السلام عليكم ورحمة الله
لعلَّ من أبرز الأمور وأوضحها, أنَّ الإنسان يتأثَّر بسلوكيّات الآخرين, خصوصاً البارز منهم والمتصدِّي للشأن العامِّ, ولا سيَّما من يتحوَّل إلى انموذجٍ وقدوةٍ لغيره. ومن هنا كان الطبع الغالب على المشاهير في كلِّ زمان, هو طبع الزمان إلى حدٍّ ما, وكان السُّلوك خير داعيةٍ يُدعى به إلى الغرض والمقصود, فإن كان الإنسان هادفاً إلى شيوع مكارم الأخلاق, فالأولى أن يتلبَّس هو أوَّلاً بها, فيكون بغير لسانه أكبر داعيَةٍ إلى ما يريده وبهدف إليه, وإن رام الأمر بالمعروف والنَّهْي عن المنكر, فإنَّ التزامه بأفراد المعروف وتركه لأفراد المنكر بحدِّ ذاته أمرٌ ونهيٌ كما صرَّحَ بذلك صاحبُ الجواهر (قُدِّسَ سِرُّه) كما مرَّ. ومن هنا كان النّاس على دين ملوكهم, وعلمائهم, ووجهائهم, والبارزين فيهم, ومن هنا أيضاً تحرص الأمم على تقديم الانموذج الحسن في تأريخها, كيما يكون مثلا يحذو حذوه الآخرون. وكذلك من الضَّروريِّ أن تهتمَّ الأممُ بصورة البطل الَّذي ستقدِّمُهُ للأمَّة, فإن كان أبطالَها العلماءُ والمخترعون والمفكِّرون والأدباءُ والأخلاقيِّون, حرَّك ذلك الشباب والصغار بل الجميع إلى الإقتداء بهم, والسعي إلى بلوغ مراتبهم بداعي الشهرة تارةً, وبداعي حبِّ الفضيلة أخرى, وعلى كلِّ حال فإنَّ شيوع الصَّواب في الأمم والمجتمعات خيرٌ على كلِّ حالٍ وبكلِّ كيفٍٍ حصل, وبأيِّ داعٍ أتى.
لمن أراد البقية الباقية من الموضوع سيجد الموضوع كاملا من هنا