لأجلك أدمنت السهر..
وآمنت بالمشعوذين والسحر.
وتعلمت قراءة الكف...
والفنجان.
وصاحبت أهل العلم ممن يتخاطبون
مع الأرواح والجان.
وحفظت أصول تعقب النجوم
والكواكب والأبراج
وجمع الأسماء...
وفك طلاسم الأرقام.
وابتعت من أسواق النغم...
كل ما يعرضونه من أغاني الغزل.
حتى وإن كانت لعبيد أو سليمان
أو هيفاء أو سحر.
***
لم أترك جريدة أو صحيفة للمنوعات
إلا وحفظت ما جدَّ فيها...
من طالع عن أبراجنا...
ولو زينت بأيقونات الشمس الساطعة...
أو الغيوم الملبدة...
...العواصف أو المطر.
لم أعفِ فناجين قهوتي...
من التنقيب في طحالها...
عن رسمة أو خبر.
علني أرى ما لم أره في "أوراق الحظ"
من حكايات أو صور.
وتفننت باسترضاء النادلات في المقاهي
وعلى أبواب حاناتهم أطلت الجلوس
حتى مطلع الفجر.
***
إلى الصين رحلت...
أبحث في خزائن المنجمين...
...عن اسم كوكب أو مجرة
أو حيوان.
حتى ولو كان لأرنب...
أو ثعلب.. أو حصان.
ينبئني بطالع سعيد
لحكايتي معك مهما طال الوقت
أو كلفني ذلك من زمان.
***
لم ينفعني شعر الشرق...
ولا أغانيه.
لم يفدني طب الصين ولا أساطيره
ولا أبراجه بكل ما فيه.
لم تنجح مراتع الهوى في الغرب
ولا راقصاته ولا كؤوس نبيذه.
...فنجاتي مما رميتني فيه من سقم العشق
لا سبيل لها...
سوى لمسة حنان من يدك الناعمة
-كما فعل المسيح- لتشفيه.
فهل تفعلين هذا لأجلي...
هل تفعليه ؟.