*. قعد *.* جلس .* فروقات ومعاني
قد يعتقد البعض أن (القعود والجلوس) كلمتان مترادفتان تحملان معنىً واحدًا من غير فرق ولكن في الحقيقة
أن في (قعد) معنى ليس في (جلس)
نقول: قام ثم قعد
ونقول: أخذت الشرطة المقيم والمقعد
وقعدت المرأة عن الحيض
ونقول أيضًا: كان مضطجعًا فجلس ..
فأصل الجلوس لغة: الارتفاع في الشيء وهو يُطلق في حالة الانتقال من الأسفل إلى العلو ..
والقعود هو الانتقال من العلو إلى الأسفل
وليتضح القول أكثر لاحظ هذه الأمثلة:
يُقال لمن هو نائم أو ساجد: (اجلس) ... ويقال لمن هو قائم: (أقعد)...
قال تعالى: (( فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُم ))
عن عبد الرحمن بن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر، قلنا: بلى يا رسول الله،
قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئًا فجلس فقال:
ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور، فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت).
فمن ملائمة المقال للمقام أن تختار اللفظة الصحيحة بين القعود والجلوس ليستقيم المعنى الذي تريد أن تصل به لمن يسمعك
فلا تقل لمن هو نائم أو ساجد: .. اقعد ..
ولا تقل لمن هو قائم اجلس ... فالقعود يقابله القيام
وهناك فرق آخر بينهما إذ أن القعود يكون للمدة الأطول ..
بخلاف الجلوس لذلك نقول قواعد البيت .. ولا نقول جوالسه ..
قال تعالى: (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت...)
ومن هنا نقول للمرأة الكبيرة في السن قاعد وجمعها قواعد ..
قال تعالى: (( وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا ))
ومن هنا يُقال: جليس الملك .. ولا يُقال قعيده، إذ أن من حسن أدب الجليس عدم المكث طويلا مراعاة وتقديرًا
قال تعالى: (وإذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فأفسحوا) ولم يقل المقاعد ..
خلاصة :
مما تقدم تبين إن الفرق بين الجلوس والقعود فروقًا تتلخص في أن:
الجلوس انتقال من الأسفل للأعلى, وأن القعود من العلو للأسفل.
وأن القعود يدل على المدة الأطول, بخلاف الجلوس حيث يدل على سرعة التحول والتغير.
***
منقول