بغداد ـ الصباح الجديد:
أعلنت الفنانة الكبيرة سليمة خضير اعتزالها التمثيل بسبب تراجع حالتها الصحية ووفاة ولدها (وسام) حيث شعرت أنها غير قادرة على الاستمرار بالعمل، مشيرةً إلى عشقها الكبير للمسرح الذي تتمنى أن تراه عائداً لمكانته السابقة حين قدم الكثير من الأعمال الخالدة.
وقالت، «فقدان إبني (وسام) جعلني أتغير كثيراً، فالظرف الذي مررت به خلال السنتين الماضيتين وبعض الأشهر تُعادل عمري كله، وقد أجريت عمليةً جراحية لعيني ومن المفارقات أن الطبيب منعني من البكاء الذي احتاجه بعد رحيل إبني. ولأن عيوني ما عادت تساعدني على القراءة كما في السابق، فأنا اقضي يومي بغسل المواعين والطبخ لأحفادي وأتلذذ بلقاءاتي معهم. هذه حياتي الآن. وهي ليست حياةً بالمعنى الذي نريده، خاصةً نحن الذين لدينا الطموح والإرادة في صنع التغيير في البلد، ولكننا بالبرغم من أننا عملنا لبلدنا ، خسرنا خسارةً كبيرة من أعمارنا وما استفدنا.
وأكدت خضير «لو أنني استمريت بالكتابة ككاتبة أو صحافية لكنت اليوم نجمةً كبيرة في عالم الأدب، ولكن التمثيل أخذ جهدي ووقتي وكل حياتي، وبالذات التمثيل المسرحي، فأنا مثّلت في الإذاعة والتلفزيون وكتبت للإذاعة وللمسرح، فكانت هذه أشياءً ثانوية لا أساسية. لكنني خريجة آداب باللغة العربية. وكنت اقرأ كتب المسرح وما زالت في مكتبتي هناك مسرحيات لها أثرها الكبير في نفسي».
وأشارت خضير «كتبت الكثير من مذكراتي لكنها مبعثرة والسبب عدم الاستقرار في البلد. وأنا مررت بالكثير من الأمور المتعبة. فعلى سبيل المثال، بيتنا سُرِقَ واحترق عام 1988. كانت لدي مكتبة في غرفة قياسها 8 م × 5م، وفيها أرشيف منتظم، تلفزيوني، مسرحي ومقالات، فخسرت الكتب الجيدة التي أعتز بها، والمسرحيات التي مثلتها احترقت، وهذا الشيء أحدث عندي رد فعل، ومنذاك اليوم لم أنقطع عن الكتابة. كتبتُ أيام الحرب يوماً بعد يوم. وكتبت كل ما صار بها وما مررت به خلالها، وهي جزء من مذكراتي، لكنني لم أنظمها. ولست مستعدة اليوم أن لأنظم شيئاً بسبب وضعي الصحي والنفسي.
وعن المسرح العراقي والتفاؤل به قال، «التفاؤل لا يأتي بسهولة، ولكنني أتمنى أن أرى المسرح مثلما كان وسؤالي الدائم هو «يا ترى هل سأراه كما كان عليه في السابق؟» لكني، لا أعتقد أنه سيكون بذلك المستوى ولا بتلك التضحية.
وفيما يخص شركات انتاج الدراما قالت، «لم تكن هنالك في العراق شركات إنتاج في السابق، واشتغلنا للتلفزيون أعمالاً جيدة مثل أعماق الرغبة الذي فتح الباب أمام دول الخليج لمشاهدة الأعمال العراقية، وكذلك الأعمال المشتركة. ولكننا في سوريا، وخلال السنوات الأخيرة، اشتغلنا ضمن إنتاجات شركات فنية. ومن الطبيعي أن المنتج حريص على أن يربح على حساب العمل الفني.
وهناك مسائل نسبية لا أستطيع الحكم عليها. أي أن هناك منتج جيد وهناك منتج رديء وهناك منتج «وسط». فالإنتاج الأمثل يحتاج لدراسة عميقة، وأعتقد أنه من الصعب أن يكون كذلك بسبب التذبذب النفسي للناس وللفنانين وبسبب الظروف التي تجعل الإنسان لا يعرف أين طريقه. فأنا شخصيا ليس عني غد، ليس لديّ (باجر) عنـدي يومـي فقـط.