بسم الله الرحمن الرحيم
ورد ( الإخبات ) في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع هي
1- قوله تعالى: { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون } (هود:23)
2-قوله سبحانه: { فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين} (الحج:34)
3- وقوله عز من قائل: { وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم } (الحج:54)
وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: ( رب اجعلني لك شكَّارًا، لك ذكَّارًا، لك رهَّابًا، لك مِطواعًا، إليك مخبتًا، لك أوَّاهًا منيبًا
وأيضًا قوله صلى الله عليه وسلم: ( اللهم إنَّا نسألك قلوبًا أوَّاهة مخبتة منيبة في سبيلك )
لكن يعني إيه إخبات؟؟؟؟؟
أصل ( الإخبات ) في اللغة من الخَبْت، وهو المكان المنخفض والمطمئن من الأرض،؛ ثم استعير لمعنى التواضع
كأن المخبت سلك نفسه في الانخفاض، فأصبحت سهلة سمحة مطواعة
وبناء على هذا الأصل اللغوي تفرع القول في معنى ( الإخبات ) فقالوا في معناه: هو الخشوع، والخضوع، والتواضع؛يقال: أخبت لله، خشع؛ وأخبت، تواضع؛ وأخبت إلى ربه، أي: اطمأن إليه؛
ولكن
( الإخبات ) تواضع مقرون بالانقياد، وهو الذي امتدح الله به عباده المؤمنين .
ونلاحظ أن الآيات والأحاديث السابقة،
أن هذا اللفظ قد جاء فيها مضافًا إلى الله سبحانه وتعالى، ولم يأتِ في القرآن الكريم ذِكْرٌ لهذا اللفظ مضافًا لغير الله تعالى؛
بينما جاء لفظ ( التراحم ) و( الذل ) وصفًا مضافًا للمؤمنين، قال تعالى: { رحماء بينهم } (الفتح:29) وقال جل علاه: {أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين } (المائدة:54)
فمصطلح ( الإخبات ) ليس تواضعًا فحسب، وإنما هو
تواضع مع انقياد
فـ ( الإخبات ) لله هو التواضع له سبحانه، وذلك يكون بفعل ما أمر الله به، واجتناب ما نهى عنه، وتعظيم شرعه، والذل والخضوع بين يديه، وتحكيم شرعه في مناحي الحياة كافة،
مع القبول والتسليم بكل ما شرع .
نسأل الله أن ينفعنا بالقرآن العظيم، وأن يجعله حجة لنا لا حجة علينا، وأن يجعلنا من الذين يجمعون بين القول والعمل في سلوكهم، ومن الذين وصفهم الله سبحانه بقوله: { وأخبتوا إلى ربهم } .
منقول