القرار التاريخي لجوسيب ماريا بارتوميو والمتمثل بالإعلان عن اجراء الانتخابات لا يوجد له أي قرين في حالات الأزمات السابقة، فلم يكن هناك وأن وافق أي رئيس على الإعلان عن إجراء انتخابات مبكرة في نهاية الموسم، والتي عادة ما تكون نابعة عن مناخ من الاحتجاج الاجتماعي أو النتائج الرياضية الغير مرضية البتة.
وفي هذا الصدد علينا الرجوع بالزمن إلى نهاية موسم 2007-08، برئاسة خوان لابورتا، والذي سنجد فيه سيناريو مماثل، فالفريق الذي كان يدربه ريكارد مدعوماً بنجوم من طينة رونالدينهو، إيتو، ديكو، تشافي وميسي كان بفارق سبع نقاط خلف ريال مدريد، وخرج من بطولة الكأس وكان على بعد أيام قليلة من مواجهة الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا ضد مانشستر يونايتد، وإنتهى ذلك الموسم بدون أي لقب أو فرحة للأنصار.
واليوم، فالنادي تحت قيادة بارتوميو يحتل المركز الثاني في الدوري بفارق أربع نقاط وراء مدريد في أسوأ الاحتمالات، ولازال لديه متسع من الوقت للتدارك، وينافس بقوة في الكأس ودوري أبطال أوروبا، وفوق أي شعور سيء من قبل الأنصار بعد هزيمة الفريق في الأنويتا، سيكون من السابق لأوانه توقع أي نهاية سيكون عليها الحال في ختام الموسم.
استجابة لابورتا لوضع الفريق في عام 2008 لاتزال محفورة في ذاكرة كل مشجعي البارسا: "إننا لسنا سيئين للغاية"، وبكل بتحد واجه دعوة أنصار الفريق الرامية إلى حجب الثقة عن إدارته التي بقيت صادمة بأغلبية ضئيلة للغاية بعد أن صوت 60٪ من الأعضاء ضد استمرارها.
بعد أن كان دستور النادي آنذاك في مصلحة خوان، تمكن لابورتا من التشبث بالرئاسة رغم اعترافه أنه: "اضطررت للعب دور الميت لأبقى على قيد الحياة"، بينما اليوم فإن بارتوميو ربما يخسر الانتخابات بعدد أقل بكثير من الأصوات.
ولكن الفرق بينهما هو المقاومة والصمود، والتشبث بالكرسي حتى الرمق الأخير من لابورتا، بينما اتجه بارتو لفتح صناديق الاقتراع، إذا كان إجراؤها يمكن أني يؤدي إلى تهدئة وسائل الإعلام والبيئة وأن يعود بالنفع على الفريق.