نجحت المهندسة فاديا منصور، بعد تعاونها مع مالكي هذا المنزل، في توظيف عنصري الراحة والعملانية في أرجائه، مع دمج الطرازين الكلاسيكي والعصري، ولو أن الغلبة للأول على الأعمال السائدة فيه. فضمن مساحة تبرز الكلاسيكية المعاصرة، وتتمتّع بهوية يمكن كنه مكوّناتها الغنية بسهولة لدى زيارتها، تتكشّف لعبة لونية تبدو نارية تارة وباردة تارة أخرى، يحلو التعرّف إلى تفاصيلها:
فرضت ضرورة دمج أجهزة التهوئة المبرّدة إضافة الجص إلى الأسقف، كما خفض ارتفاعها، فباتت تحمل مستويين، يحجب الأول الثاني، بارزاً إضاءةً عصريةً مباشرة.
وتوحي الرسوم التي تحملها الأرضية في الردهة الرئيسة بالفساحة، وتظهر براعة في مزج الألوان التي تصبغ المكان بنفحة دافئة غنية، فيما تلعب في قسم الاستقبال دوراً محدّداً لمساحة كل غرفة فيه.
وإذ يشي البهو الرئيس بهويّة هذا المنزل، وترسم الأعمال التي تضمّها مساحته الفسيحة صورة عن دواخل المكان، تتألّق الصوفا "الأنتيك" الغنية بلونها الذهبي فيه، تتّكئ عند جدار مزدان بمرآة بيضوية، لتبدو كلوحة فنية تخلب النظر وتستدعي الوقوف قبالتها لتأمّلها لبعض الوقت!
وبعد المرور تحت تشكيلات لافتة يحملها السقف ذو الديكور المحمّل بشكل هندسي مربع، يلج الزائر قسم الاستقبال الذي يضمّ صالونات كبيرة ثلاثة، يستقل كلّ منها بمساحته، بالإضافة إلى غرفة جلوس وغرفة طعام، تشكّل بمجموعها مكوّنات الطبقة الأرضية.
وتحمل هذه الصالونات الثلاثة روحية واحدة، ويسودها أثاث أميركي الطراز، مع ملاحظة أن التقسيم الأفقي للمساحة سمح بجعل التناسق واضحاً فيها. وتحجز المدفأة مكانةً لها في الشرفة المزجّجة التي باتت داخلية تحسب ضمن تعداد الصالونات، يتوزّع الحجر حول ديكورها، يقابلها زوج من الكراسي مشغول من الخيزران، يتضمّن زوجاً من الوسائد ذات اللون الناري.
ويحلّ كلّ من الأحمر القاني والذهبي والبني والبيج على أقمشة أثاث الصالونات والستائر. أمّا الطاولات الوافرة الموزّعة فتختلف في أحجامها، تجمع الطرازين العصري و"المودرن"، وتمتاز من بينها تلك الكبيرة التي تتوسط غرفة الجلوس، نظراً إلى أنها الأكثر استعمالاً حسب توضيح منصور. ولا تغيب المصابيح عن الزوايا، فيما الإنارة مباشرة وغير مباشرة تؤمّنها الثريات و"الأبليكات".
وتتغنّى غرفة الطعام الكلاسيكية بطاولتها الدائرية وكراسيها المبتكرة بظهرها المزركش اللافت ووجهها المخملي بني اللون.
وتكثر "الاكسسوارات" البرونزية والعسلية والحمراء القانية في مساحة الاستقبال الإجمالية، حيث تتناغم مع الأثاث الخشبي المعتّق بالذهبي، فيما اللوحات الزيتية ترسم
الطبيعة، تحتلّ جدراناً مذهّبة تارة أو مشغولة ب "الباتين" تارة أخرى، والسجاد مشغول من الحرير.
وتتضمّن الطبقة العلوية غرفتي النوم بطرازهما الأوروبي الفخم، حيث الأعمدة تحوط زوايا الأسرّة، وترتسم خطوط على الجدران محمّلة بألوان أقمشة الأغطية: ففي غرفة النوم الرئيسة الخاصة بالمالكين، يسطر الليلكي الضارب إلى الزهري أجواءً حالمةً، علماً أنّه لا تغيب غرفة الضيوف عن هذه المساحة. وثمة حمّام خاص ملحق بكل منها. ويكسو الرخام البيج الأرضيات المحملة بقطع عصرية من السجاد السادة أو الملوّن.
ويبدو طراز المطبخ أنيقاً، يلفت خصوصاً بالديكور الذي يسود سقفه وبطاولة الطعام المربعة التي تتميّز كراسيها بتأمين الراحة إلى الجالس إليها. ولا تشذّ أرضيته عن العمل المتقن الذي تمتاز به هذه المساحة.