألماني ولا أبالغ إذا قلت انه أشهر من مستشار المانيا (رئيس الحكومة).
تقول الصحفية الأعلامية عبير حميد مناجد من برلين حين إجراء مقابلة مع العبقري ريان عبد الله: قد لا أضيف جديدا إذا قلت إن بلاد الرافدين زخرت ولا زالت بعباقرة العلوم والآداب والفنون والسياسة ولا عجب أن أهدت العالم واحدة من أعاجيبه وأحاجيه السبعة (حدائق بابل المعلقة) وقد لا أتجنى إذا ادعيت لعل الحروب والكوارث التي حلت بالعراق العظيم وأدت به إلى مسلسل ممل من المآسي والجروح والطعن بالظهر قد أفادت شبابه من ناحية أخرى بأن يهاجروا ويتعلموا ليحفروا أسماءهم ويرفعوا اسم العراق في بلد المهجر عاليا فوق كل محنة ويتعرفوا على حضارات ومعارف أخرى.
من هو البروفيسور ريان عبد الله الموصلي الولادة الذي ارتوى من ماء دجلة؟
ولد ريان عبد الله في محلة رأس الكور عام 1957م، قضى طفولته وشبابه في أحياء الموصل، مدينة الرسل والأنبياء، وصل إلى ألمانيا سنة 1980، متزوج ولديه ولد عمره 26 عاما. أنهى دراسته للبكالوريوس والماجستير في برلين متخصصا في (التصميم بالآلة الحاسبة) ودرس (التربية الفنية) و (التفاهم البصري بواسطة الكومبيوتر) بعدها عمل كأستاذ في التصميم في أكاديمية الفنون الجميلة في مدينة لايبزخ ويدرس في جامعة ثانية هي جامعة (الهوية الذاتية). وهو عميد سابق ومؤسس لكلية الفنون الجميلة في الجامعة الألمانية في القاهرة. ساهم في تأسيس المعهد الثقافي العربي في برلين مع المفخرة الموصلية الدكتور نزار محمود، تعرفت عليه من خلال الفنان المبدع المتعدد المواهب طلال اسماعيل الذي شجعني كثيراً في تناول سيرته وتقديمها هدية لأبناء مدينته الموصل.
التعليم :
1975-1978 المدرسة الثانوية الفنية في الموصل – العراق
1978-1980 دراسة تكميلية في رومانيا
1982-1984 دراسات في مدرسة برلين للفنون، قسم التربية الفنية
1984-1989 دراسات في مدرسة الفن في برلين، قسم الاتصالات البصرية مع الأستاذ Kapitzki
1989 دبلوم الدراسات العليا، عنوان الرسالة : الطباعة باللغة العربية
الخبرات المهنية:
1990-1992 مصمم في مركز التصميم " Hoch Drei " في برلين.
1991 إعداد أطروحة حصلت على مرتبة الشرف والموسومة: تصميم الطباعة العربية الحديثة وتطويرها.
1993-2001 مصمم في برلين Verein Lette عن الطباعة
1993-2001 مصمم في مركز ميتا ديزاين في برلين وادارة مشروعات هيئة النقل في برلين ومشروع المشرق
1995-2000 كبير المصممين لعدة مشاريع في شركة ميتا ديزاين، من بينها تصميم شركات فولكس واجن وبوجاتي
2000 خبير مستقل لتصميم الشركات
2001 حصل على مرتبة أستاذ الطباعة في أكاديمية الفنون البصرية في لايبزيخ، ألمانيا
2001 أنشاء وكالة تصميم "Markenbau"
2004 أنشاء شركة تشكيل " Schokozeit AG" في مدينة لايبزيخ – المانيا.
2005 العميد المؤسس لكلية الفنون في الجامعة الألمانية في القاهرة
2005-2007 أول عميد لكلية الفنون في الجامعة الألمانية في القاهرة
المحاضرات : ألقى العديد من المحاضرات المتخصصة في مواضيع متعددة منها:
شركات التصميم
هوية الشركة
العلامات التجارية
محرف -- الخط
الألوان والنماذج المطبوعة
الخدمة وتأثير الألوان في التصميم للشركات
أسلوب الطباعة
الخط العربي
الطباعة العربية
الصور التوضيحية
التفاهم البصري
التلوث البصري
الطريق إلى العلامة...كيفية بناء الشعار
الأنشطة التعليمية : أقام العديد من الندوات والأنشطة التعليمية في مدن عالمية متعددة، منها:
برلين – القاهرة – دمشق – لايبزيخ– مراكش – بوتسدام (ألمانيا) – الرباط – بكين – لندن - اولان باتور (منغوليا) – بيروت – عمان – الكويت.
المعارض: أقام العديد من المعارض العالمية، منها:
1993 الطباعة العربية ميونخ - المانيا.
1998 نقل التصميم في برلين – المانيا.
1998 التصميم في معهد غوته في مراكش، المغرب .
1994 الانتخابات الأوروبية في برلين
1995 الخط العربي مع ورشة عمل.
1996 تحطيم المعتقدات التقليدية في الإسلام، دوسلدورف – المانيا.
1997 تصميم شركات النقل في بوتسدام .
1998 الطباعة العربية في معهد غوته مراكش، المغرب
المنشورات: نشر خلال الفترة 1993-2010 العديد من البحوث العلمية التخصصية المنشورة في دوريات عالمية في مواضيع متعددة تتعلق بالفن العربي عبر التاريخ، والحداثة، وتصميم الشركات، والرموز، والصور التوضيحية، والتفاهم البصري،...وغيرها
يتحدث البروفيسور ريان عبد الله في مقابلة صحفية مع إيلاف عن مراحل تصميم شعار ألمانيا "النسر" ، الذي استغرق ستة اشهر عمل متواصل مع فريق عمل متخصص يرأسه شخصياً. ويضيف:
قمنا بداية ببحوث في كل المكتبات الألمانية الموجودة التي ترتبط بالمواقع الالكترونية والمكتبات الذاتية وتم الأطلاع على كل الكتب الموجودة عن (النسر) في ألمانيا والعالم، أي كل الكتب المتعلقة بطائر النسر كطائر وكشعار ورسومات وطوابع وكل ما يتعلق به فحصلنا على ما مجموعه 4000 نسر موجود في العالم وأنواع مختلفة. كلها درسناها (وموجود البحث الذي قمنا به عن النسر) وعلى ضوء ذلك قمت بتصميم الشعار مع مراعاة كل هذه الأفكار الموجودة. لقد لفت نظري، وكنت اعتبره دائما من النسور الجميلة، النسر العربي والنسر المكسيكي لأنه جميل جدا. ومعروف أن الدراسة التي قمت بها لم تتناول النسر كشعار فقط بل طبيعته كحيوان. ومن خلال المراقبة الحية للنسر اكتشفت الكثير من الأمور، حيث حصلت على بطاقة دخول لحديقة الحيوان لمدة سنة وكنت أتردد يوميا وأجلس مقابل النسر وأصوره في كل حركاته ونظراته والتفاتاته و(مخالبه) وهي مهمة جدا لأنها تمثل له ما يمثله (الإبهام)عند الإنسان، أي من الأهمية بمكان، فالإبهام عند الإنسان أداة حساسة جدا لمسك كل شيئ ولكي يمسك الإنسان أي شئ يحتاج الإبهام. وكذلك النسر بدون مخلبيه لا يستطيع التوازن أو الوقوف على أي شجرة وهذه هي نقطة التشابه بينه وبين الإنسان. وكذلك (التركيز) على الحركة. ثم كنت أتساءل أين سينظر النسر يميناً أو يساراً؟ يميناً من المنظور إليه (أي إن الدولة ستكون يمينية) أو يساراً منه شخصياً أي (دولة يسارية) وعادة لا تنظر النسور أمامها ودائما تتوزع نظراتها يميناً ويساراً. على ضوء ذلك اختارت الكثير من الدول النسر ذا الرأسين مثل النمسا وألبانيا، ففي شعاراتها نسور ذات رأسين تنظر يميناً ويساراً حتى لا تحصل لها أية مشاكل مع شعاراتها وتوجهاتها.
لقد اخترت نسرا وضعت فيه أسساً تصميمية جديدة. أولا التصميم النهائي يجب أن يكون شكله دائرة. والدائرة تعتبر من الإشكال الهندسية الموزونة جداً والراقية جداً. فلو فحصنا الدائرة والمربع لوجدنا أن الدائرة متكاملة أما في حالة المربع ففيه دائما زوايا وكل زاوية هي جارحة. إذن الشعارات تختار عادة الدائرة وهو اختيار سليم. والنسور الموجودة في العالم هي ثلاثة أنواع: النسور الصحراوية التي هي من أصول عربية والنسور الحجرية المتواجدة في شمال أوروبا والنسر ذو الرأس الأبيض الذي هو نسر بحري. وهذه الأنواع الثلاثة من النسور هي الموجودة في العالم. وطبعا النسر الألماني هو نسر أوروبي، ومعروف أن النسر والأسد هما أكثر رمزين متداولين في شعارات الدول، لأن كل الدول تحب أن تصف نفسها بالقوة والهيبة وتختار ما بين ملك الغابة أو ملك الطيور. والنسر فيه ميزات كثيرة أهمها انه لا يهجم على الحيوانات إلا أذا كان جائعا ولا يأكل الميتة أو الفريسة بل اللحم الطازج، إضافة إلى ذلك عنده قوة نظر عالية ويختار فريسته على أبعاد عالية جداً، وعنده دقة في الصيد نستطيع القول 100% وهو سيد السماء. وحين يكون في الجو كل الطيور تفسح له المجال وله شخصيته وهيمنته. وكل هذه الأمور يجب مراعاتها عندما يصمم الشعار ولا نستطيع ان نقول إن هذه الدولة لها هيمنة أكثر من تلك. ولو لاحظنا، كل الدول الأوربية في فترة معينة كان شعارها النسر، مثل ألمانيا وبولندا والنمسا وألبانيا كلها، ماعدا فرنسا غيرت شعارها واختارت الديك. ورغم ذلك هم سعداء بهذا الشعار.
لقد تم اختيار شعاري لأنه مبني على أسس دقيقة جدا وعلمية لأنني أولا عملت بحثا ل4000 نسر كذلك قمت بتحليل للنسر الألماني القديم، نقاط ضعفه وقوته، وحاولت في النسر الجديد ان أتجنب كل نقاط الضعف. وفي التصميم راعيت الكثير من الأمور مثل (الشكل الدائري) و (النظرة الضوئية) و(حساسية التشكيل الهندسي) و(الفراغات بين الخطوط). ويجب الانتباه إلى أن تصميم الشعار يكون قابلاً للتصغير أو التكبير أو النقش على الخشب أو القماش أو المعدن أو الحجارة وغيرها. فيجب أن يكون واضح الملامح. وأجريت تجارب عملية في حال استعماله على الورق أو على قطعة نقود. المهم أن يكون الشعار واضح الملامح ودقيقاً على أي منها. وطبعا هذا يحتاج إلى أن يتبع كل دراسة تطبيق عملي. أي إنني طبعت الشعار على كل هذه المواد واختبرته قبل عرضه. ومنذ 1997 أثناء حكومة المستشار الأسبق هلموت كول وحتى اليوم يعتمد هذا النسر في ألمانيا. وتلقيت تقديراً مالياً ومعنوياً كبيرا عدا عن ذكر اسمي في كل المواقع والمقالات التي نشرت عني.
في الختام، لا يسعني في هذا المقام إلا أن أقف تحية احترام وإجلال للبروفيسور ريان عبد الله وأقول: شكراً لأنك وأمثالك طلال إسماعيل، نزار محمود، وسفيان الخزرجي، وآخرين موجودون في هذا الزمن الرديء حيث تصفعنا كل يوم الصورة النمطية المخزية التي تسعى وسائل الإعلام لترسيخها عنا من خلال النماذج التافهة والطارئة والبشعة من مجتمعنا البسيط الطيب المتسامح المبدع الخلاق لو أنه قد أتيحت له الفرصة، وشكراً لألمانيا التي أتاحت لمفخرتنا فرصته لكي يجود بعطائه الفني كما جاد أجداده القدامى صناع أولى الحضارات في أرض ما بين النهرين
منقووووووووووووول