شرع الله الصّيام وجعله من أركان الإسلام ولبناته الأساسية، فالصّوم يهذّب النّفس ويروّضها فقد كتب الله الصّيام على هذه الأمّة كما كتبه على من قبلها من الأمم السّابقة ورتّب عليه الأجر والثّواب بل وقد شرع الله صيام الناّفلة للاستزادة من الخير وتحصيل الحسنات فصيام يومٍ في سبيل الله يباعد المسلم عن النّار سبعين خريفاً كما صحّ في الحديث عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، والصّوم جنّة أي حماية ووقاية وقد ندب رسول الله عليه الصّلاة والسّلام الشّباب ممّن لم يستطع الزّواج لصيام النّافلة فأنها تكسر حدّة الشّهوة وتعفّ النّفس من الوقوع في المعاصي، وقد جعل الله اياماً معينةً ندب إلى صيامها والتّنفّل فيها لتحصيل الأجر كصيام الاثنين والخميس من كل أسبوع أو صيام يومٍ بعد يوم وهو صيام سيّدنا داود عليه السّلام وهو أفضل الصّيام، ويندب كذلك صيام يوم عرفة فهو يكفّر ذنوب سنةٍ ماضيةٍ وحاضره إذا اجتنبت الكبائر وكذلك صيام أول ايّام ذي الحجّة فقد صحّ أنّ ما من أيام العمل الصّالح فيها أحبّ إلى الله من هذه الأيّام إلاّ رجلاً خرج بماله وأهله فلم يرجع منها بشيء، وكذلك ندب الإسلام إلى صوم يوم عاشوراء وهو اليوم الذي نجّا الله فيه موسى وقومه من فرعون فيندب صيامه وهو يكفّر سنةً ماضيةً، ويندب صيام الأيّام الوسطى من كلّ شهرٍ وهي الثّالث عشر والرّابع عشر والخامس عشر وهي الأيّام البيض .و سمّيت الأيّام البيض بهذا الاسم لأنّ القمر يكون فيها بدراً مكتملاً فيضيء السّماء في الليل، وقد ثبت من العلم الحديث وبعد دراساتٍ علميةٍ أنّه في هذه الأيام حيث يكون القمر بدراً تكثر المشاكل والجرائم في المجتمع والعدوانية بل وتكثر حالات الانتحار ويربطونها بحالات مدٍ وجزرٍ في نفس الإنسان ففي هذه الايام يزداد إفراز السّوائل والهرمونات بشكلٍ أكبر فناسب الصّيام في هذه الأيّام لحكمةٍ ربانيةٍ ولتهذيب النّفس وتسكينها، فكلّ ما شرعه الله سبحانه وتعالى هو لخير البشر ولتحقيق سعادتهم في الدّنيا والآخرة .أفضل الصيام صيام داوود عليه السلام كان يصوم يوم ويفطر يوم، هكذا كان معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال تعالى في معنى الحديث القُدسي الشريف ( كل عمل أبن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أُجزي به)، وقد ورد عن الروسل عليه الصلاة والسلام عدة مواضع يُستحب فيها الصيام منها:
لماذا نصوم ايام البيض
_______________
- صيام ست أيام من شوال عُقب رمضان وكان الحديث الشريف (من صام رمضان وأتبعه ست من شوال كان كصيام الدهر)
- صيام أيام التسع من ذي الحجة.
- صيام يوم عرفة وهو اليوم قبل عيد الأضحى المبارك، وهو يقع أخر يوم في الأيام التسع من ذي الحجة.
- صيام الأثنين والخميس من كل أسبوع.
- صيام عاشوراء (وهو اليوم العاشر من شهر محرم) ويوم قبله أو يوم بعده.
- صيام الأيام الثلاث البيض من كل شهر وهم الثالث والرابع والخامس عشر من كل شهر قمري.
ولكل يوم من أيام الصيام التي لا تقع في رمضان سنة أو مشروعية، فتسع ذي الحجة قد أقسم الله بها في القرآن الكريم في سورة الفجر ولها فضل كبير فقد قال تعالى (والفجر وليالٍ عشر) وقال أهل العلم أن هذه الليالي هي أيام ذي الحجة، وقد قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم بما معنى الحديث الشريف أنها أفضل أيام يُستحب فيها العمل إلى الله بعد رمضان، ويوم عرفة فضله أنه يُكفر سنتين من الذنوب سنة سابقة وسنة لاحقة - إن عاش المرء-. وأيام الست من شوال تكمل مع شهر رمضان ست وثلاثون يوماً والحسنة بعشرة أمثالها فهي تمثل كل أيام السنة.
وعاشوراء وهو يوم نجى الله سُبحانه وتعالى نبيه موسى من فرعون ونحن المسلمين نحتفل بهذا اليوم بالصيام ونصوم يوم قبله أو بعده لعدم التشبه باليهود، أما صيام الأيام الثلاث البيض من كل شهر، كان تفسير العلم كالتالي:
أن للقمر جاذبية مثبته علمياً على الأرض وعلى المياة تحديداً وهي ما يسمى بظاهرة المد والجزر، وبما أن جسم الإنسان يتكون بنسبة 90 % منه من الماء فإن للقمر في منتصف الشهر (الأيام الثلاث البيض) جاذبية أيضاً على جسم الإنسان تجعله في حالة غير مستقرة وكثيرة الإنفعال وترفع مستوى الطاقة السلبية لدية، ومع الصيام فإن الجسم يفقد الكثير من السوائل الموجودة في جسمه وبالتالي يقل تأثير جذب القمر عليه، فسبحان من أوحى لرسوله بالقول (صوموا تصحوا).
فكل سُنة أو أمر أتى به الرسول صلى الله عليه وسلم هو في مصلحة البشر سواء من صلاة أو صيام أو نحوها، وقد كان للعلم رأي آخر في موضوع الصيام فهناك دراسة تقول بأن جسم الإنسان يُفرز في كل يوم يصومه الإنسان كريات دم بيضاء تكفية لمدة عشرة أيام ومع صيام رمضان وست من شوال فإن الجسم يُفرز من كريات الدم البيضاء ما يحتاجة الجسم لمدة عام كامل، ومع صيام كل يوم إضافي فغن الإنسان يكتسب مناعة وحماية إضافية لجسمه.